مختارات من تعليقات الصحف الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم كلّ من مي ابوصعب وبيار احمراني وفادي الهاروني.
هجمات باريس في اهتمامات الصحافة الكنديّة:
ما زالت أخبار هجمات باريس الإرهابيّة تحتلّ حيّزا مهمّا في اهتمامات الصحف الكنديّة التي تتابع تطوّراتها في نسخها الورقيّة والالكترونيّة.
صحيفة ذي غلوب اند ميل رأت في تعليقها أنّ أسوأ كابوس بالنسبة لتنظيم "الدولة الاسلاميّة" يتمثّل في المجتمع الكندي القائم على التعدديّة والتسامح والذي يعيش فيه المسلمون وكلّ أبناء الاديان الأخرى بسلام.
وهذا مخيف بالنسبة للإرهابيّين الذين يسعون لتحقيق مصالحهم من خلال استغلال مشاعر الحقد والكراهية.
وتتحدّث الصحيفة عن عدد من الاعتداءات التي استهدفت مسلمين في كندا بعد هجمات باريس، من بينها حادثة إحراق مسجد في بيتربورو وحادثة سلب سيّدة محجّبة في تورونتو وكتابات عنصريّة على بعض الجدران، وتحرّش كلامي أفاد عنه بعض المسلمين الكنديّين.
وقد يرى منفّذو هذه الأعمال الحقيرة أنّها اعمال وطنيّة، لكنّهم في الواقع مغفّلون، و تنظيم "الدولة الاسلاميّة" يستغلّ هذه الاعتداءات العنصريّة بحقّ المسلمين في دعايته وفي الترويج لأفكاره و لحربه الدينيّة العالميّة تقول ذي غلوب اند ميل.
وتشير الصحيفة إلى حملة جمع تبرّعات جرت لإصلاح مسجد بيتربورو فاقت نتائجها التوقّعات وتضيف أنّ في كندا أناسا طيّبين أكثر بكثير من أناس حاقدين.
وفي فرنسا، تمّ تجنيد حفنة صغيرة من المسلمين المهمّشين لتنفيذ الهجمات.
وأفضل ردّ لكندا إزاء التشدّد هو من خلال لياقتها الأصيلة وكرمها وقبولها لكلّ الثقافات، ما يجعل القيم الكنديّة بالغة الأهميّة في هذه المرحلة التي نعيشها.
ودوما في صحيفة ذي غلوب اند ميل، كتب كونراد ياكابوسكي تعليقا يقول فيه إنّ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يواجه عدوّا من الداخل.
ومنفّذو الهجمات الأخيرة جاؤوا من باريس وقبلهم منفّذو الاعتداء على مجلّة شارلي ابدو الساخرة.
والرئيس هولاند أعلن الحرب و تعهّد بالردّ بقوّة ولكنّ القضاء على تنظيم "الدولة الاسلاميّة" لن يضع حدّا لحالة الغربة التي تدفع بالعديد من الشباب الفرنسي المسلم نحو الجهاد العنيف تقول ذي غلوب اند ميل.
في صحيفة لابريس تعليق بقلم الكساندر سيروا يقول فيه إنّ الرئيس هولاند تعهّد بالقضاء على تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
وباشرت فرنسا غاراتها الجويّة العنيفة التي تستهدف مواقع التنظيم في سوريّا.
وعودة باريس إلى سوريّا هي خبر جيّد بالنسبة للدول العظمى الباقية تقول لابريس.
فالوضع في سوريّا في طريق مسدود لأنّ القضيّة بالغة التعقيد ولم نر بعد أيّة محاولة لحلّها، مما انعكس لصالح تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
وتتحدّث لابريس عن حلول عسكريّة ودبلوماسيّة وتشير إلى شبه إجماع حاصل لدى الخبراء والمحلّلين بأنّ الضربات الجويّة وحدها لا تكفي للقضاء على التنظيم .

ومن الضروري أن يدفع التنسيق الذي شهدناه نهاية الأسبوع الماضي بين موسكو وباريس لمضاعفة الجهود التي لا بدّ أن تشارك فيها اوتاوا لفق ء الدمّل السوري تقول لابريس.
ودوما في صحيفة لابريس، رأى بول جورنيه في تعليقه أنّ باريس لا تحصد ما زرعه الغرب من خلال سياسته الخارجيّة في الشرق الأوسط.
والولايات المتّحدة لم تخلق تنظيم "الدولة الاسلاميّة" لكنّ قراراتها الكارثيّة منذ العام 2003ساهمت في صعوده في العراق.
ويمكن العودة بالزمان إلى العام 1916 وإلى القوى المستعمرة التي رسمت حدود دول المنطقة لفهم ما يجري، ولكنّ ذلك يحتّم الحديث عن دور دول المنطقة، السعوديّة وتركيّا وايران وسواها.
وهذا المنحى في تحميل المسؤوليّة للغرب الذي نجده لدى الزعماء العرب والايرانيّين ينفي وجود تأثير للتشدّد الديني كما لو أنّ المنطقة أشبه بواحة سلام تقول لابريس.
