كيف بدا المشهد الانتخابي في اليوم الثالث والخمسين من الحملة الانتخابية في كندا؟
زعيم الحزب الديمقراطي الجديد توماس مولكير سعى للنأي بنفسه عن الجدل الدائر حول مسألة جواز ارتداء النقاب في مراسم أداء قسم الجنسية عشية المناظرة التلفزيونية بين زعماء الأحزاب التي يستضيفها القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكندية.
فزعيم الديمقراطيين الجدد مثل كل من زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو وزعيمة الحزب الأخضر إليزابيث ماي لا يريد قانوناً يلزم كل من يؤدي قسم الجنسية أن يكون سافر الوجه، خلافاً لزعيم حزب المحافظين ورئيس الحكومة الكندية الخارجة، ستيفن هاربر، ولزعيم الكتلة الكيبيكية جيل دوسيب اللذيْن يدعمان إصدار قانون من هذا النوع.
وكانت محكمة الاستئناف الفدرالية قد رفضت الأسبوع الفائت استئنافاً تقدمت به حكومة المحافظين بهدف نقض حكم صادر عن المحكمة الفدرالية يجيز ارتداء النقاب في مراسم أداء قسم الجنسية.
وبما أن المناظرة غداً بالفرنسية، وبالتالي سيكون معظم مشاهديها من سكان كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الفرنكوفونية والتي يدعم سكانها بغالبية كبيرة أداء قسم الجنسية دون غطاء على الوجه، يرى كل من ستيفن هاربر وجيل دوسيب أنه على تناغم مع الموقف الراجح من مسألة ارتداء النقاب في هذه المقاطعة.

وفي خطاب ألقاه في مونتريال بعد ظهر اليوم ندد توماس مولكير بما أسماه "الكاريكاتور الإعلاني" والخطابات "السلبية" التي تستخدم النقاب لجذب أصوات الناخبين في 19 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وهو كان الوحيد بين زعماء الأحزاب في إلقاء خطاب عام اليوم، إذ آثر منافسوه الاستعداد لمناظرة غد.
"منذ عدة أيام أخذت هذه الحملة منعطفاً سلبياً وأكثر شراً وتقسيماً (للمجتمع) من أي وقت سابق، تماماً كما يرغب بذلك ستيفن هاربر والمحافظون"، قال توماس مولكير في خطابه، مشيراً أيضاً إلى أن زعيم المحافظين يسعى للتفرقة في ملف اللاجئين السوريين حسب رأيه.
وبعد قوله إنه يفهم أن يرى البعض في النقاب "رمزاً للدونية والاضطهاد تجاه النساء"، أكد توماس مولكير أنه "لا يحق لأحد أن يقول لامرأة ما عليها ارتداؤه أو عدم ارتدائه".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع وضع المحافظون إعلاناً انتخابياً مصوراً لجذب أصوات الكيبيكيين على خلفية الجدل حول النقاب، وإن لم يكن مضمونه مقتصراً على الموقف من ارتدائه.
"قيم الكيبيكيين والكيبيكيات هي أوليات حكومتنا"، يقول ستيفن هاربر في الإعلان، مضيفاً أنهم يريدون تخفيضات ضريبية ووظائف جيدة ومستقبلاً أفضل لأولادهم وتقاعداً مريحاً "ومواطنين جدداً يؤدون قسم الجنسية مكشوفي الوجه". ويقول زعيم المحافظين ذلك جالساً إلى طاولة مع أربعة أشخاص يهزون رؤوسهم موافقين على ما يقوله.
ويعوّل توماس مولكير على نتيجة ممتازة في مقاطعة كيبيك تساهم في فوز حزبه بالسلطة في انتخابات الشهر المقبل. وكان سلفه، الزعيم التاريخي الراحل للديمقراطيين الجدد جاك لايتون، قد حقق مفاجأة في الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرة في أيار (مايو) 2011 عندما حصد أربعة أخماس مقاعد مقاطعة كيبيك في مجلس العموم، ما أعطى الحزب المرتبة الثانية، أفضل مرتبة حققها في تاريخه حتى ذاك الحين، وبالتالي أتاح له الاضطلاع بدور المعارضة الرسمية في مجلس العموم للمرة الأولى في تاريخه.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.