تحت عنوان: " صورة مشوهة "علقت كاتبة العامود في صحيفة لا بريس ليزيان غانيون، على التشكيلة الحكومية الفيديرالية الجديدة، قالت:
"مجلس وزراء يشبه كندا" كما أكد بغبطة كبيرة رئيس الحكومة جوستان ترودو؟ رويدك. فأين الإيطاليون الذين بنوا كندا؟ أين اليهود ذوو المساهمة التي لا تثمن في الحياة الكندية العامة؟ أين العرب، تلك الجالية التي تزداد توسعا وانتشارا؟ أين السود؟ أين الصينيون الذين غيروا وجه فانكوفر؟
بالمقابل، تضم الحكومة الجديدة أربعة وزراء من الجالية السيخية بينهم رجلا دين أي ضعف عدد الوزراء السيخ في الهند، مسقط رأسهم! أربعة وزراء من السيخ وهم لا يشكلون إلا واحد فاصل أربعة بالمئة من سكان كندا ما يمكن وصفه بالتمثيل المبالغ فيه.
وتتابع ليزيان غانيون: فلنوضح الأمور فأنا ارد فقط على تأكيد رئيس الحكومة الساذج . لا، فمجلس وزرائه ليس أكثر تمثيلا للشعب من الحكومات السابقة إلا في ما يخص المناصفة بين الرجال والنساء، وحتى هذه المناصفة مصطنعة. وأنا بعيدة كل البعد عن المطالبة بمجلس وزراء يمثل بصورة كاملة الشعب الكندي عبر منح كل جالية عدد وزراء بحسب حجمها الديموغرافي. فهذه الفكرة القائمة على الكمية مجرد وهم لكون الوزراء يتم اختيارهم من النواب الذين فازوا بفضل صدف السياسة . وبالرغم من أن البحث عن التمثيل المثالي ممكن، فهو غير مرغوب فيه .
إن الغيارى على التعددية الثقافية يحلو لهم وصف كندا بـ "الفسيفساء"، وهو وصف خيالي لأن الواقع هو أن الجيل الثاني أو الثالث ينصهر في المجتمع الكندي على غرار ما يسمى بـ " ملتنغ بوت " الأميركي.
وتتابع ليزيان غانيون في لا بريس:
إن أي بلد، مهما كان متعدد الثقافات لا يقوم على تجميع "الجاليات" المنعزلة عن بعضها البعض ولكل منها عاداتها وقيمها التي يجب طبعا تشجيعها إنما يقوم على مجتمع مواطنين متساوين أمام القانون، وهذا أساس الديموقراطية الحديثة.
إن تشكيل مجلس الوزراء في كندا يجب أن يرتكز على أمرين سياسيين حتميين: حسن تمثيل المناطق والمقاطعات، واحترام اللغتين الرسميتين فقط. أما الباقي فيعود إلى خيار رئيس الحكومة الشخصي الذي يجب عليه تفضيل اختيار أكثر النواب أهلية بصرف النظر عن أصولهم العرقية. كما يمكن لرئيس الحكومة عند تشكيل حكومته أن يعرض أولوياته. وقد ركز هذه المرة على التغيرات المناخية ( التي أضيفت إلى اسم وزارة البيئة)، وبخاصة على وضع السكان الأصليين فكان تعيين جودي ويلسون من السكان الأصليين وزيرة للعدل. ومن المؤسف أن تكون وزيرة السكان الأصليين كارولين بينيت شاركت في مراسم قسم اليمين وهي تحمل تعويذة مصنوعة من ريش النسور ، فمثل هذه المظاهر لا مكان لها في دولة محايدة ولكنها تبقى على الأقل أقل سخافة مما فعله رئيس الحكومة الأسبق بول مارتان عند قسم اليمين إذ دعا أحد الشامان الهنود لتبخيره "بالدخان المقدس" ولم لا بالماء المقدسة أوالبخور؟ تختم ليزيان غانيون بسخرية مقالتها المنشورة في صحيفة لا بريس.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.