الدبلوماسيّة والصبر في سوريّا عنوان تعليق نشرته صحيفة لابريس بقلم الدبلوماسي الكندي السابق فرانسوا لاروشيل الذي عمل في دمشق.
تتحدّث الصحيفة عن " الشرق الأوسط المعقّد" كما قال الجنرال ديغول عام 1929والذي لم يتغيّر بعد.
وتشير إلى مراوغة دول الغرب وعجزها عن القضاء على تنظيم "الدولة الاسلاميّة" وإلى الفوضى العارمة التي تزداد حدّة في المنطقة.
والأزمة السوريّة حاضرة بصورة يوميّة في وسائل الاعلام منذ وصول اللاجئين إلى اوروبا، كما أنّها دخلت على خطّ الحملة الانتخابيّة في كندا تقول لابريس.
و ترى الصحيفة في الصعوبات التي تواجهها دول اوروبا ازاء موجة اللاجئين والتدخّل العسكري الروسي في سوريّا الدليل على أنّ الأزمة مستمرّة دونما نهاية.
وقد شكّل انعقاد الجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة فرصة لحثّ الدول العظمى على البحث عن حلّ لوضع حدّ لهذه الكارثة التي انتقلت إلى البعض منها.

وتتساءل لابريس عن التدخّل العسكري الروسي المباشر وكيف تدعم موسكو الرئيس الأسد وتقصف المجموعات التي تسعى لإسقاط النظام السوري وتعمل في الوقت عينه على إيجاد حلّ سياسي للحرب الاهليّة.
وتتساءل الصحيفة عن سيناريو تقوم من خلاله الولايات المتّحدة وحلفاؤها بقصف تنظيم "الدولة الاسلاميّة" والروس والمجموعات الجهاديّة الأخرى بأمل استسلامها وعودة السلام.
وتتحدّث عن استراتيجيّة غريبة تزيد من الدمار في سوريا وتزيد من أعداد اللاجئين ومن تصلّب معارضة الجهاديّين.
وتعتبر لابريس أنّ الرئيس بشّار الأسد هو المسؤول الرئيسي عن مئات الآلاف من القتلى والجرحى والنازحين و عن الدمار المتواصل.
والأسد يعتقد كما اعتقد والدُه قبله أنّ استخدام القوّة سيقضي على الربيع العربي في سوريّا تقول الصحيفة.
لكنّ العكس حصل وتطوّرت المعارضة للنظام إلى ثورة مسلّحة على كافّة الاراضي السوريّة.
و النظام باق بفضل الايرانيّين وحلفائهم وبفضل روسيّا.
ومساحة الاراضي التي يسيطر عليها تتراجع باستمرار والأقليّة العلويّة تطرح علامات استفهام حول مستقبلها مع زعيم من هذا القبيل.
و ربّما أنّ روسيّا تلقّت طلبات عديدة قبل أن تتدخّل عسكريّا لنجدة دكتاتور دمشق.
والتدخّل الروسي لا يحسّن موقع روسيّا في العالم العربي ذات الأغلبيّة السنيّة، وقد يكون تدخّلا ميؤوسا و غيرَ ذي جدوى لإنقاذ حليف قديم ومعزول تماما ومنقطع عن الواقع على الأرض.
و من الوهم الاعتقاد أنّ إبقاء الأسد في السلطة يشكّل حلاّ للصراع ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.
فهو لا يحظى بأيّ دعم دولي ولا يتمتّع بأيّة مصداقيّة في أوساط السوريّين، أكان الذين ما زالوا في البلاد او الذين نزحوا عنها.
و قيادته كانت فاشلة وأصبحت سوريّا أرضا خصبة تتصارع فيها، من خلال جهات فاعلة ، كلّ التوتّرات والمصالح الوطنيّة في المنطقة وأبعد منها.
وترى لابريس أنّ الحلّ يمرّ بالضرورة من خلال رحيل الرئيس الأسد في مرحلة أولى واستبداله فيما بعد بحكومة تمثّل المجتمع السوري ومدعومة من المجتمع الدولي بأكمله.
وثمّة حاجة بعد ذلك إلى جهود جبّارة لإعادة بناء البلد او ما تبقّى منه وإعادة اللاجئين إلى ديارهم.
والقصف لن يحلّ الأزمة تقول لابريس بل يساهم فقط في الحدّ من تقدّم مختلف المجموعات الجهاديّة.
و التعاطي الآخر مع الأزمة يكون من خلال تدخّل عسكري على الأرض وهو أمر مستبعد حاليّا.
وربّما أنّ وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض او تدهورا سريعا للأوضاع كسقوط دمشق مثلا قد يؤدّي إلى تغيير المعطيات.
وتختم لابريس تعليقها بتوقيع الدبلوماسي الكندي السابق فرانسوا لاروشيل بالقول أإنّ الدبلوماسيّة والصبر أمران ضروريّان و التاريخ ليس نهرا طويلا هادئا.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.