طالعتنا صحيفة ذي غلوب اند ميل بمقال تشير فيه إلى أنّ نفوذ كندا و دورها كوسيط نزيه يتراجع على الساحة الدوليّة وفق ما أفاد به تقرير داخلي لوزارة الخارجيّة الكنديّة.
و قد حصلت ذي غلوب اند ميل على نسخة من التقرير المصنّف على أنّه سرّي والذي أعدّه مسؤولون كبار في الخارجيّة قبل اجتماع على مستوى نوّاب الوزراء في التاسع من أيلول سبتمبر.
ولا ينحو التقرير باللائمة على حكومة المحافظين التي هي في السلطة منذ ما يزيد على 9 سنوات ، ولكنّه أشبه بصدى لانتقادات وجّهها دبلوماسيّون سابقون ومراقبون أجانب وخصوم سياسيّون لرئيس الحكومة الخارج وزعيم المحافظين ستيفن هاربر.
"على الرغم من سمعة كندا كطرف فاعل على الساحة الدوليّة، إلاّ أنّ نفوذها تراجع نسبيّا أو هو مهدّد" حسبما ورد في التقرير.
وجاء تسريب هذه المعلومات عشيّة مناظرة تلفزيونيّة بين زعماء الأحزاب الفدراليّة تتمحور حول سياسة كندا الخارجيّة، وذلك بهدف إحراج المحافظين الذين يسعون للفوز بالسلطة لولاية رابعة في الانتخابات التي تجري في 19 تشرين الأوّل اكتوبر المقبل.
و جاء تسريب المعلومات عشيّة انعقاد الجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة التي يخطب فيها الرؤساء الأميركي اوباما والروسي بوتين والصيني جين بينغ والتي يعقد خلالها الرئيسان باراك وبوتين أوّل جلسة اجتماع رسميّة بينهما منذ سنتين للبحث في مسألة تعزيز روسيّا تواجدها العسكري في سوريّا.
وتشير ذي غلوب اند ميل إلى أنّ نائب وزير الخارجيّة الكندي جان دانيال سيلقي كلمة في الأمم المتّحدة بدل رئيس الحكومة الخارج ستيفن هاربر المنشغل بالحملة الانتخابيّة.
ويشارك هاربر إلى جانب الزعيم الليبرالي جوستان ترودو وزعيم الديمقراطيّ الجديد توماس مولكير مساء الاثنين في مناظرة تلفزيونيّة يديرها منتدى النقاش العام "منك" Munk debates.
وتتوقّع ذي غلوب اند ميل أن تحتلّ الأزمة في سوريّا حيّزا مهمّا من النقاش لا سيّما وأنّ كندا تشارك في التحالف الدولي ضدّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة"، وأنّ روسيّا عزّزت دعمها العسكري للرئيس السوري بشّار الأسد وهو موقف تعارضه دول الغرب.
وتشير ذي غلوب اند ميل إلى الضجّة التي احدثها موقف حكومة المحافظين من أزمة اللاجئين وتضيف بأنّ الديمقراطيّين الجدد والليبراليّين يتّهمونها بأنّها تسبّبت بتراجع الدور الكندي على الساحة الدوليّة من خلال دعم النهج العسكري وعدم إعطاء الفرصة للنهج الدبلوماسي والمساعدات الدوليّة.
وقد اشتكى بعض الدبلوماسيّين السابقين من دعم هاربر دون جدل لسياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المتشدّدة وتخلّي هاربر عن موقف كندا الداعم لحفظ السلام.
والمحافظون غير نادمين على التحوّل في اولويّات السياسة الخارجيّة الكنديّة وغالبا ما تصادموا مع الدبلوماسيّين في وزارة الخارجيّة تقول ذي غلوب اند ميل.
وتنقل الصحيفة عن وزير الدفاع جيسون كيني اعتقاده بأنّ "كندا هي على الجانب الصحيح من التاريخ عندما يتعلّق الأمر ببعض القضايا".
وترى أنّ وزارة الخارجيّة هي الدائرة التي أبدت أكبر قسط من المقاومة لولاية هاربر، وغضبت من مواقفه من بعض القضايا الدوليّة ومن التحوّل في سياسة كندا الخارجيّة خلال عهده.
وغالبا ما يعبّر مسؤولون محافظون عن غضبهم عندما يتحدّثون في ما بينهم عن دبلوماسيّين كنديّين يثمّنون علاقات متناغمة مع الدول الأخرى ويقدّمونها على تعزيز مصالح كندا.

وتشير الصحيفة إلى أنّ وزارة الخارجيّة منشغلة على غرار وزارات أخرى في إعداد كتب موجّهة لكلّ من سيتوّلى وزارة الخارجيّة والتجارة الدوليّة بعد انتخابات التاسع عشر من تشرين الأوّل اكتوبر المقبل.
والكتب تندرج تحت عنوان" سياسة كندا الدوليّة، أسئلة استراتيجيّة في إطار التغيّر الشامل".
وتذكّر الكتب بالنظرة التقليديّة إلى كندا على أنّها "دولة متوسّطة" و "وسيط نزيه" و "لاعب صاحب مبادئ" على الساحة الدوليّة، مستعدّ لاستخدام السلطة الرخوة بالتعاون مع دول أخرى من أجل دور ريادي وفاعل على الساحة العالميّة.
وقد استخدمت اوتاوا تأثيرها بصورة تقليديّة من خلال منظّمات عديدة رئيسيّة كالأمم المتّحدة والناتو ومجموعة الدول العشرين والكومنولث ومنظّمة الدول الفرنكوفونيّة حسبما يرد في الكتاب.
وفي العام 2010، شكّل فشل كندا في الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن إهانة لحكومة المحافظين، وعزا البعض هذا الفشل في حينه إلى تأييد كندا غير المتزعزع لإسرائيل وتقليص عدد الدول الافريقيّة التي تتلقّى مساعدات تنمويّة من اوتاوا وتلكؤ اوتاوا في ملف التغييرات المناخيّة تقول ذي غلوب اند ميل في ختام تعليقها.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.