الكنديّون كانوا على موعد اليوم مع حكومة جديدة انبثقت عن الانتخابات الأخيرة التي جرت في 19 تشرين الأوّل اكتوبر الماضي.
حكومة أغلبيّة شكّلها زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو لتخلف حكومة حزب المحافظين بزعامة ستيفن هاربر التي استمرّت في السلطة بين عامي 2006 و 2015.
العاصمة اوتاوا استعدّت لاستقبال الحدث، حدث الإعلان عن الحكومة الجديدة وقسم اليمين، تحت شمس ساطعة وفي أجواء خريفيّة دافئة نسبيّا ووسط طبيعة حلوة ملوّنة بألف لون ولون.
وقد اختلفت مراسم اليوم بعض الشيء في الشكل، بناء على طلب رئيس الحكومة نفسه الذي رغب في أن يشارك فيها المواطنون الذين تجمّعوا منذ الصباح الباكر امام مقرّ حاكم كندا العام.
وعادة ما يكون المقرّ مفتوحا أمام المواطنين خلال هذه المراسم، وجديد هذه المرّة أنّه تمّ توجيه الدعوة لهم للمشاركة فيها.
وقطع رئيس الحكومة تصحبه زوجته وأعضاء حكومته الجديدة مسافة مئات الأمتار سيرا على الأقدام حتى مقرّ حاكم كندا العام، خلافا لما درج عليه رؤساء الحكومات السابقون الذين كانوا يصلون بسيّاراتهم.
وكانت العديد من التكهّنات قد سارت حول تشكيلة الحكومة الجديدة.
وتوقّع المحلّلون أن تضمّ الحكومة وزراء من أبناء السكّان الأصليّين وأبناء الجاليات العرقيّة.
وكانت أمام ترودو خيارات عديدة لتشكيل حكومته لا سيّما وأنّه فاز بأغلبيّة 183 مقعدا في مجلس العموم وفاز مرشّحون ليبراليّون في مختلف المقاطعات الكنديّة من شرق البلاد إلى غربها.
وكان قد تعهّد خلال حملته الانتخابيّة بأنّه سيحقّق المساواة في عدد الوزراء بين الرجال والنساء وبأن تضمّ حكومته عددا أقلّ من الوزراء عن الحكومة السابقة.
وقد دخل موكب رئيس الحكومة إلى مقرّ الحاكم العام دافيد جونستون وعقد ترودو وزوجته صوفي غريغوار اجتماعا خاصّا مع الحاكم العام انضمّ إليه بعد ذلك اعضاء الحكومة الجديدة والمدعوّون ومن بينهم الحكّام العامّون السابقون ورؤساء حكومات سابقون.
مراسم قسم اليمين بدأت بالترحيب برئيس الحكومة الثالث والعشرين وزوجته وأولاده الثلاثة وبحاكم كندا العام على وقع قرع الطبول من تقديم فنّان من أبناء السكّان الأصليّين.
وكان جوستان ترودو أوّل من أقسم يمين الولاء للملكة اليزابيث الثانية ملكة كندا ويمين الولاء كعضو في المجلس الخاص للملكة وأقسم اليمين للقيام بمهامّه كرئيس الحكومة. وأقسم باللغتين الرسميّتين في كندا الفرنسيّة والانكليزية.
وقدّم ترودو بعد ذلك أعضاء حكومته التي ضمّت 30 وزيرا ووزيرة، من بينهم الوزير السابق ستيفان ديون الذي تولّى حقيبة الخارجيّة والوزير السابق رالف غوديل الذي أصبح وزيرا للأمن العام والوزيرة الجديدة ميلاني جولي التي نالت حقيبة التراث في حين كانت وزارة الدفاع من نصيب هارجيت ساجان وأصبح وليام فرانسيس مورنو وزيرا للمال.
ونالت جودي ولسون رايبولد وهي من السكّان الأصليّين منصب وزيرة العدل في حين كانت وزارة الهجرة من نصيب الوزير السابق جون ماكالوم.
وتولّى ترودو نفسه وزارة العلاقات بين الحكومات ووازرة الشباب. وكان قد تعهّد خلال حملته الانتخابيّة بالاهتمام بالعلاقات بين اوتاوا والحكومات المحليّة في المقاطعات وتوطيدها.
ويكون ترودو بذلك قد وفى بتعهّداته إذ ضمّت حكومته 15 وزيرا وخمس عشرة وزيرة.
وضمّت وزراء من مختلف المقاطعات الكنديّة من بينهم ستة وزراء من مقاطعة كيبيك وأحد عشر وزيرا من مقاطعة اونتاريو.
وعادت وجوه ليبراليّة بارزة إلى موقع السلطة وظهرت وجوه جديدة في حكومة أرادها جوستان ترودو أن تكون عنوانا للتغيير.
وتعقد الحكومة أولى جلساتها بعد ظهر الأربعاء فور انتهاء مراسم اداء اليمين.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.