جوستان ترودو يحيي ناخبيه في أعقاب فوزه

جوستان ترودو يحيي ناخبيه في أعقاب فوزه
Photo Credit: و ص ك / بول شياسون

” تشريح انتصار ساحق “

تحت عنوان: " تشريح انتصار ساحق " علق المحرر في صحيفة لا بريس ألان دوبوك على الفوز الكبير الذي حققه الليبيراليون في الانتخابات التشريعية أمس. قال:

بالرغم من أن التأييد الشعبي للأحزاب الرئيسة الثلاثة كان متساويا في مطلع الحملة الانتخابية الطويلة، كان زعيم الليبيراليين جوستان ترودو أقل الزعماء الثلاثة حظا بالفوز فيها. فكيف يُفسر إذا هذا التحول المذهل الذي مكنه من الفوز بحكومة أكثرية.

صحيح أن الانتصارات السياسية مردها أكثر إلى ضعف الخاسرين منه إلى مواهب المنتصرين وهذا يصدق مرة أخرى. فالليبيراليون استفادوا من تآكل سلطة حزب المحافظين ورغبة المواطنين العميقة بالتغيير، كما استفادوا من التكتيك الذي حقق مكاسب لهاربر وانقلب من ثم ضده سيما وأن حسابات هاربر في إطالة الحملة الانتخابية والاتهامات الشخصية ضد خصومه والتركيز على ملفات خلافية كمسألتي التشدد في الأمن وارتداء النقاب أزعجت الكنديين.

ويتابع ألان دوبوك:

لكن الرغبة في التغيير كان يمكن أن يستفيد منها زعيم الحزب الديموقراطي الجديد توماس مولكير الذي كان حزبه في موقع متقدم للوصول إلى السلطة للمرة الأولى في تاريخ كندا ويمكن تفسير تراجعه البطيء خلال الحملة بالجدل الذي تمحور حول النقاب وموقفه الإيجابي من ارتدائه ، لكن هذا الملف القاتل بالنسبة للديموقراطيين الجدد يشكل نتيجة لا سببا.

وإذا ما تطلعنا قليلا إلى الوراء يمكننا القول إن الحزب الديموقراطي كان نمرا من ورق. ومع مرور الأيام عمد الناخبون إلى اعتماد ما يسمى بالانتخاب الإستراتيجي ، أي انتخاب أي مرشح غير محافظ فصوتوا للحزب القادر على إقصاء المحافظين، أي الحزب الليبيرالي.

ويتابع دوبوك : لكن هذا التحول الكبير لم يكن ممكنا لو لم يقتنع الناخبون بأن جوستان ترودو يستحق هذه الثقة. ويمكن القول إن الآمال المعلقة عليه كانت ضئيلة ونجاحه الأهم كان عدم وقوعه في الخطأ خلال الحملة.

جوستان ترودو
جوستان ترودو © SRC

لكن ذلك لم يكن كافيا فالزعيم الليبيرالي لم يكتفِ بعدم الوقوع في الخطأ إذ تمكن من تسجيل نقاط ضد خصومه الأقوياء ففاجأ الكثيرين من الناخبين وأنا منهمم ، يقول ألان دوبوك ويتابع: إن ما رجح الكفة لمصلحة ترودو هو قدرته على تجسيد التغيير وهذا يعود إلى صورته وشبابه وأسلوبه الحديث في التعاطي وكذلك لخيارات صعبة اتخذها كانت عكس التيار، عبر إعلانه عزمه على تقديم موازنة غير متوازنة للتمكن من ضخ الأموال في عدة قطاعات وطريقته المختلفة في التعاطي السياسي عبر رفضه العدوانية وقدرته الكبيرة على الاستماع وتصرفاته غير الاستبدادية المختلفة عن تقاليدنا السياسية.

ويتابع ألان دوبوك : ولكن ثمة شيئا أعمق من كل ذلك وهو قدرة جوستان ترودو على التموضع في الوسط حيث غالبية الكنديين وتأمين توازن بين سياسات اليمين واليسار ، بين الواقعية والمثالية.

لقد نجح خاصة في تجسيد ما تعتبره غالبية الكنديين والكيبيكيين في صلب قيمها، تلك القيم التي ابتعد عنها حزب المحافظين بصورة خطيرة يختم المحرر ألان دوبوك تحليله في صحيفة لابريس.استمعوا

election-2015

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.