نشرت اليوم صحيفة "ذي غلوب أند ميل" الواسعة الانتشار في كندا مقالاً لداريل بريكر وجون إيبيتسون في صفحة التعليقات بعنوان "لماذا لم يمت الانتقال إلى المحافظية في كندا".
وداريل بريكر هو رئيس مجلس إدارة مركز "إيبسوس للشؤون العامة" (Ipsos Public Affairs)، فيما جون إيبيتسون صحافي ومحلل في "ذي غلوب أند ميل".
يقول بريكر وإيبيتسون في مقالهما إنهما أصدرا عام 2012 كتاباً بعنوان "الانتقال الكبير" (The Big Shift) جادلا فيه بأن القوة الصاعدة للغرب الكندي مدعومة بهجرة كثيفة من دول آسيا والمحيط الهادي أوجدت ائتلافاً محافظاً سيسيطر على المشهد السياسي في كندا في العقود المقبلة، وذلك على حساب نخب الشرق الكندي التقدمية التي درجت على حكم كندا.
بعض النقاد والمعلقين رأوا أن نتائج الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرة في التاسع عشر من الشهر الجاري تدحض ما جاء في كتابنا، يقول بريكر وإيبيتسون. وينقل الاثنان في هذا المجال عن كاتب العمود في صحيفة "أوتاوا سيتيزين" أندرو كوهن قوله إن "موقع القوة السياسية في كندا يعود إلى شرق كندا ووسطها" مع فوز الحزب الليبرالي الكندي بقيادة جوستان ترودو بحكومة أكثرية، وإن الغرب سيبقى فاعلاً ولكن ليس كما كان في ظل حكومة حزب المحافظين الخارجة برئاسة ستيفن هاربر.
ويقر بريكر وإيبيتسون بأنهما أظهرا ثقة زائدة بالنفس عندما توقعا في كتابهما أن يفوز ستيفن هاربر في انتخابات 2015، ويعزيان ذلك إلى أن ترودو كان قد نأى بنفسه عن السباق إلى زعامة الحزب الليبرالي عندما وضعا كتابهما، ويعترفان بأنهما قللا من قدرته على النهوض بالحزب بعد أن غير رأيه، وأنهما قللا أيضاً من توق الناخبين إلى التغيير بعد مرور عقد من حكم المحافظين بقيادة هاربر.

ويستشهد بريكر وإيبيتسون بنتائج استطلاع أجراه مركز "إيبسوس" على الإنترنيت بين 20 و22 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، أي مباشرة بعد صدور نتائج الانتخابات، أظهرت أن 51% من المستطلعين راضون عن إدارة حكومة هاربر لاقتصاد البلاد، وأن 42% منهم راضون عن أداء حكومته بشكل عام.
لكن رغم ذلك رأى 67% من المستطلعين أن الوقت قد حان لتغيير الحكومة. ولم تهتز هذه النسبة طيلة أيام الحملة الانتخابية الـ78، يقول بريكر وإيبيتسون.
ويضيف الكاتبان أنهما توقعا في كتابهما أن تتحد القوات التقدمية، من وقت لآخر، حول بديل عن المحافظين يكون من يسار الوسط وراسخاً في مقاطعة كيبيك ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية كما في قلب المدن الكندية الناطقة بالإنكليزية، وأن يقنع هذا البديل ناخبي ضواحي تورونتو وفانكوفر، لاسيما المهاجرين المتواجدين فيها بكثافة والميالين اقتصادياً واجتماعياً إلى قيم المحافظين أكثر من مواطنيهم الكنديين من ذوي الأصول الأوروبية، بالاقتراع له. وهذا ما حصل تحديداً في الانتخابات الأخيرة، لكن اعتقدنا أن الحزب الديمقراطي الجديد سيشكل على الأرجح هذا البديل، فإذا به من نصيب حزب ليبرالي منبعث، يقول بريكر وإيبيتسون.
وتوقعنا أن تكون هذه الانتصارات حاسمة، مثلما كانت انتصارات الحزب التقدمي المحافظ في 1930 و1958 و1984 عندما أزاحت عن الحكم الهيمنة الليبرالية، لكن الليبراليين كانوا يعودون إلى السلطة لأن ائتلافهم كان واسعاً وعميقاً ومتماسكاً، يقول الكاتبان.
ونحن نرى أن الائتلاف المحافظ في القرن الحالي هو أيضاً واسع وعميق ومتماسك، فإذا ما أخذ حزب المحافظين وقته واختار زعيماً جديداً له بحكمة، دون أن يلهيه عن ذلك أهل الحنين إلى عهود ماضية أو عقائديون ضيقو الأفق، سيكون ذا قدرة تنافسية عالية جداً في المسيرات الانتخابية المقبلة، يقول بريكر وإيبيتسون.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.