تحت عنوان " رجل ومرشده" كتبت ليزيان غانيون في صحيفة لابرس مقالا من وحي الحملة الانتخابية قالت فيه:
هذه الحملة الانتخابية لها ما يميزها عن سواها كون زعماء الأحزاب السياسية الرئيسية الأربعة بمفردهم في الواجهة.
ولا يحيط بهم أي فريق في الحملات الدعائية الداعمة لأحزابهم.
وستيفن هاربر الذي يجد صعوبة في الاعتماد على وزرائه في هذه المهام لأنه بدافع رغبته الإشراف على كل شيء أوجد فراغا حوله.
لكن الأمور لم تكن دائما على هذا النحو في كندا: فبريان ملروني وبيار إليوت ترودو وجان كريتيان كانوا يعتمدون على وزراء أقوياء.
كل الزعماء يملكون هذا الميل السلطوي وهذا طبيعي في وضعهم لأنه لو لم تكن لهم هذه المواصفات لما وصلوا لمراكزهم أي للقمة غير أن أفضل الزعماء يعرفون كيف يحاطون بأشخاص بإمكانهم الصمود أمامهم.
توماس مولكير هو أيضا بمفرده في الواجهة. وفي كيبك، معقل الحزب، نائب واحد خرج للواجهة هو النقابي السابق ألكسندر بولريس لأن جناح الحزب الكيبكي مكون من أشخاص غير معروفين أو لآنه لا يثق بهم.
الشيء نفسه مع جيل دوسيب، عندما كانت الكتلة الكيبكية تحتل موقعا مهما في مجلس العموم الكندي، إذ طغت شخصية جيل دوسيب القوية على فريقه.

جوستان ترودو هو الوحيد بين الزعماء الأربعة الذي لا ترشح عنه أية صورة سلطوية. في الواقع، مشكلته هي العكس، حتى أن البعض يخشى بأنه لا يملك قوة الشخصية والنضج السياسي لمواجهة تحديات الحكم ومن هنا قلق الناخبين الذين يستهويهم الحزب الليبرالي هل سيكون ترودو في حال وجوده في مقعد رئاسة الوزارة محاطا بشكل جيد وأين سيأخذ استشاراته؟
وحتى لو أحيطوا بخبراء، فإن الزعماء الثلاثة الآخرين أي هاربر ومولكير ودوسيب يعبرون هم عن أفكارهم الخاصة بهم وهم بالتالي أسياد استراتيجيتهم الانتخابية.
أما بالنسبة لجوستان ترودو، هناك دماغ وراء الزعيم في الحملة الانتخابية: إنه جيرالد (جيري) بوتس الذي هو في الوقت نفسه مستشاره الخاص وصديقه الحميم منذ فترة طويلة
(مجموعة أدوار لا يوصي بها خبراء الإدارة أبدا)
وفي حال وثقنا بالصورة التي أوجزها عنه مارتن باتريكان في ماكلينز الصادرة في أواخر شهر سبتمبر أيلول الماضي فإن جيرالد بوتس هو الذي يشرف بدون منازع على أقرب المقربين من ترودو وهو يشرف على الوصول للزعيم وهو الذي حدد الخيوط العريضة للحملة الانتخابية مركزا على "الطبقة المتوسطة" ودعم مشروع القانون ضد الإرهاب واللجوء للعجز في الموازنة وهو الذي يقف إلى جانب ترودو في المناقشات المتلفزة كما يفعل المدرب الذي يعطي نصائحه الأخيرة لملاكمه النجم.
وتختم ليزيان غانيون مقالها في صحيفة لابرس بالقول الذين يعرفون جيدا جيري بوتس يصفونه كشخص متميز متألق سلطوي لا يقبل الانتقاد.
بوتس شخص "هجين في السياسة" فهو صانع سياسة وناشط سياسي في آن معا سيد في المضمون وفي الاستراتيجية.
وعلى عكس التحفظ الذي يلتزم به عادة استراتيجيو السياسة فإن بوتس لا يتردد في التعبير عن آرائه عبر تويتر بأسلوب فج ومبتذل هو كليا عكس أسلوب ترودو.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.