رئيس الحكومة الكنديّة حوستان ترودو يتحدّث إلى الصحافيّين بعد اجتماعه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند

رئيس الحكومة الكنديّة حوستان ترودو يتحدّث إلى الصحافيّين بعد اجتماعه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند
Photo Credit: STEPHANE DE SAKUTIN/AFP/Getty Images)

من الصحافة الكنديّة: الآمال المعقودة على قمّة المناخ

تواصل الصحف الكنديّة  منذ أيّام اهتمامها بقمّة المناخ في باريس وقد أفردت لها مساحات واسعة من صفحاتها وتعليقاتها.

في صحيفة لابريس ، كتبت الصحافيّة شانتال غي من باريس تحت عنوان "حالة طوارئ بيئيّة" وأشارت إلى الاجراءات الأمنيّة المتشدّدة التي تحيط بقمّة المناخ بعد اكثر من أسبوعين على الهجمات التي أدمت مدينة النور  باريس.

وتشير إلى أنّ 150 زعيم دولة يشاركون في القمّة فضلا عن ممثّلين من 195 بلدا، في مسعى للتوصّل إلى اتّفاق ملزم بشأن التغيير المناخي، يحدّ ارتفاع حرارة الارض درجتين مئويّتين.

وسيحلّ الاتّفاق الجديد مكان بروتوكول كيوتو كما تقول الصحيفة وتضيف بأنّ المؤتمرات السابقة على غرار مؤتمر كوبنهاغن عام 2009

كانت مخيّبة للآمال، وأنّ الآمال الكبيرة  معقودة هذه المرّة على قمّة باريس.

وتضيف شانتال غي في صحيفة لابريس فتشير إلى أنّ رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو ورئيس وزراء كيبيك فيليب كويار وعمدة مونتريال دوني كودير توجّهوا إلى موقع الهجوم الذي استهدف مسرح باتاكلان ووضعوا زهورا أمامه تخليدا لذكرى ضحايا الهجوم.

وتشير إلى أنّ المغنّية الكنديّة فيرونيك ديكير غنّت نشيد الحبّ Quand les homes vivront d'amour من كلمات الكاتب والشاعر الكندي ريمون ليفيك التي كتبها في باريس عام 1956 للتنديد بعذاب الشعب الجزائري والتي أصبحت نشيدا عالميّا للحبّ.

وقالت المغنّية فيرونيك ديكير إنّ مهمّة الفنّانين اليوم  تقضي بتقاسم مشاعر الحبّ وبثّ روح القوّة من أجل الاستمرار في التقدّم.

ودوما في صحيفة لابريس، كتب سيلفان شارلوبوا الأستاذ في جامعة غويلف في اونتاريو يقول إنّ الزراعة والصناعة هما في صلب الاقتصاد ومن بين قطاعات الاقتصاد التي تعتمد على المناخ.

وفي كلّ سنة، تؤدّي عوامل الطبيعة كالجفاف والفيضانات إلى نتائج كارثيّة حول العالم.

وفي الغرب، ترتفع أسعار المواد الغذائيّة بشكل مذهل، ويترك الارتفاع مضاعفاته على الفئات الأكثر عوزا، في وقت  يعاني فيه الشرق من الحروب والمجاعات.

ويشير سيلفان شارلوبوا في تعليقه إلى أنّ الصناعات الغذائيّة ملوِّثة للغاية، وثمّة من يقول إنّها قد تكون مسؤولة عن 30 بالمئة من غازات الدفيئة في العالم.

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يصافح رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو في 29-11-2015
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يصافح رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو في 29-11-2015 ©  STEPHANE DE SAKUTIN/AFP/Getty Images)

ويدعو إلى تشجيع المنتجين الزراعيّين في كندا على استخدام الوسائل المستدامة لتحسين فعاليّة إنتاجهم، ويشير إلى أنّ مرحلة الذكاء الزراعي تحلّ شيئا فشيئا مكان مرحلة الوقاية.

والحلول مختلفة  بالنسبة للدول النامية وهي تمرّ بدرجة اولى عبر الاعتراف بدور المرأة في الزراعة، الذي يزيد من مدخول المَزرعة ويعزّز الفرصة لتعليم الأولاد.

ويدعو سيلفان شارلوبوا في ختام تعليقه في صحيفة لابريس إلى دعم الشراكة على قاعدة نقل البيوتكنولوجيا على أن تهدف للمساعدة في إيجاد الحلول لهذه الدول.

ونقرأ في صحيفة ذي غلوب اند ميل تعليقا بتوقيع ماثيو هوفمان من جامعة تورونتو يقول فيه إنّنا نتّجه نحو لحظة حاسمة في استجابة العالم للتغيير المناخي.

والآمال والتوقّعات كبيرة حيال قمّة باريس، التي هي "الفرصة الاخيرة" لإنقاذ العالم.

وينبغي تجنّب المطبّات المحتملة  التي تشكّل تحدّيا على المدى الطويل للجهود المبذولة للتصدّي للتغيير المناخي.

والقمّة تشكّل مناسبة أمام الدول لتَعرض نواياها والتزاماتها.

وينبغي الافادة من هذه اللحظة الحاسمة التي تشكّلها قمّة باريس.

ويضيف ماثيو هوفمان في تعليقه في صحيفة ذي غلوب اند ميل بأنّ مؤتمر باريس قد يختلف عن المؤتمرين السابقين في كيوتو عام  1997 وكوبنهاغن عام 2009.

وثمّة مؤشّرات بأنّ القضيّة ملحّة من خلال رسالة البابا فرنسيس والمشاهير في الأمم المتّحدة والمسيرات حول العالم.

والتغطية الاعلاميّة كثيفة هي الأخرى، والمزيد من الدول والمقاطعات والمدن تكشف عن تعهّداتها وتؤكّد التزامها بالعمل لمكافحة التغيير المناخي.

وهنا تكمن المفارقة يقول ماثيو هوفمان. فاللحظات الحاسمة ضروريّة ولكنّ  الاهتمام والإرادة السياسيّة التي يولّدها تجعلنا ننسى أنّها ليست حلولا للتغييرات المناخيّة عندما تنجح، وليست الأمل الأخير عندما تخيّب الآمال.

وتدعو الصحيفة الجميع، حكومات ومنظّمات ومدنا ومواطنين إلى متابعة الجهود الحثيثة لمواجهة هذا التحدّي الكبير.

وترى أنّ مواجهة التغيير المناخي عمليّة طويلة الأمد لتحويل أنظمة الطاقة والاقتصادات والمجتمعات.

وينجح المؤتمر إن ترجم المشاركون نواياهم من خلال العمل. وبغضّ النظر عمّا سيجري في باريس، فالعمل الحقيقي يبدأ عندما يعود الجميع إلى بلدانهم يقول ماثيو هوفمان خاتما تعليقه في صحيفة ذي غلوب اند ميل.

استمعوا
فئة:بيئة وحياة حيوانية، دولي
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.