عناصر من الشرطة الفرنسيّة أمام مسرح باتاكلان في باريس

عناصر من الشرطة الفرنسيّة أمام مسرح باتاكلان في باريس
Photo Credit: Christian Hartmann / Reuters

هجمات باريس بمنظار الصحف الكنديّة

ما زالت أخبار هجمات باريس الإرهابيّة تحتلّ حيّزا مهمّا في اهتمامات الصحف الكنديّة التي تتابع تطوّراتها في نسخها الورقيّة والالكترونيّة.

صحيفة ذي غلوب اند ميل رأت في تعليقها أنّ أسوأ كابوس بالنسبة لتنظيم "الدولة الاسلاميّة" يتمثّل في المجتمع الكندي القائم على التعدديّة والتسامح والذي يعيش فيه المسلمون وكلّ أبناء الاديان الأخرى بسلام.

وهذا مخيف بالنسبة للإرهابيّين الذين يسعون لتحقيق مصالحهم من خلال استغلال مشاعر الحقد والكراهية.

وتتحدّث الصحيفة عن عدد من الاعتداءات التي استهدفت مسلمين في كندا بعد هجمات باريس، من بينها حادثة إحراق مسجد في بيتربورو وحادثة سلب سيّدة محجّبة في تورونتو وكتابات عنصريّة على بعض الجدران، وتحرّش كلامي أفاد عنه بعض المسلمين الكنديّين.

وقد يرى منفّذو هذه الأعمال الحقيرة  أنّها اعمال وطنيّة، لكنّهم في الواقع مغفّلون، و تنظيم "الدولة الاسلاميّة" يستغلّ هذه الاعتداءات العنصريّة بحقّ المسلمين في دعايته وفي الترويج لأفكاره و لحربه الدينيّة العالميّة تقول ذي غلوب اند ميل.

وتشير الصحيفة إلى حملة جمع تبرّعات جرت لإصلاح مسجد بيتربورو فاقت نتائجها التوقّعات وتضيف أنّ في كندا أناسا طيّبين أكثر بكثير من أناس حاقدين.

وفي فرنسا، تمّ تجنيد حفنة صغيرة من المسلمين المهمّشين لتنفيذ الهجمات.

وأفضل ردّ لكندا إزاء التشدّد هو من خلال لياقتها الأصيلة وكرمها وقبولها لكلّ الثقافات، ما يجعل القيم الكنديّة بالغة الأهميّة في هذه المرحلة التي نعيشها.

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ©  Radio-Canada

ودوما في صحيفة ذي غلوب اند ميل، كتب كونراد ياكابوسكي تعليقا يقول فيه إنّ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يواجه عدوّا من الداخل.

ومنفّذو الهجمات الأخيرة جاؤوا من باريس وقبلهم منفّذو الاعتداء على مجلّة شارلي ابدو الساخرة.

والرئيس هولاند أعلن الحرب و تعهّد بالردّ بقوّة ولكنّ القضاء على تنظيم "الدولة الاسلاميّة" لن يضع حدّا لحالة الغربة التي تدفع بالعديد من الشباب الفرنسي المسلم نحو الجهاد العنيف تقول ذي غلوب اند ميل.

في صحيفة لابريس تعليق بقلم الكساندر سيروا يقول فيه إنّ الرئيس هولاند تعهّد بالقضاء على تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وباشرت فرنسا غاراتها الجويّة العنيفة التي تستهدف مواقع التنظيم في سوريّا.

وعودة باريس إلى سوريّا هي خبر جيّد بالنسبة للدول العظمى الباقية تقول لابريس.

فالوضع في سوريّا في طريق مسدود لأنّ القضيّة بالغة التعقيد ولم نر بعد أيّة محاولة لحلّها، مما انعكس لصالح تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

استاد ومبلي في لندن مضاء بألوان العلم الفرنسي في 17-11-2015
استاد ومبلي في لندن مضاء بألوان العلم الفرنسي في 17-11-2015 © GI/Ben Pruchnie

وتتحدّث لابريس عن حلول عسكريّة ودبلوماسيّة وتشير إلى شبه إجماع  حاصل لدى الخبراء والمحلّلين بأنّ الضربات الجويّة وحدها لا تكفي للقضاء على التنظيم .

ومن الضروري أن يدفع التنسيق الذي شهدناه نهاية الأسبوع الماضي بين موسكو وباريس لمضاعفة الجهود التي لا بدّ أن تشارك فيها اوتاوا لفق ء الدمّل السوري تقول لابريس.

ودوما في صحيفة لابريس، رأى بول جورنيه في تعليقه أنّ باريس لا تحصد ما زرعه الغرب من خلال سياسته الخارجيّة في الشرق الأوسط.

والولايات المتّحدة لم تخلق تنظيم "الدولة الاسلاميّة" لكنّ قراراتها الكارثيّة  منذ العام  2003ساهمت في صعوده في العراق.

ويمكن العودة بالزمان إلى العام 1916 وإلى القوى المستعمرة التي رسمت حدود دول المنطقة لفهم ما يجري، ولكنّ ذلك يحتّم الحديث عن دور دول المنطقة، السعوديّة وتركيّا وايران وسواها.

وهذا المنحى في تحميل المسؤوليّة للغرب الذي نجده لدى الزعماء العرب والايرانيّين ينفي وجود تأثير للتشدّد الديني كما لو أنّ المنطقة أشبه  بواحة سلام تقول لابريس.

وتعطي الصحيفة مثال سوريّا التي عمل الدكتاتور بشّار الأسد كما تقول على إذكاء التوتّر بين مكوّنات المجتمع فيها و حيث تحوّل الربيع العربي حربا أهليّة ، وأخرج الأسد الإسلاميّين السنّة من السجون وانضمّ هؤلاء بعدها إلى تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وترى لابريس أن قنابل التحالف لن تكفي. والحلفاء لم يتسبّبوا بكلّ المشاكل، ولا يمكنهم حلّها كلّها لوحدهم.

والحلّ يمرّ عبر المسلمين المعتدلين لأنّ سلامتهم وسلامتنا ترتبط بهم.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.