تحت عنوان: " انتصار السلطان "، علق المحرر في صحيفة لا بريس ألكسندر سيروا على فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات التشريعية الأخيرة، قال:
إن قيام أردوغان بتشييد قصر ضخم يضم ألفا ومئة وخمس عشرة غرفة يؤكد ما كان يندد به منذ فترة معارضو الرئيس التركي الذي يتصرف أكثر فأكثر وبعد ثلاثة عشر عاما على توليه السلطة كأحد السلاطين في عهد الدولة العثمانية.
وخسارته القاسية في انتخابات حزيران – يونيو الماضي التي خسر فيها حزبه الأكثرية النيابية، أعادته نسبيا إلى أرض الواقع وشكلت عائقا كبيرا في وجه طموحه بتعزيز أكثريته ليتمكن من تعديل الدستور وامتلاك سلطات رئاسية أوسع.
ويتابع ألكسندر سيروا في لا بريس: درس التواضع هذا لم يدم طويلا إذ كان من الضروري إجراء انتخابات أخرى لعدم التمكن من تشكيل أي تحالف حكومي وجاءت انتخابات الأحد الفائت لتمنح أردوغان أكثرية مريحة بحصول حزبه على ثلاثمئة وستة عشر مقعدا نيابيا من أصل خمسمئة وخمسين.
الانتصار هذا فُسّر عن حق على أنه تصويت الناخبين الأتراك لمصلحة الاستقرار. فحدود تركيا تمتد على طول ثمانمئة واثنين وعشرين كلمترا مع برميل البارود، سوريا ، وتركيا مستهدفة من تنظيم "الدولة الإسلامية" وتعرضت لعدة اعتداءات دامية خلال الأشهر القليلة الماضية.
ويرى الكسندر سيروا أن انتصار زعيم قوي يعد بفرض الاستقرار لا يشكل مناسبة للاحتفال وقد أثبتت روسيا هذا في السنوات الأخيرة، وأسلوب أردوغان يشبه أسلوب فلاديمير بوتين أي التصرف بصورة منفردة وإخراس كل من لا يفكر على طريقته. فتحت حكم أردوغان سيصبح المجتمع التركي شيئا فشيئا أقل تحررا وستتفتت الديموقراطية ، وحرية الصحافة بدون شك مهددة وفي خطر. فوسائل الإعلام التي تنتقد السلطة تعاقب وقد تم وضع شبكتي تلفزة تحت وصاية الحكومة قبيل إجراء الانتخابات الأخيرة.
ويتابع ألكسندر سيروا: إن الاستقرار الذي يقدمه أردوغان ليس مفيدا للمجتمع الدولي فتركبا، عبر محاربتها "الدولة الإسلامية"، تلعب لعبة مزدوجة فهي تحارب في الوقت نفسه الجهاديين والأكراد.
لا شك أن الانتصار سيطمئن أردوغان لذلك عليه التقارب من الدول الأوروبية بدل أن يستمر في محاكاة فلاديمير بوتين، يختم ألكسندر سيروا مقاله في لا بريس.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.