لاجئون سوريون في لبنان

لاجئون سوريون في لبنان
Photo Credit: AFP / أ ف ب

اللاجئون السوريون كبش المحرقة

لم تقتصر ضحايا العمليات الإرهابية في باريس على سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى ونشر القلق والخوف في أكثر من بلد في العالم وارتفاع وتيرة القصف الجوي على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية"، إنما طاولت مصير مئات آلاف السوريين الساعين إلى الهرب من جحيم الحرب واللجوء إلى دول تؤمن لهم السلام والأمان والمستقبل. وبات واضحا أن موقف مواطني الدول المضيفة وسياسييها ، حتى من كان منهم يؤيد بحماس استقبالهم، بات أكثر حذرا وقلقا وازدادت المطالبة بالتريث وأخذ الوقت الكافي لبت الطلبات.

وإشكالية استقبال اللاجئين تختلف في أوروبا عن الوضع في كندا بمعنى أن عشرات آلاف اللاجئين تمكنوا من دخول عدة دول أوروبية بطريقة شرعية أو لا شرعية وبصورة عشوائية وباتوا في الداخل أما هنا فلدى الحكومة الكندية حرية اختيار اللاجئين وانتقائهم لكونهم ما زالوا خارج الحدود. من هنا ارتفاع الدعوات الشعبية وحتى السياسية لمطالبة الحكومة الفيديرالية بالتريث والتدقيق في ماضي الخمسة والعشرين ألف لاجئ سوري الذين تعهد باستقبالهم رئيس الحكومة الفيديرالية الجديد جوستان ترودو قبل حلول العام المقبل، ولم تثنه العمليات الإرهابية الأخيرة عن المضي في تنفيذ تعهده.

وكما رئيس الحكومة الفيديرالية، كذلك رئيس  حكومة مقاطعة كيبيك فيليب كويار الذي يصر على احترام الوعد بالرغم من مواقف معارضة من بعض وزرائه ومن حزبي المعارضة في الجمعية الوطنية . وقد سارعت وزيرة الهجرة في كيبيك كاترين فيل إلى طمأنة المواطنين:

"كل الأشخاص الذين يدخلون على أراضينا يخضعون إلى تحقيق جرمي وكذلك إلى تحقيق بشأن الإرهاب إضافة إلى فحوصات طبية مهمة جدا، والأمر ينطبق على اللاجئين السوريين وتضطلع الحكومة الفيديرالية بكل تلك الخطوات إذ لديها الخبرة والقدرة والوسائل والشبكات الدولية التي لا تملكها حكومة كيبيك، وقد طمأنني وزير الهجرة الفيديرالي أكثر من مرة أن المسألة الأمنية في طليعة الاهتمامات".

لكن المشكلة ليست في مبدأ استقبال اللاجئين، إذ أن الغالبية العظمى لا تعارضه إنما ترفض تسريعه مخافة عدم التمكن من إتمام التحقيقات في فترة زمنية قصيرة ، إضافة إلى مجموعة من الشؤون الواجب إخذها بعين الاعتبار كما يقول مراسل هيئة الإذاعة الكندية في كيبيك باسكال بوا لان:

"من تلك الأمور، قدرة كيبيك على استقبالهم، مسألة أماكن إقامتهم وإتقانهم اللغة الفرنسية والمؤسسات الإنسانية التي سترعاهم والسؤال الذي طرحه عدة نواب هو أليس من الواجب إعطاء المزيد من الوقت لحكومة كيبيك لتقوم بالمهمة على أفضل وجه. والسؤال يطرحه أيضا رؤساء بلديات المدن الكبيرة التي ستستقبل حصة كيبيك من اللاجئين فضلا عن المواطنين العاديين".

وبهذا المعنى تقول الناطقة بلسان حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك ناتالي روا:

"نحن نعتقد أنه أكثر مسؤولية أن نخفف وتيرة استقبال اللاجئين ونؤخر الجدول الزمني الذي قررته الحكومة الفيديرالية، وهو جدول زمني يعتبر الكثيرون أنه غير واقعي وبخاصة وزير الهجرة ووزير البلديات ووزير الأمن العام".

بانتظار أن تكشف الحكومة الفيديرالية عن خطتها وكيفية توزيع هؤلاء اللاجئين على المقاطعات الكندية،

تفيد المعلومات أنه تم حتى الآن اختيار عشرة آلاف لاجئ سوري ينتظرون بدأ ترحيلهم إلى كندا.استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.