إذا كانت السياسة فن المستحيل، فلا مستحيل فيها إذاً. من هنا، فكل التوقعات والسيناريوهات بشأن نتائج الانتخابات التشريعية الكندية يوم الإثنين المقبل واردة وقد تصدق أو لا تصدق سيما وأن حصص الأحزاب من التأييد الشعبي متقاربة بحسب معظم استطلاعات الرأي الرصينة.
ومعظم التوقعات تشير إلى احتمال كبير لتشكيل حكومة أقلية من أي من الأحزاب الرئيسة الثلاثة ، أي حزب المحافظين وحزب الليبيراليين والحزب الديموقراطي الجديد. والحظوظ متساوية ولو أن الأرجح، أقله حتى اليوم، أن ينحصر تشكيل الحكومة بحزبي المحافظين أو الليبيراليين ، والأيام الثلاثة المقبلة حاسمة بدون أدنى شك، والتصويت الإستراتيجي وارد أكثر من أي يوم مضى ، أي التصويت ضد مرشح لا يريد الناخب إيصال حزبه إلى السلطة بأي ثمن ودعم أي مرشح قادر على إقصائه.
ولكن ما السيناريوهات المطروحة بشأن مستقبل زعماء الأحزاب الذين سيخسر حزبهم في الانتخابات سيما وأن الانتخابات، وخلافا للألعاب الأولمبية، ليس فيها إلا ميدالية ذهبية ، مع جائزة ترضية بقيادة المعارضة الرسمية، علما أن لا أحد من الأحزاب الرئيسة الثلاثة يطمح إلى المعارضة. ما يعني أن هناك رابحا واحدا سيمارس السلطة. أما سائر الأحزاب فتعرف مسبقا أنها لن تشكل الحكومة. فما مصير الخاسرين؟

زعيم المحافظين ستيفن هاربر:
يجمع المراقبون على أنه في حال خسارته، حتى بفارق مقاعد قليلة، لن يكون أمامه سوى خيار واحد: الاستقالة إذ أنه من الصعب على المحافظين العودة إلى مقاعد المعارضة وستحمله كادرات الحزب مسؤولية الخسارة بعد ثلاث ولايات متعاقبة إضافة إلى أنه في حال تشكيل حكومة أقلية من حزب آخر، فستجري انتخابات مبكرة ولن يقبل المحافظون بقيادة زعيم خاسر وسيبحثون عن دم جديد أو صورة جديدة أو متجددة لخوض الانتخابات . وبورصة الأسماء يتم تداولها في الكواليس وأحيانا في العلن والأسماء المطروحة متعددة بينها وزير الهجرة السابق ووزير الدفاع الحالي جيسون كيني أو رئيس حكومة كيبيك الأسبق الليبيرالي جان شاري الذي كان تزعم حزب المحافظين الفيديرالي قبل انتقاله إلى مقاطعة كيبيك.
زعيم الليبيراليين جوستان ترودو:
في حال خسارته الانتخابات بفارق قليل، فلا شك أن الحزب سيعطيه فرصة أخرى فهو شاب وتمكن من قيادة الحملة دون أخطاء تذكر ونقل حزبه من المركز الثالث في استطلاعات الرأي عند انطلاق الحملة إلى المركز الأول في نهايتها.
زعيم الديموقراطيين الجدد توماس مولكير:
قد يدفع مولكير ثمن نجاحه في حشد التأييد الشعبي الكبير لحزبه في مطلع الحملة حيث احتل الصدارة لبضعة أسابيع ومن ثم بدأ بالتراجع ، لأسباب قد لا يكون بالضرورة مسؤولا عنها لكنه رفع السقف عاليا
وعزز آمال وأحلام محازبيه بتشكيل حكومة ديموقراطية جديدة لأول مرة في تاريخ كندا، لتتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي الأخيرة من المرتبة الأولى إلى الثالثة.
يبقى زعيمان آخران: زعيم الكتلة الكيبيكية العائد جيل دوسيب وزعيمة الخضر إليزابيت ماي التي من الصعب أن تضطر للاستقالة فحملتها لم تكن سيئة ومحازبوها ومجمل الكنديين يعرفون أن حزب الخضر قد يحقق تقدما لن يغير كثيرا في عدد نوابه البالغ نائبة واحدة هي إليزابيت ماي.
أمل جيل دوسيب، ففي حال تمكنه من إيصال أكثر من نائبين، كما هو وضعه اليوم، قد يحافظ على زعامته لكن المشكلة هي ألا يتمكن من الفوز شخصيا بالمقعد النيابي ما سيجعل من الصعب أن يقود الحزب من الخارج ولن يتمكن بسهولة من إيجاد نائب يستقيل ليترشح مكانه في انتخابات فرعية نظرا لقلة عدد النواب الذين سيفوزون بمقعد نيابي عن حزبه، طبعا إذا صدقت التوقعات.
يبقى أن كل هذه السيناريوهات قد تصدق أو لا تصدق فاستطلاع الرأي الحقيقي والحاسم سيتم في صناديق الاقتراع يوم الإثنين المقبل.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.