تحت عنوان "لدعم أقوال نساء السكان الأصليين" كتب بيار موتيرد الأخصائي في علم الاجتماع وسيسيليا فالديبينيتو الأخصائية في الأنثروبولوجيا والمستشارة في أوساط السكان الأصليين في مجالي الصحة والخدمات الاجتماعية والمشاركة في كتاب قصة مليئة بالوعود، مذكرات حركة مراكز صداقة السكان الأصليين في كيبك، مقالا في صحيفة لودوفوار جاء فيه: كتب الكثير سابقا عن استغلال عناصر من شرطة أمن كيبك للسلطة في فال دور. وكثير أيضا أصروا وهم على حق على ضخامة الفضيحة الكبرى التي انكشفت فيها مثل تلك الاعترافات بالإضافة لشجاعة تلك النساء اللواتي تجرأن على الشهادة بوجه مكشوف رغم الخوف ومخاطر تعرضهن المحتمل لانتقامات. إنه شيء ليس بالقليل ما أطلعنا عليه برنامج Enquête لراديو كندا ومن جملة ما كشفه: معاملة سيئة متكررة واعتداءات جنسية واستغلال سلطة وعنف جسدي متكرر، كل هذا كان يتكرر منذ فترة طويلة من قبل 8 من عناصر الشرطة العاملين في فال دور أي ما يقرب من 20% من مجموع عناصر شرطة فال دور.
لكن قليلا من الناس تساءلوا عن الأسباب العميقة التي أدت للكشف عن الواقع الحزين لنساء السكان الأصليين في فال دور وتسببت بهذه الصدمة العامة التي نعيشها حاليا.
هذا ما اسفر عن اضطرار حكومة مقاطعة كيبك غداة بث البرنامج للتنديد بمشاعر عميقة بمثل تلك التصرفات وخاصة اتخاذ إجراءات جدية فورية ومنها تعليق عمل إداري بالنسبة لعناصر الشرطة الثمانية وفتح تحقيق جديد بقيادة محققين من شرطة مدينة مونتريال وليس من قبل شرطة أمن كيبك.
غير أنه وبالإضافة للصدمة التي تسببت بها هذه الاعترافات الإعلامية، وهو ما لم يكن ربما وضع تحت الأضواء بشكل كاف، هو الدور الذي لعبه مركز صداقة السكان الأصليين في فال دور وبشكل خاص رئيسة المركز إديث كلوتييه. قلناه وقاله غيرنا أكثر من مرة إنه ليس من السهل بالنسبة لإمرأة أن تفضح الذي اعتدى عليها لكنه أصعب بكثير حين يتعلق الوضع بإمرأة من نساء السكان الأصليين التي توجد في حالة فقر إن لم تكن في
حالة حزن مطلق.
تخيلوا إذا: التجرؤ على فضح شرطي والقيام بذلك أمام صحافية معروفة على أن تكون لشهادتها بعض الشرعية، هذا ليس بالشيء السهل بل يعتبر إنجازا هاما.
أن لا تشعري بأنك وحيدة لكن مدعومة ومسنودة من قبل جالية، جسدا وروحا، تملك مؤسسة استطاعت أن تضع نفسها في خدمة كافة السكان الأصليين المقيمين في المدينة (فال دور) أو المارين فيها مهما كانوا ومهما كن.
هذا بالفعل ما استطاع مركز صداقة فال دور أن يفعله خلال السنوات الماضية.
لقد أخذ على محمل الجد الصورة الجديدة لشروط حياة السكان الأصليين ما جعل عددا مرتفعا من سكان كيبك الأصليين وخاصة نساء السكان الأصليين الذين يرغبون أو يرغبن الإقامة لمدة أطول في المدينة أو الإقامة فيها بشكل دائم ومع كل ما يفرض عليهم أو عليهن من مخاطر وشكوك لأنهم يفقدون أو لأنهن يفقدن حماية قبيلتهم الأصلية كما أن عليهن مواجهة عالم مدني (يختلف عن عالم السكان الأصليين) في الغالب معاد.
ومن هذا المنطلق أصبح المركز بيتهم ونقطة مرجعهم ومساندتهم وسط المدينة مقدما للجميع نساء ورجالا وبنجاح متواصل وبدون تمييز بين قبيلة من السكان الأصليين وأخرى خدمات ثقافية جدية وضامنة: خدمات للطفولة، خدمات للمسنين، دعم نفسي، مشاغل ثقافية، فندقية، حضانة، عيادة طبية إلخ...
هذا وبالإضافة لوضع خدمات مكيفة مع الواقع المدني الجديد، وهو ما تسعى إليه إديث كلوتييه وفريقها على المدى البعيد، فإن الأمل بالمشاركة في تطوير مجتمع مواطني مدني للسكان الأصليين يقوم حول مشروع اجتماعي يهدف لإعادة بناء شخصي وجماعي بالإضافة لإقامة نقاط اتصال جديدة مع المجتمع الجديد (غير مجتمع السكان الأصليين) على قدم المساواة، هذا ما تعسى إليه إديث كلوتييه وفريقها على المديين المتوسط والقصير.
ويختم بيار موتيرد وسيسيليا فالديبينيتو مقالهما في صحيفة لودوفوار حول ضرورة دعم نساء السكان الأصليين بالقول لا شك فيه أن "مجتمع المواطنة" كان إلى جانب نساء السكان الأصليين اللواتي تجرأن وتحدثن لبرنامج Enquête ، إن مجتمع المواطنة هذا له حصة كبيرة في تجرؤهن الجماعي وحديثهن لبرنامج راديو كندا وحقق نجاحا.
وما يتوجب أن لا ننساه، عندما نبحث عن علاج في العمق لهذا الحزن الكبير الذي تعيشه نساء السكان الأصليين في فال دور، الشهادات التي تجرأن على الإدلاء بها والتي جعلتنا نفهم بشكل أفضل بقليل الحجم الحقيقي للمشكلة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.