ولِدَ رئيس الحكومة الكندية الثالث والعشرون جوستان بيار جيمس ترودو في الخامس والعشرين من كانون الأول – ديسمبر عام 1971 في العاصمة الكندية أوتاوا خلال تولي والده بيار إليوت ترودو رئاسة الحكومة الكندية . والدته مارغاريت سينكلير، إبنة وزير الصيد في حكومة لوي سان لوران الليبيرالية جيمس سينكلير. وهو الشقيق الأكبر لإلكسندر (ساشا) وميشال الذي قتل في انهيارات ثلجية في بريتيش كولومبيا وهو في الثالثة والعشرين من عمره. وقد افترق والداه بالطلاق وهو في السادسة من عمره. وله شقيقتان من زواج والدته الثاني وشقيقة من المحامية الدستورية ديبورا كوين التي كانت على علاقة مع والده خلال خمسة عشر عاما.
تلقى دروسه الثانوية في معهد جان دو بريبوف أحد أرقى المعاهد في مونتريال وحاز على إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة ماك غيل وإجازة في التربية والتعليم من جامعة بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي .
وفي العام 1994، قام بجولة حول العالم برفقة بعض أصدقائه زار خلالها فرنسا وإسبانيا والمغرب والصحراء الغربية والبينين وروسيا والصين وتايلندا والفيتنام.
وبعد عودته مارس مهنة تعليم اللغة الفرنسية في معهد ويست بوينت غراي ومدرسة وينستون تشرشل الثانوية في فانكوفر.
وفي العام 2002 عاد ليستقر في مونتريال وتابع دروسا في الهندسة في جامعة مونتريال وتسجل للماجستير في الجغرافية البيئية في جامعة ماك غيل.
تزوج من الإعلامية الكندية صوفي غريغوار في الثامن والعشرين من أيار – مايو عام 2005 وأنجبا ثلاثة أولاد: غزافييه جيمس(2007)، إيلا غريس (2009) وهادريان (2014) .

يجمع المراقبون على أن نجمه السياسي بدأ بالظهور في كلمة التأبين التي ألقاها باسم العائلة خلال مراسم جنازة والده بيار إاليوت ترودو عام 2000 . لكن خطوته السياسية العملية الأولى كانت في دعمه المرشح لزعامة الحزب الليبيرالي جيرالد كينيدي عام 2006 ومن ثم دعم المرشح ستيفان ديون بعد خسارة كينيدي في الدورة الأولى من انتخابات زعامة الحزب.
وفي العام التالي تم انتخابه مرشحا عن الحزب الليبيرالي عن دائرة بابينو المونتريالية لانتخابات العام 2008 والتي ربحها أمام النائبة عن حزب الكتلة الكيبيكية فيفيان باربو. وفي أعقاب استقالة ستيفان ديون من زعامة الحزب، طرح اسمه بشدة لخلافته لكنه لم يترشح وفاز يومها مايكل إغناتييف بالزعامة لكنه اضطر للاستقالة في أعقاب خسارة فادحة مني بها الحزب في انتخابات العام 2011 وتوجهت الأنظار مجددا صوب جوستان ترودو الذي فاز بالمقعد الانتخابي للمرة الثانية في الدائرة نفسها.
وفي ربيع العام 2013 تم انتخابه زعيما للحزب الليبيرالي الفيديرالي. وفي التاسع عشر من تشرين – أول أكتوبر عام 2015 انتخب رئيسا للحكومة الكندية.

في المبادئ السياسية، وعلى صعيد الإصلاحات الديموقراطية يؤيد ترودو مبدأ ترك الحرية للنواب في التصويت وعدم اتباع الخط الحزبي ورفض تعيين المرشحين إنما انتخابهم لتمثيل الحزب في الانتخابات كما يعارض مبدأ الانتخابات النسبية، مع تعهده بإقرار نظام انتخابي جديد .
بالنسبة إلى مجلس الشيوخ، يعتبر ترودو أن مجلس الشيوخ يجب ألا يكون حزبيا لذلك قرر عام 2014 أن نواب الحزب المنتخبين يشكلون وحدهم تجمع الليبيراليين البرلماني وأقصى عن التجمع أعضاء مجلس الشيوخ الذين كان الحزب عينهم في السابق.
بالنسبة لدور كندا على الصعيد الدولي، يطالب ترودو بأن تلعب كندا دورا بناءً أكبر على الصعيد العالمي وبخاصة في الصراع العربي الإسرائيلي وتعهد بسحب القوات الكندية المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة "الدولة الإسلامية".
بالنسبة إلى استهلاك الماريجوانا، عبر أكثر من مرة عن انفتاحه بشأن تشريع استهلاكها ليكون في أطر منظمة ويفيد الحكومة من عائدات ضريبية.
أما على الصعيد الاجتماعي فهو يدافع عن الطبقة الوسطى ويطالب باعتماد سياسات اقتصادية متنوعة لتأمين الرفاه للجميع.

يبقى أن أمام جوستان ترودو أربع سنوات من الحكم لتنفيذ تعهداته وإثبات صدقيته، فلا يبقى "روك ستار" السياسة الكندية كما يلقبه البعض، إنما الزعيم السياسي الذي سيحكم بصورة مختلفة تماما عن أسلافه، كما أكد وكرر خلال الحملة الانتخابية، فيدخل التاريخ من بابه المضيء.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.