وتعطي الصحيفة مثال سوريّا التي عمل الدكتاتور بشّار الأسد كما تقول على إذكاء التوتّر بين مكوّنات المجتمع و حيث تحوّل الربيع العربي حربا أهليّة ، وأخرج الأسد الإسلاميّين السنّة من السجون وانضمّ هؤلاء بعدها إلى تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
وترى لابريس أن قنابل التحالف لن تكفي. والحلفاء لم يتسبّبوا بكلّ المشاكل، ولا يمكنهم حلّها كلّها لوحدهم.
والحلّ يمرّ عبر المسلمين المعتدلين لأنّ سلامتهم وسلامتنا ترتبط بهم.

يقول المحلل السياسي وكاتب العمود في صحيفة "لا بريس" فينسان ماريسال إنه تلقى "سؤالاً ممتازاً" هذا الأسبوع من أحد القراء: "لو أن هجمات باريس وقعت خلال الحملة الانتخابية الكندية، هل تعتقد أن الليبراليين بقيادة جوستان ترودو كانوا فازوا في الانتخابات؟".
لن نعرف مطلقاً الجواب على هذا السؤال، لكن يبدو لي أن مثل هذا السيناريو لكان أفاد المحافظين بقيادة رئيس الحكومة الخارجة ستيفن هاربر أكثر من منافسيه في الحزب الليبرالي والحزب الديمقراطي الجديد المعارضين لمشاركة مقاتلاتنا الجوية في المهمة الدولية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح والأكثر استعجالاً منه لاستقبال عدد أكبر من اللاجئين السوريين، يقول فينسان ماريسال في مقاله بعنوان "فرنسا في حالة حرب. ونحن؟".
لكن، في المقابل، ما أنا متيقن منه هو أن رئيس الحكومة الجديد هو بصدد الرسوب في أول امتحان له على هامش هجمات باريس، يضيف ماريسال. وفي أوتاوا يقوم بعض الليبراليين بتحليل الخطوات الأولى لزعيمهم على الساحة الدولية بتأن.
يبدو أن جوستان ترودو، وبعد انتصاره الباهر في انتخابات التاسع عشر من الشهر الفائت، يجد صعوبة في استبدال بدلة الزعيم في الحملة الانتخابية ببدلة رئيس الحكومة. فمنذ مساء الجمعة، عندما وقعت هجمات باريس، تغيرت المعطيات. والأحداث الاستثنائية تتطلب ردوداً استثنائية، يقول ماريسال.
الملف الأول يتعلق بسحب طائرات "سي – اف 18" الكندية من المهمة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". رئيس الحكومة ووزير خارجيته ستيفان ديون كررا موقفهما القائل بإعادة الطائرات إلى كندا وإرسال عسكريين لتدريب البشمركة في كردستان العراق.
في محيط رئيس الحكومة يقولون إن مشاركتنا بست طائرات وبعدد محدود من الطلعات هي رمزية وإن كندا تكون أكثر إفادة بتدريبها الجنود المنخرطين في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
هذه حجة يمكن الدفاع عنها، لكن توقيتها سيئ، إذ تأتي في الوقت الذي تطلب فيه فرنسا، التي تعرضت للاعتداء، المساعدة، وفيما يقوم حلفاؤنا بتلبية النداء، يقول فينسان ماريسال.
هناك مخرج سهل ومشرّف، يرى الكاتب، ويتمثل بالتالي: سبق لحكومة هاربر أن تعهدت بالمشاركة في قصف أهداف لتنظيم "الدولة الإسلامية" إلى نهاية آذار (مارس) المقبل. هل سيعتبر الكنديون مواصلة المهمة حتى هذا التاريخ بمثابة نقض صارخ لوعد انتخابي؟ لا أظن ذلك، يقول فينسان ماريسال.
والشيء نفسه بالنسبة لاستقبال 25 ألف لاجئ سوري. هل سيلوم الكنديون فعلاً الحكومة الليبرالية إذا ما استقبلت هذا العدد من اللاجئين، وبشكل لائق، ضمن فترة ستة أشهر بدل ستة أسابيع؟ هنا أيضاً، لا أظن ذلك، يضيف فينسان ماريسال.
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تلفظ يوم الاثنين بهذه الكلمات الخطيرة: "فرنسا في حالة حرب".
وماذا عنا نحن؟ يتساءل فينسان ماريسال.
لم تعلن كندا أي مرة أنها "في حالة حرب" منذ أيلول (سبتمبر) 2001 عند وقوع الهجمات على نيويورك وواشنطن.
هذه الكلمات مثقلة بالمعاني، سياسياً وعسكرياً وقانونياً. وكندا عضو في حلف شمال الأطلسي الذي تقول المادة الخامسة من ميثاقه إن أي هجوم على أي دولة من دول الحلف هو هجوم على كافة دوله، وإنه إذا ما طلبت إحدى دول الحلف المساعدة إثر تعرضها للاعتداء، يتوجب على كافة الدول الأعضاء تلبية النداء، يشير فينسان ماريسال.
عام 2002 رفض رئيس الحكومة الليبرالية في أوتاوا جان كريتيان مشاركة كندا في غزو الرئيس الأميركي جورج بوش للعراق. ونعلم أن ذاك الغزو كان يستند إلى فرضيات خاطئة. لكن بالتأكيد هذا الأمر لا ينطبق على رد فرنسا على تنظيم "الدولة الإسلامية"، يختم فينسان ماريسال.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.