طغت تطوّرات الهجمات الارهابيّة التي استهدفت باريس يوم الجمعة الماضي على اهتمامات وسائل الاعلام الكنديّة على اختلافها.
واحتلّت الأخبار والتعليقات صدارة العناوين في الصحافة الورقيّة والالكترونيّة التي تتابع تطوّراتها لحظة بلحظة.
وأفردت مساحات واسعة من صفحاتها لنقل الأخبار وردود الفعل ومشاعر الفرنسيّين وموجة التضامن العالميّة مع فرنسا.
"فرنسا في حداد وتردّ بضربات" عنوان تطالعنا به صحيفة ذي غلوب اند ميل ، وآخر يقول: "مدينة النور في حداد والزعماء يتداولون."
وعنوان آخر في صحيفة لودوفوار يقول: "بعد الصدمة، الردّ"، وعنوان آخر يقول:"باريس تصعقها الوحشيّة".
ونقرأ في صحيفة لابريس: "هجمات باريس: الردّ"، و"مذبحة في باريس".
وكتبت ريما الخوري تعليقا في لابريس تحت عنوان الكلمات والدموع ورأت أنّ الكلام لم يعد يجدي إزاء هذه المذبحة التي وقعت في باريس. ولم يبق سوى ذرف الدموع على كلّ هؤلاء الأبرياء الذي قتلهم تنظيم "الدولة الاسلاميّة" باسم جنون قاتل ليس له ما يبرّره.

ودوما في لابريس، كتبت انياس غرودا تحت عنوان" الأضرار الجانبيّة" تقول إنّ من مصلحة تنظيم "الدولة الاسلاميّة" أن يثير مشاعر الخوف حيال اللاجئين.
والرضوخ لهذه المشاعر يعني أنّنا مرّة أخرى نحقّق مصالح التنظيم.
وأفضل طريقة لمنع اندساس الجهاديّين في صفوف اللاجئين كما قال اريك بيتر بوكايرت مسؤول حالات الطوارئ في منظّمة هيومن رايتس واتش تكون من خلال وضع حدّ للفوضى السائدة في سياسة اللجوء وتوفير نظام لجوء متناغم وشرعي وآمن.
ودوما في صحيفة لابريس تعليق بقلم جان كريستوف لورانس يتحدّث فيه عن قلق المسلمين في فرنسا من ردود الفعل.
وتنقل الصحيفة عن فرنسيّين من أصول مغاربيّة أنّهم يخشون من تنامي مشاعر الحذر إزاءهم كما حصل في أعقاب الهجمات التي استهدفت مجلّة شارلي ابدو الساخرة.
وتنقل لابريس عن أحدهم قوله: "إنّنا مصابون مرّتين، كفرنسيّين وكمسلمين".
وتشير الصحيفة إلى تقرير صادر عن المرصد ضدّ الاسلاموفوبيا يفيد بأنّ عدد الاعتداءات التي طاولت اهدافا مسلمة ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأشهر التسعة الماضية منذ الاعتداءات على شارلي ابدو.
في صحيفة ذي غلوب اند ميل مجموعة من التعليقات والمقالات تتناول الأوضاع في باريس بعد أيّام على الهجمات.
وتشير الصحيفة إلى أنّ قوّات الأمن الفرنسيّة شنّت حملة لمطاردة المشتبه بهم وشنّت غارات عنيفة على تنظيم "الدولة الاسلاميّة" في الرقة.
وتتحدّث الصحيفة في مقال آخر عن موقف كندا الثابت حيال الانسحاب من التحالف الدولي لمكافحة التنظيم في سوريّا والعراق رغم التكهّنات بأنّ فرنسا قد تطلب مساعدة دول حلف شمال الأطلسي.
وتشير الصحيفة إلى عزم الحكومة الليبراليّة برئاسة جوستان ترودو الانسحاب من التحالف وعزمها في الوقت عينه على تنفيذ خطّتها لاستقبال 25 ألف لاجئ سوري قبل نهاية العام.
وتنقل ذي غلوب اند ميل عن وزير الخارجيّة الكندي ستيفان ديون قوله إنّ كندا تستعدّ لسحب طائراتها المقاتلة وهي تبحث في افضل طريقة لمواجهة تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
ودوما في صحيفة ذي غلوب اند ميل تعليق بقلم ويسلي كلارك الاستاذ الزائر في جامعة اوتاوا يقول فيه إنّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة يشنّ حربا على جبهتين، وعلينا أن نفعل مثله.

وترى الصحيفة أنّه يتعيّن على دول الغرب بعد الهجمات الارهابيّة في فرنسا أن تضاعف جهودها لمحاربة التنظيم.
وقد ربط المراقبون ما جرى في باريس بحلقة من الهجمات التي وقعت مؤخّرا في سيناء وفي بيروت.
ومن الخطأ أن نرى في ذلك تحوّلا في استراتيجيّة التنظيم الذي يشنّ حربا على جبهتين، واحدة ضدّ اعدائه في سوريّا والعراق وأخرى ضدّ دول الغرب ومجتمعاته التي تتجرّأ على مواجهة أحلامه بإقامة إمارته الدينيّة.
وفرنسا على رأس لائحة الأعداء بالنسبة للتنظيم الذي يشير في بيانه إلى أنّ "هجمات باريس هي أول هجوم في العاصفة".
والتنظيم على قناعة بأنّه يستطيع من خلال هجماته الإرهابيّة التي تنشر الرعب أن يرغم المجتمعات الغربيّة الفاسدة حسب قوله على الانسحاب من الحرب التي تشنّها ضدّه.
وكتب مراسل صحيفة لودوفوار في باريس كريستيان ريو يقول إنّ فرنسا في حالة حداد وساعة القرارات تقترب للردّ على الهجمات غير المسبوقة التي تعرّضت لها البلاد يوم الجمعة الماضي.
ويضيف مشيرا إلى أنّ الفرنسيّين خرجوا بأعداد كبيرة رغم حظر التجمّعات وتوجّهوا إلى الأماكن التي طاولتها الهجمات التي اوقعت نحوا من 129 قتيلا معظمهم من الشباب على يد 7 إرهابيّين إسلاميّين.
وتنقل الصحيفة عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قوله إنّ الهجمات هي "أعمال حرب ارتكبها جيش إرهابي" وأنّ فرنسا ستكون "صارمة حيال هؤلاء البرابرة وستتصرّف في إطار القانون وعلى كلّ الأراضي الداخليّة والخارجيّة".
وكتب فرانسوا بروسو تعليقا يقول فيه إنّ الرئيس بوش استخدم تعبير "اعمال حرب" في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر، التي جرى غزو أفغانستان بعد شهر على وقوعها و تلاه غزو العراق بعد نحو سنة ونصف.
وتتساءل الصحيفة ما الذي سيقوم به الرئيس هولاند والفرنسيّون والأوروبيّون في حال كانت هذه الأعمال العنيفة فعلا إعلان حرب ضدّهم، سارع ليتبنّاها تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
وترى لودوفوار أن ما جرى في فرنسا يختصر حالة الإزعاج الذي تعيشه اوروبا في القرن الحادي والعشرين.
والحادي عشر من سبتمبر ايلول الفرنسي يشكّل نوعا من الأحداث الشاملة المتعدّدة الابعاد ، ومأساة متعدّدة الأشكال، قد تكون ربّما منعطفا في القرن الحادي والعشرين.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.