الحملة الانتخابية التي استمرت على مدى 78 يوما وكانت الأطول في تاريخ كندا الحديث لم تخل من صعود وهبوط بالنسبة لكافة الأحزاب الرئيسية التي شاركت فيها.
فبعد أن كان الحزب الديمقراطي الجديد بزعامة توماس مولكير يتفوق بعدد لا بأس به من النقاط على منافسيه الرئيسيين حزب المحافظين بزعامة ستيفن هاربر والحزب الليبرالي بزعامة جوستان ترودو، دلت استطلاعات لاحقة على التقارب بين الأحزاب الثلاثة بنسبة تأييد الناخبين ما دفع بالمحللين السياسيين لتوقع حكومة أقلية من قبل أحد هذه الأحزاب.
غير أن نتائج الانتخابات التي صدرت يوم التاسع عشر من الشهر الجاري أسفرت عن فوز الحزب الليبرالي بزعامة جوستان ترودو بحكومة غالبية ما شكل مفاجأة لغالبية التوقعات.

رئيس الوزراء الكندي الأسبق جان كريتيان الذي لعب دورا هاما ومكشوفا في الحملة الانتخابية في دعم جوستان ترودو بنشر رسائل في الصحف الكبرى دعمت ترودو ونددت بالسياسة الخارجية لحزب المحافظين بزعامة ستيفن هاربر كما رافق جوستان ترودو في بعض جولاته الانتخابية.
هيئة الإذاعة الكندية اتصلت برئيس الوزراء الكندي الأسبق جان كريتيان وسألته عما إذا كان لجوستان ترودو الخبرة الكافية ليكون رئيسا للوزراء في كندا أجاب:
لقد نجح بالفوز في دائرة انتخابية صعبة (بابينو) لأكثر من مرة ونصحته بأن لا يكون تقليدا لوالده بل أن يكون هو نفسه ففعل ذلك ونجح بالفعل.
إنه ليس الوحيد الذي لا يملك الخبرة الكافية فبريان ملروني كان نائبا لمدة سنة فقط قبل أن يصبح رئيسا للوزراء وكيم كامبل بقيت أربع سنوات فقط في مجلس العموم الكندي قبل أن تصبح رئيسة للوزراء وجو كلارك بقي أكثر منه قليلا وكان أصغر سنا منه أي من جوستان ترودو ووالده أي بيار إليوت ترودو كان نائبا لمدة سنة ونصف فقط قبل أن يصبح رئيسا للوزراء وأنا بقيت ثلاثين عاما قبل أن أصبح رئيسا للوزراء.
وعن سؤال كيف أنه وفي مطلع الحملة الانتخابية صدرت استطلاعات للرأي صنفت ترودو أخيرا بين الحزبين المنافسين حزب المحافظين والحزب الديمقراطي الجديد فهل اعتقد كريتيان بأن ترودو سيبقى أخيرا أجاب:
لم أكن أتوقع ذلك بشكل دقيق لكنني كنت قد صرحت بأنني لا أفهم كيف يطلق هاربر حملة انتخابية على مدى 78 يوما.
لكن في الوقت الذي دعا فيه لانتخابات أصبح جوستان ترودو على نفس المستوى معه ومع مولكير، نعم كان معرّضا كثيرا لكنه يملك المؤهلات لذلك.
من جهة أخرى، أحب الجملة السياسية "التقليل من أهمية إنسان تصب في مصلحته" المحافظون كانوا يصرون على شكل جوستان ترودو أي الناحية الجمالية لكنه أظهر خلال الحملة الانتخابية أنه مستعد لخوض الانتخابات وكنت شديد الإعجاب بمستوى تقديره للأمور خلال الحملة الانتخابية.
وعن سؤال عما إذا كان ترودو أهلا للمنصب كرئيس لوزراء كندا وما يحمله من مسؤوليات أجاب:
رافقته إلى هاملتون لكنني أحب أن أذكر بأنني نشرت قبل نحو من خمسة أسابيع رسالة في لابرس ولودوفوار وغلوب أند ميل حول السياسة الخارجية لكندا وطلب مني مرافقته إلى هاملتون فوجدت أنه معتاد على التجمعات الكبرى ولقاء الجماهير والاقتراب من الناس والاندفاع الذي كان يتميز به ما لفت أنظار الصحافيين وحتى رجال الشرطة الذين لاحظوا سهولة اتصاله بالناس كما أن الصالات التي جرت فيها التجمعات كانت مليئة بالحضور وأفضل من الأحزاب الأخرى. كل ذلك كان يدل على أنه أي ترودو يسير في الطريق الصحيح لكن في السياسة لا شيء مضمون.
وعن النصيحة التي يمكن أن يقدمها لجوستان ترودو أجاب:
أن يبقى هادئا وأن لا ينفعل أكثر مما يجب وأن لا يستمع لنشرة الأخبار قبل أن ينام.
وعن سؤال حول ما يعرف بفضيحة المهرجانات التي قضت مضجع الحزب في عام 2006 وما بعد ذلك وهل استفاد الحزب من القصاص الذي فرضه الناخبون على الحزب الليبرالي أجاب:
لقد تم تضخيم الأمور قليلا فلم يكن هناك أي نائب أو أي وزير أو أي موظف على الهضبة البرلمانية ملاحق لأنه متورط بذلك.
الذين أدخلوا السجن ليسوا من الليبراليين، إنه تضخيم.
لقد طلبت من الشرطة أن تقوم بالتحقيق، الذي تثبت إدانته يوضع في السجن، كما أن ثلاثة زعماء تعاقبوا على رئاسة الحزب لم يستطيعوا الوصول إلى لمس مشاعر الكنديين كما كان الكنديون يأملون.
ومع ترودو حصل تغيير فجلب معه التجدد والشباب كما أنه يحب الناس ولا يؤمن بالانتقام، الناس أحبوا ذلك ختم جان كريتيان.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.