من مشاهد الدمار اللاحق بمستشفى "أطباء بلا حدود" في قندوز جراء الغارة الجوية الأميركية يوم السبت الفائت

من مشاهد الدمار اللاحق بمستشفى "أطباء بلا حدود" في قندوز جراء الغارة الجوية الأميركية يوم السبت الفائت
Photo Credit: Facebook / Médecins sans frontières

من الصحافة الكندية: “من يقصف مستشفى، حتى في أفغانستان؟”

تناولت صحيفة "ذي غلوب أند ميل" الغارة الجوية الأميركية على مستشفى جراحي في ولاية قندوز في أفغانستان السبت الفائت والتي أودت بحياة 22 مدنياً في مقال بعنوان "من يقصف مستشفى، حتى في أفغانستان؟".

في الصباح الباكر من يوم السبت دمرت القوات الأميركية في أفغانستان مستشفى تقوم منظمة "أطباء بلا حدود" الإنسانية الدولية بتشغيله. ومنذ ذاك الحين قام المسؤولون الأميركيون بمفاقمة الأضرار من خلال تصريحات متناقضة تنشر الغموض والالتباس فيما المطلوب هو أعلى درجات الوضوح، كتبت اليوم الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا في نسختها الورقية (المقال متوفر منذ مساء أمس على موقعها الإلكتروني).

"ضباب الحرب" تعبير عصري وضعيف يجعل التغاضي عن الأخطاء المميتة في الحروب أمراً في غاية السهولة، تقول "ذي غلوب أند ميل". وكتبرير لذبح مدنيين أبرياء وعمال إنسانيين، يصبح الحديث عن ضباب الحرب تهرباً شنيعاً من المسؤولية.

الرواية الأميركية عن الغارة شهدت تزحزحاً متواصلاً. في البدء جرى توصيف الضحايا في المستشفى كـ"أضرار جانبية" في غارات جوية استهدفت قوات لحركة "طالبان" متواجدة في مكان مجاور وتهدد مدينة قندوز، وقيل إن المستشفى أصيب عن طريق الخطأ.

لكن اتضح بعد ذلك، وبشكل شبه فوري، أن المستشفى كان الهدف الوحيد لقصف جوي دقيق قتل 22 شخصاً وأصاب 37 آخرين بجراح، تضيف "ذي غلوب أند ميل".

مقاتلان من
مقاتلان من "طالبان" في قندوز أواخر الشهر الفائت © CP/AP/Pigiste

يمكن ابتكار كل أشكال التفسيرات حول أسباب احتمال اعتقاد أكثر جيوش العالم تطوراً أنه كان يستهدف معقلاً لـ"طالبان" لا منشأة رعاية صحية. وفي الأيام الماضية قُدم القليل من هذه الأعذار والتبريرات، لكنها لم تلبث أن تبدلت بعد أن دحضها بغضب مسؤولون في "أطباء بلا حدود" مظهرين أنها مريبة وتهدف لخدمة مطلقيها، تقول الصحيفة الكندية.

ما من شك أنه كان من المعلوم أن المبنى المستهدف هو مستشفى، فمنظمة "أطباء بلا حدود" كانت تزود السلطات العسكرية بصورة دورية بإحداثياته، تشير "ذي غلوب أند ميل"، والمستشفيات محمية بموجب القانون الإنساني الدولي، ومهاجمتها عمداً تشكل جريمة حرب.

عندما بدأت الغارة توسل العاملون في "أطباء بلا حدود" إلى المسؤولين الأميركيين والأفغان أن يوقفوا المذبحة، لكن القصف استمر 30 دقيقة على المستشفى إلى أن حوله إلى هيكل مدمر، تضيف الصحيفة.

في الأساس برر المسؤولون الأميركيون الهجوم كرد على تسلل مقاتلي "طالبان" من أماكن مجاورة للمستشفى، وقال ناطق رسمي أفغاني إن قوات معادية كانت تستخدم المستشفى قاعدة لها. لكن منظمة "أطباء بلا حدود" تشدد على أن المحيط المباشر للمستشفى لم يشهد أعمالاً قتالية كما أنها تنفي بشدة أن يكون مقاتلو "طالبان" قد تواجدوا في المستشفى، تقول "ذي غلوب أند ميل".

منظمة "أطباء بلا حدود" لا تميز بين من تعالجهم وفق انتمائهم السياسي أو العسكري، وهذا الرفض للانحياز قد يكون أغضب السلطات الأفغانية. لكن حتى وإن زُود الأميركيون معلومات استخباراتية خاطئة، هم ملزمون بشكل رئيسي بتوفير الحماية لمستشفى لا بتدميره، تضيف الصحيفة الكندية.

منظمة "أطباء بلا حدود" وصفت الغارة بأنها جريمة حرب، والمطلوب هو تحقيق نزيه يكشف أسباب هذه الفاجعة ويحدد المسؤوليات، تختم "ذي غلوب أند ميل".

استمعوا
فئة:سياسة، صحة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.