مسلمون كنديون يؤدون الصلاة

مسلمون كنديون يؤدون الصلاة
Photo Credit: راديو كندا

” النقاب والرهاب الإسلامي: درس في الديماغوجية “

نشرت صحيفة لو دوفوار مقالا للكاتب وأستاذ التاريخ في كلية داوسن فريديريك باستيان تحت عنوان: " النقاب والرهاب الإسلامي: درس في الديماغوجية " يقول:

الجدل الدائر حاليا حول منع ارتداء النقاب خلال مراسم منح الجنسية الكندية يشير، مرة أخرى، إلى أن الكيبيكيين يرفضون تدخل الدين في الشأن السياسي. ويمكن تفسير ردة الفعل هذه بتطور المجتمع الكيبيكي التاريخي وهو لا يعكس أبدا حالة نفسية غير متسامحة وكارهة للإسلام.

فالكيبيكيون عاشوا في الماضي في مجتمع كان للكنيسة  فيه تأثير كبير فرجال الدين كانوا يهيمنون على التربية والتعليم والخدمات الاجتماعية ما كان يعطيهم تأثيرا كبيرا على حياة الناس وهذا الوضع يفسر سعي الكيبيكيين، منذ الثورة الهادئة، إلى بناء مجتمع  يفصل الدين عن الدولة حتى لا تتمكن الكاثوليكية من فرض خياراتها ونظمها على المواطنين.

ويتابع فريديريك باستيان:

إن ما يطبق على الغالبية، يطبق أيضا على الجميع وعندما يعارض الكيبيكيون التسويات الدينية فهم يطبقون على الأديان الأقلوية ما يطبقونه على أنفسهم، وهذا ليس أبدا عدم تسامح إنما سعي لمساواة الجميع وعدم السماح لأي دين بأن يفرض نفسه على الشأن العام.

وهو يكشف أيضا رفض الكيبيكيين أن يتم إقرار هذه المسائل من قبل المحاكم . وفي مسألة النقاب، فقد اكتفى القضاة حتى الآن باعتبار أن لا حق للحكومة الفيديرالية ، بحسب قوانين الهجرة، بأن تمنع ارتداءه خلال حفل قسم اليمين. ولم يتم التطرق بعد إلى مسألة حرية الدين.

ويعتبر فريديريك باستيان أن هذه القضية لا تطرح بالواقع حرية الأديان فهل يعتقد أحد ما أن الحريات الدينية منتهكة فعلا في كندا؟ المسألة تتمحور حول معرفة من يقرر ما هو معقول أو غير معقول فالحقوق والحريات ليست بلا حدود وإلا وقع المجتمع في الفوضى .

إن لدى مؤيدي التسويات الدينية ثقة عمياء في قدرة المحاكم على تحديد الخط الذي لا يمكن تخطيه وبالتالي ليس للنواب أية قدرة أو شرعية للتصرف وهذا موقف الديموقراطيين الجدد والليبيراليين في حين نشعر أن الكيبيكيين يودون أن يتدخل النواب في مسألة مكانة الدين في المجتمع فالأمر بالغ الأهمية والدستور يمنح النواب آليات لهذا التدخل. لكن ذلك لم يمنع السياسيين وبعض المفكرين من اتهام المحافظين والكتلة الكيبيكية بلعب لعبة فرق تسد والديماغوجية . وجاء الدليل في آخر الشهر الماضي عندما قام شابان بنزع حجاب إحدى النساء المسلمات ما دفع بحزب التضامن الكيبيكي إلى رفع مذكرة أمام الجمعية العمومية للتنديد بالإسلاموفوبيا كما لو أن تصرف شابين أحمقين يعكس نزعة حقيقية في أوساط المجتمع الكيبيكي.

ويتابع فريديريك باستيان:

لقد تم تبني المذكرة بإجماع النواب وليس مفهوما كيف أن الحزب الكيبيكي وحزب التضامن من أجل مستقبل كيبيك ذات النزعة الوطنية لم يعترضا على مذكرة تؤكد، بحجة محاربة عدم التسامح، بأننا شعب يكره الغرباء ، لكن زعيمة حزب التضامن فرانسواز دافيد تتقن فن اللعب على وتر الكيبيكيين الحساس فعبر إثارة جريمة حقد محتملة ضد امرأة مسلمة  لم يتم بشأنها توقيف أي كان ولا توجيه أية تهمة ، نجحت زعيمة حزب التضامن بإثارة شعور بالذنب لدى الكيبيكيين ، وبات بإمكانها إعطاء دروس في الديماغوجية، يختم الكاتب وأستاذ التاريخ فريديريك باستيان مقاله المنشور في لو دوفوار.استمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.