لأول مرة في تاريخ كندا يفوق عدد السكان الذين في سن الخامسة والستين وما فوق عددَ من لم يبلغوا سن الخامسة عشرة

لأول مرة في تاريخ كندا يفوق عدد السكان الذين في سن الخامسة والستين وما فوق عددَ من لم يبلغوا سن الخامسة عشرة
Photo Credit: راديو كندا

كندا: نحو هبوط اقتصادي بفعل الديموغرافيا؟

تناول الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون اليوم أرقام وكالة الإحصاء الكندية حول الواقع السكاني في كندا في مقال بعنوان "نحو هبوط اقتصادي؟".

إذا كان من أرقام هامة يجب التوقف عندها في أخبارنا الكثيرة هذه الأيام، فهي دون شك أرقام وكالة الإحصاء الكندية حول واقع الديموغرافيا الكندية في الأول من تموز (يوليو) الفائت، وهي أرقام بالغة الأهمية للمدخرين وأصحاب الأعمال ومواقع القرار في مختلف مستويات الدولة، يقول جيرالد فيليون الذي يقدم برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) في مونتريال.

وأظهرت الأرقام أنه لأول مرة في تاريخ كندا منذ بدء القيام بإحصاءات من هذا النوع يفوق عدد السكان الذين في سن الخامسة والستين وما فوق عددَ من لم يبلغوا سن الخامسة عشرة.

ومن 16,1% من إجمالي عدد سكان كندا حالياً سترتفع نسبة الذين في سن الخامسة والستين وما فوق إلى 20% عام 2024، أما نسبة الذين لم يبلغوا سن الخامسة عشرة فستظل في العام المذكور مثلما هي حالياً، أي 16% من إجمالي سكان البلاد، وفق توقعات وكالة الإحصاء.

ويستشهد جيرالد فيليون بكلام ضيف حلقة الاثنين من برنامجه التلفزيوني خبير الاقتصاد البلجيكي الأصل والبروفسور في عدد من جامعات مقاطعة كيبيك مارك فان أودنرود.

يقول البروفسور فان أودنرود إن كندا بصورة عامة هي في طور الانتقال من اقتصاد فتي إلى اقتصاد هرم، وإن هذا الأمر ينطبق بصورة خاصة على مقاطعة كيبيك التي تنتقل من هذا الواقع إلى ذاك بسرعة كبيرة مثلما هي حال اليابان.

الخبير الاقتصادي البروفسور مارك فان أودنرود (أرشيف)
الخبير الاقتصادي البروفسور مارك فان أودنرود (أرشيف) © راديو كندا

عندما يشكل من هم في سن الخامسة والستين وما فوق أقل من 12% من إجمالي السكان يُعتبر الاقتصاد فتياً، كما هي الحال في مقاطعة ألبرتا. وعندما تبلغ نسبة هؤلاء ربع إجمالي السكان نتحدث عن اقتصاد هرم. وهذا سيكون واقع مقاطعة كيبيك وجارتها الشرقية مقاطعة نيو برونزويك في غضون عشر سنوات، وواقع كندا ككل في غضون عشرين سنة، ينقل جيرالد فيليون عن البروفسور فان أودنرود.

والآثار الاقتصادية المترتبة على تقدم المجتمع في السن غير قليلة. فمن جهة سترتفع تكلفة الخدمات الصحية بسرعة، ومن جهة أخرى ستهبط عائدات الدولة. ارتفاع عدد السكان الذين في سن العمل يحفز الاقتصاد، فيما يقود تراجع عددهم إلى هبوط اقتصادي. ضغط مزدوج إذاً على الاقتصاد والمالية العامة، يقول جيرالد فيليون.

وفي ظل شيخوخة سريعة للمجتمع الكندي ستظل مسألة مداخيل التقاعد ملفاً بالغ الأهمية وإن لم يكن يبدو أن هذا الملف يقلق حالياً سوى أونتاريو، كبرى المقاطعات من حيث عدد السكان، كما أن هذه الشيخوخة تترافق مع ارتفاع هام للفقر في أوساط المسنين، يقول جيرالد فيليون.

لهذه الأسباب يحذرنا خبراء الاقتصاد من نمو اقتصادي بطيء في السنوات المقبلة، وربما أيضاً في العقود المقبلة، لاسيما في اليابان وأوروبا، يضيف الصحافي الاقتصادي.

فهل يتوجب علينا أن نعمل لسنوات أطول؟ وألم يحن الوقت لإيجاد حلول فعلية لتحسين مداخيل التقاعد؟ يختم جيرالد فيليون متسائلاً.

استمعوا
فئة:اقتصاد، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.