القصة مثيرة، وتفاصيلها مؤلمة ومشوقة لكن نهايتها سعيدة : هي قصة المصور الصحافي الأميركي ماثيو شراير اذي تمكن من الإفلات من خاطفيه في سوريا بعد سبعة أشهر من الخوف والضرب والتعذيب على أيدي خاطفيه الكنديين المنتمين إلى تنظيم القاعدة، كما يؤكد.
فقد أجرت الصحافية في هيئة الإذاعة الكندية – القسم الإنكليزي أدريان أرسونو تحقيقا مفصلا حول اختطاف شراير ومعاناته سرد خلاله ظروف اختطافه واعتقاله وهربه أكد فيه أن خاطفه كندي من مونتريال في العشرين من عمره اعتنق الإسلام في نهاية سن المراهقة.
وأشارت أرسونو في تقريرها إلى اضطرارها لكتمان اسمه لعدم التمكن من توضيح الدور الذي لعبه في خطف المصور الصحفي الأميركي وهو، بحسب أقربائه، موجود حاليا في مونتريال حيث يعيش بهدوء وهو متزوج ويعمل ويستعمل الإسم العربي الذي أطلقه على نفسه بعد اعتناقه الإسلام . وقد أطلقت عليه في التقرير إسم AKM
ويؤكد الرهينة السابق أن صورة المواطن الهادئ التي يظهر فيها خاطفه تتناقض مع الاثباتات التي اكتشفها حول علاقة خاطفه بالجلجلة التي عاناها خلال أسره في سوريا بالرغم من أنه لم يلتقِ أبدا به ولا يعرف حقيقة علاقته بخاطفيه وما يعرفه هو أن خاطفيه من أتباع جبهة النصرة.
ويسرد شراير في التقرير تفاصيل اختطافه وأسره على أيدي رجال ملثمين بين مدينة حلب والحدود التركية في نهاية عام 2012 واعتقاله في زنزانة مع رهينة أميركي آخر هو تيو بادنوس في مستشفى الأطفال في حلب حيث تعرضا للتعذيب إثر محاولتهما الفرار وتم نقلهما بعد ذلك إلى مؤسسة كهربائية شمال شرق حلب وتعرضا بصورة مستمرة للضرب والشحنات الكهربائية . ويؤكد الرهينة للصحافية في هيئة الإذاعة الكندية أن ثلاثة أشخاص، يؤكد أنهم كنديون، حققوا معهما في الحادي والثلاثين من كانون الثاني يناير 2012 ويضيف:
"أن الرهينة ثيو كان يعرف من أين هم ، فهو نشأ في الفيرمونت على حدود كيبيك وتعرف على لكنة الخاطفين الكيبيكية ولم يكن مخطأ ويتابع:
" سألني أحدهم بلغة إنكليزية جيدة جدا: كيف الحال، فأجبته بأني أفتقد عائلي ومن ثم قدم لي ورقة وطلب مني أن أكتب عليها كل كلمات المرور التي استعملها ورقم الضمان الاجتماعي وأسماء من أعرفهم وكل المعلومات التي تمكنهم من سرقتي وكانوا شديدي التهذيب. وأرسلوا من ثمة رسائل إلكترونية إلى والدتي وأصدقائي، بعد حصولهم على كلمات المرور". ويضيف:
" كان هؤلاء الكنديون مثل الأطفال وكان باستطاعتهم أن يفعلوا بي ما يشاؤون لكنهم لم يفعلوا وقدموا لي لوح شوكولاتة "كيت كات".
ويتابع: "بعد شهرين طلبوا مني ارتداء البزة البرتقالية والاعتراف أمام الكاميرا بأني عميل لوكالة الاستخبارات الأميركية لكني رفضت فتعرضت للطم وللضرب واضطررنا بعد ذلك للإدلاء باعترافات كاذبة، ولكن لم يتم بث شريط الفيديو.
وفي تموز – يوليو 2013 تمكن ماثيو شراير من الهرب عبر نافذة ضيقة قبل طلوع الشمس في يوم رمضاني وتمكن من اللجوء إلى وحدة من الجيش السوري الحر التي أوصلته إلى الحدود التركية بينما استمر الرهينة بادنوس في الأسر.
وبعد عودته إلى الولايات المتحدة اكتشف أن عدة أشخاص استعملوا هويته للتبضع على شبكة الإنترنيت حوالي مئة مرة وابتاعوا أجهزة كومبيوتر نقالة ولوحات إلكترونية وكاميرات وعطورا وألبسة عسكرية بلغت قيمتها ثمانية عشر ألف دولار من حسابه قبل أن يقدم المصرف على إلغاء الحساب. ويؤكد شراير أن السلع التي ابتاعوها تم إرسالها إلى عناوين مختلفة في منطقة الحدود التركية ويضيف: تم إرسال طردين إلى الكندي الذي يتهمه باختطافه على عنوان في مدينة ويستماونت في مونتريال فيهما مجموعة من الأدوات الإلكترونية وقد قام شراير بإطلاع الإف بي آي والشرطة الملكية الكندية على كل تلك التفاصيل.
وقد تمكنت الصحافية في هيئة الإذاعة الكندية أدريان أرسونو من العثور على AKM وحاولت مرارا أن تطلب منه أن يشرح من أرسل له الطردين باسم شراير وكيف اختار مسلحو القاعدة اسمه وما إذا كانت له علاقات بالخاطفين السوريين وما إذا كان يعرف المتهمين الكنديين باختطاف الأميركي لكنه رفض الإجابة مؤكدا أن محاميه نصحوه بعدم الرد على أسئلة الصحافيين.
يبقى أنه تم تعويض شراير عن الأموال التي اختلست من حسابه المصرفي لكنه يبقى مصرا على معرفة هوية من خطفه وعذبه وسرقه وما إذا كانت ثمة خلية تابعة للقاعدة تتصرف بحرية في مونتريال.
راديو كندا - هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.