تناول الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون اليوم الإطار المالي للحزب الليبرالي الكندي في مقال بعنوان "هل العودة بكندا إلى العجز هي فعلاً ضرورية؟". ويقدم فيليون برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) في مونتريال.
غطس المحافظون في العجز في الميزانية عام 2009 لأن أزمة مالية لا سابق لها منذ أزمة الكساد الكبير عام 1929 حلت بالعالم. كان لا بد من التحرك لتجنب كساد عميق في كندا. فقامت حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر، أسوة بحكومات أخرى، بالاستدانة من أجل تحفيز الاقتصاد، وإن كانت فكرة الاستدانة تتعارض مع الميل الفطري للمحافظين، يقول جيرالد فيليون.
لو كان الحزب الليبرالي في السلطة في أوتاوا لفعل الشيء نفسه على الأرجح. لكن رغم ذلك، يضيف الكاتب، هذا ما كتبه الليبراليون بقيادة جوستان ترودو في الإطار المالي الذي قدموه يوم السبت: "عام 2008 وعد (ستيفن هاربر) بميزانية متوازنة، لكنه نقل البندقية من كتف إلى أخرى وأعلن عجزاً فيها".
وترددت حكومة المحافظين كثيراً قبل أن تقدم تحفيزات قوية للاقتصاد، وكادت أحزاب المعارضة أن تسقطها في خريف 2008، يذكّر جيرالد فيليون.
أما اليوم فلا يتردد الليبراليون باقتراح سلسلة من الميزانيات العاجزة من الآن ولغاية عام 2019، وإن لم تكن البلاد في أزمة اقتصادية. فالركود المسجل في النصف الأول من السنة الحالية انتهى على الأرجح، يقول جيرالد فيليون.

وبهدف الاستثمار بكثافة في البنى التحتية، تحديداً 125 مليار دولار على امتداد عشر سنوات، يتوقع الحزب الليبرالي عجزاً بقيمة 9,9 مليارات دولار في السنة المالية 2016 – 2017، وبقيمة 9,5 مليارات دولار في السنة المالية 2017 – 2018، وبقيمة 5,7 مليارات دولار في السنة المالية 2018 – 2019، قبل تسجيل فائض بقيمة مليار دولار في السنة المالية 2019 – 2020.
فهل نحن بحاجة لأربع سنوات إضافية من العجز من أجل تحفيز الاقتصاد الوطني؟ ومن الملاحظ أيضاً أن الإطار المالي لليبراليين لم يأتِ على ذكر السنة المالية 2015 – 2016 المنتهية في 31 آذار (مارس) المقبل، يقول جيرالد فيليون.
لكن عجزاً بقيمة 5 مليارات إلى 10 مليارات دولار سنوياً لاقتصاد كندي حجمه 2000 مليار دولار لا يشكل عبئاً كبيراً. لا بل أن باستطاعة الحكومة وهي تسجل هذا العجز أن تواصل تخفيض نسبة الدين العام إلى حجم الاقتصاد. كما تجدر الإشارة إلى أن الاستدانة بفوائد متدنية جداً تشكل فرصة استثنائية للحكومات كي تقوم بأعمال ترميم البنى التحتية وعصرنتها. وهذا ما يقترحه الليبراليون، يضيف جيرالد فيليون.
وخلافاً للحزب الديمقراطي الجديد والحزب الأخضر، وأسوة بما فعلته الكتلة الكيبيكية، وضع الحزب الليبرالي توقعاته الاقتصادية استناداً إلى المعطيات المخفضة الصادرة عن المدير البرلماني للميزانية. وهذا أمر جيد لأنه يعكس الواقع، يرى محرر الشؤون الاقتصادية في راديو كندا.
ويختم جيرالد فيليون بالقول إن الإطار المالي للحزب الليبرالي واضح ومدعوم بأرقام وواقعي، مضيفاً أن هذا لا يعني أن كندا بحاجة الآن لتحفيز اقتصادي قوي وأن العودة بها إلى العجز في الميزانية هي سياسة ضرورية وإن كان الاقتصاد الوطني في حالة نمو بطيء.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.