Photo Credit: IStock

من الصحافة الكنديّة: “عندما يصبح الله السيّد المرعب لعالمنا”

"عندما يصبح الله السيّد  المرعب لعالمنا" عنوان تعليق كتبه الفيلسوف بيار ديجاردان في صحيفة لابريس بنسختها الالكترونيّة.

إن كان من غير الممكن تبرير إرهاب تنظيم "الدولة الإسلاميّة" فلا شيء يمنع من أن نحاول فهم قاعدته تقول الصحيفة.

ففي مجال الدين، اعتاد الانسان على ما يبدو أن يخلق إلها على صورته، فريدا من نوعه ، نرجسيّا، يفرض الخضوع له، غير متسامح، مشبعا بالسلطة و توتاليتاريّا.

وليس الإيمان بإله يمثّل بحدّ ذاته خطرا بقدر ما يمثّله هذا النزوع الجنوني لدى كلّ الديانات الكبرى التي تعتبر إلهها كممثّل حصري للحقيقة.

وهذا ما قامت به  إلى أقصى حدّ الديانات التوحيديّة الثلاث، اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام  التي فتحت أبوابها للعنف المجنون تقول لابريس.

فالكتب السماويّة الثلاثة تدّعي أنّها تملك وحدها الحقيقة وتَعِد مؤمنيها بالجنّة.

وإن كان أكل لحم الخنزير يقفل أبواب الجنّة بالنسبة للمسلم، فقتل كافر يفتح له هذه الأبواب على مصراعيها.

ودولة اسرائيل تستند إلى التوراة لتسمح لنفسها باستعمار فلسطين . والفلسطينيّون من جهتهم يستشهدون بالقرآن لطردها منها بعنف.

والما وراء الديني يعد بالكثير لدرجة يصبح معها الجهاد  ضرورة ماسّة بالنسبة للإسلاميّين يقول الفيلسوف بيار ديجاردان في تعليقه في صحيفة لابريس.

وفي هذا السياق تصبح تعبئة الشباب المسلم مقلقة ويصعب عليهم مقاومة فكرة الاستشهاد الذي يقودهم إلى الجنّة حيث تنتظرهم الحوريّات والخيرات.

والحرب المقدّسة هي محقّة في نظر الديانات التوحيديّة الثلاث لأنّها تُشنّ باسم الحبّ، ليس حبَّ الانسان بل حبُّ الله.

والايمان هذا يبرّر كلّ ما يجري في هذا العالم، و يصبح التعذيب والعنف والقتل أدوات للتعبير عنه.

والديانات الثلاث تسمح بحقّ الحياة او الموت على كلّ من تعتبره ملحدا.

فبموجب التوراة، اليهود هم شعب الله المختار. والقرآن يضع المسلمين في مرتبة أعلى من المسيحيّين واليهود.

والعهد الجديد يضمّ ما لا يقلّ عن 390 آية معادية للساميّة، في أناجيل مرقص ومتّى ويوحنّا.

والمسيح الذي يقول إنّه محبّة، يعلّم أنّ الشيطان هو أب اليهود ويقول إنّ من ليس معه هو ضدُّه حسب انجيل لوقا.

ويرى الفيلسوف بيار ديجاردان أنّ التأثير الذي يسعى إليه الإرهاب مماثل في مجمل نواحيه لسعي الدين: خلق عالم من الاشخاص الذين يخافون من كلّ شيء، عالم من مرضى الوهم الذين يرون أنّ الموت هو لحظة سامية ومرعبة في آن معا.

و مع صورة المسيح معلّقا على الصليب التي تحمل لواءها المسيحيّة، فالديانة تلك ليست أفضل من سواها في هذه العقليّة الكارثيّة الموجودة لدى الديانات الثلاث.

وكلّها ما زالت قويّة لأنّها تلعب على وتر الشكّ المحيط بفكرة الموت والحياة الآخرة.

والمؤسف أنّ الشباب الذي يشكو من نقص على صعيد المجتمع والعاطفة هو الهدف الأسهل لها يقول الفيلسوف بيار ديجاردان في تعليقه في صحيفة لابريس.

ورغم كلّ هذه الاعتبارات، وإذا كان علينا أن نختار بين التفكير النقدي والعهد الجديد، فسوف نختار العهد الجديد  الذي يستند إلى وقائع متينة لا إلى مضاربات العقل القبيحة.

وبالنسبة لنا كما لغيرنا، ما زال يسوع أفضل بكثير من الفكرة التي خرج بها الفيلسوف الألماني فردريك نتشيه الذي كان غبيّا ما يكفي ليعلن لنا موت الله يقول الفيلسوف بيار ديجاردان في ختام تعليقه في صحيفة لابريس.

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.