الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
Photo Credit: RIA Novosti / Reuters

الأزمة السوريّة والموقف الروسي الحازم

اهتمّت الصحف الكنديّة بالأزمة في سوريّا والتدخّل الروسي العسكري فيها.

صحيفة لودوفوار نشرت تعليقا بقلم الصحافي غي تايفير تشير فيه إلى موقف  حازم اتّخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقابل موقف الرئيس اوباما المتردّد.

وقد نجح التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتّحدة ضدّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" في احتواء تمدّد التنظيم ولكن دون أن يتمكّن من دفعه إلى التراجع بصورة حاسمة.

وتتحدّث لودوفوار عن نتائج سياسيّة وإنسانيّة مخيفة نتيجة تدخّل الغرب في الشرق الاوسط خلال الخمس عشرة سنة الماضية.

وترى أنّها جاءت  نتيجة تحالفات متغيّرة وعقود حروب و ديناميّات اقتصاديّة تعود لمطلع القرن العشرين.

والرئيس بوتين أكّد في خطابه في الأمم المتّحدة أنّ الولايات المتّحدة وحلفاءها ارتكبوا خطأ جسيما بإقفالهم باب التعاون مع النظام السوري.

وترى أنّ بوتين تجاهل أسباب اندلاع الحرب الأهليّة في سوريّا التي بدأت عام 2011 في سياق موجة لديمقراطيّة التي أحدثها الربيع العربي.

كما أنّ بوتين تناسى أنّ الجرائم التي يرتكبها تنظيم "الدولة الاسلاميّة" لا زالت على فظاعتها دون فظاعة ما ارتكبه النظام السوري المسؤول عن مقتل 125 ألف مدني منذ 4 سنوات.

وتتساءل لودوفوار عمّا يهدف إليه تدخّل بوتين في هذه الأحجية الجيوسياسيّة في الشرق الأوسط.

وترى أنّه فاجأ الولايات المتّحدة من خلال تدخّله العسكري من جهة ومن خلال توحيد جهود الاستخبارات في العراق وايران وسوريّا بشأن التنظيم.

وهو يهدف لحشد مشاعر العداء للولايات المتّحدة داخل بلاده التي يسعى لإخراجها من العزلة.

متظاهرون مؤيّدون للنظام السوري يرفعون صور الرئيسين الأسد وبوتين أثناء مظاهرة أمام مقرّ السفارة الروسيّة في دمشق في آذار مارس 2012
متظاهرون مؤيّدون للنظام السوري يرفعون صور الرئيسين الأسد وبوتين أثناء مظاهرة أمام مقرّ السفارة الروسيّة في دمشق في آذار مارس 2012 © PC/AP/Muzaffar Salman

وترى لودوفوار أنّه يصعب دعم موقف الرئيس اوباما القائل بأنّ الحلّ يكمن في رحيل الأسد، إزاء تفاقم الأزمة وأزمة اللاجئين.

وتختم الصحيفة داعية إلى تجنّب تكرار الخطأ الذي وقع في العراق وليبيا حيث أدّى انهيار النظام إلى فراغ يستحيل ضبط تبعاته.

ونقرأ في صحيفة لابريس تعليقا بقلم جوسلان كولون مدير شبكة الأبحاث حول عمليّات السلام التابعة لجامعة مونتريال يرى فيه أنّ الرئيس بوتين هو الرابح الأكبر في المفاوضات الدبلوماسيّة الدائرة في مجلس الأمن منذ أسبوع.

وتتحدّث الصحيفة عن  شقّين في خطّة موسكو بشأن الأزمة السوريّة، الأول يقضي بتحويل النظام السوري إلى حليف ظرفي في تحالف جديد ضدّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" والثاني يفتح الباب أمام انتقال نحو نظام أكثر تمثيلا يجري التفاوض بشأنه بين الرئيس الأسد والمعارضة المعتدلة.

وروسيّا ظلّت لفترة لاعبا هامشيّا في الشرق الأوسط إذا ما استثنينا سوريّا، منذ طرد مستشاريها العسكريّين من مصر عام 1972.

وتغيّرت المعطيات بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر وغزو العراق عام 2003 والربيع العربي عام 2011 التي اعادت روسيّا إلى الساحة الشرق أوسطيّة كقوّة عظمى تشكّل ضمانة لاستقرار الأنظمة في المنطقة.

وترى لابريس أنّ موقف روسيّا يرضي توقّعات هذه  الأنظمة التي تحمّل الغرب مسؤوليّة الفوضى السائدة في المنطقة.

وتضيف أنّ اداء روسيّا على مدى ثلاثة عقود مضت يُختصر بسلسلة من الاخفاقات ونصف الانتصارات، من أفغانستان إلى الشيشان مرورا بجورجيا وصولا إلى جزيرة القرم واوكرانيا.

والرئيس بوتين يبرّر تدخّله في سوريّا باسم مواجهة الإرهاب الاسلامي الذي يهدّد ايضا بلاده.

وتتساءل لابريس عمّا سيفعله بوتين  من خلال نشر طائراته ودبّاباته في سوريّا، وإن كان ذلك لدعم نظام الرئيس بشّار الأسد وتأطير الانتقال وضرب تنظيم "الدولة الاسلاميّة" وسواه من المجموعات الإرهابيّة.

وتحذّر من خطر توسيع ضرباته لتشمل المعارضة، لأنّ العالم العربي السنّي سيرفض هذا التدخّل الذي سيؤدّي إلى كارثة مرّة أخرى تقول صحيفة لابريس في ختام تعليقها.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.