تشكل الطاقة المستخرجة من توربينات الرياح (عنفات الرياح) جزءاً هاماً من الخطة الجديدة لـ"ساسك باور" (SaskPower)، شركة الكهرباء العامة في مقاطعة ساسكاتشيوان في غرب كندا، الهادفة لتعزيز اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة.

تشكل الطاقة المستخرجة من توربينات الرياح (عنفات الرياح) جزءاً هاماً من الخطة الجديدة لـ"ساسك باور" (SaskPower)، شركة الكهرباء العامة في مقاطعة ساسكاتشيوان في غرب كندا، الهادفة لتعزيز اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة.
Photo Credit: Radio Canada / Antoine Trépanier

قراءة اقتصادية في مؤتمر باريس للمناخ

إنكار الإجماع العلمي حول العالم بشأن التغيرات المناخية يعني أن نقدم مجاناً قسماً من وقتنا للمنتجين الأكثر تلويثاً للبيئة، لاسيما لمنتجي الطاقة الأحفورية، يقول محرر الشؤون الاقتصادية في راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) جيرالد فيليون.

ويرى فيليون أن أولئك المنتجين يشجعون على التراخي وعدم التحرك في ملف الطاقات الأحفورية وأنهم ليسوا من أولئك الذين ينددون بتقلبات أسعار الوقود وبالأرباح الطائلة التي تجنيها الشركات النفطية الكبيرة.

ويضيف الكاتب أنه يعتقد أيضاً أن منتجي الطاقة الأحفورية يدركون أنه ستكون للاحترار العالمي ارتدادات مدمرة على البلدان الأكثر فقراً في العالم، ما سيدفع الملايين من سكانها على الفرار منها، ما يعني ملايين أخرى من اللاجئين.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو مخاطباً زعماء العالم أمس في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية في باريس
رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو مخاطباً زعماء العالم أمس في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية في باريس © Michel Euler / AP

إذا كنتم تهتمون بالاقتصاد، وإنتاج الثروة وإعادة توزيعها، وإيجاد الوظائف، والتنمية المستدامة، يكون من الجوهري والأساسي بالنسبة لكم أن يتم التوصل الأسبوع المقبل إلى اتفاق طموح في مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية المنعقد في باريس، وذلك لثلاثة أسباب رئيسية يقول محرر الشؤون الاقتصادية في راديو كندا.

السبب الأول هو أننا تأخرنا كثيراً، فظاهرة الاحترار العالمي متواصلة وأكثر ما يمكن أن نأمل به حالياً هو الحد من الارتفاع في حرارة الأرض عند مستوى درجتين مئويتين بحلول عام 2100.

السبب الثاني، ودوماً برأي فيليون، هو أن الشركات تفضل الإرشادات الواضحة والأهداف المحددة والإطارات القانونية الثابتة كي تتمكن من إدخال هذه التكاليف في خططها البعيدة الأمد.

والسبب الثالث هو أن خبراء الاقتصاد وأصحاب الإعمال وقادة الشركات والمحاسبين والمنتجين والمصدرين لا يريدون أن يكونوا ضحايا للتغيرات المناخية، بل يريدون أن يستفيدوا من الفرص التي تتوفر لهم. صحيح أنه من الصعب توقع المستقبل واحتساب ثمن عدم التحرك لمكافحة التغيرات المناخية بدقة، لكن استناداً إلى ما نعرفه على الصعيد العلمي أليس من الأفضل لهؤلاء أن يكونوا جزءاً من الحل في مجال السيطرة على انبعاثات الغازات الدفيئة بدل العكس من ذلك؟

منشآت لاستخراج النفط من الرمال الزفتية في شمال مقاطعة ألبرتا في غرب كندا، وهي عملية شديدة التلويث للبيئة
منشآت لاستخراج النفط من الرمال الزفتية في شمال مقاطعة ألبرتا في غرب كندا، وهي عملية شديدة التلويث للبيئة © CP/Jeff McIntosh

ويرى جيرالد فيليون أن على الحكومات والشركات العمل على عدة أصعدة من أجل بلوغ الأهداف التي سيجري التداول بها في مؤتمر باريس للمناخ.

يقول الصحافي الاقتصادي في هذا الصدد إن على الحكومات والشركات أن تشجع التكنولوجيات التي تتيح الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وأن تحفز البحث والاستثمار في الطاقات المتجددة من أجل البدء بعملية الانتقال الطاقي الضرورية، وأن تواصل تنفيذ سياسات هدفها الوحيد تعزيز الفعالية الطاقية.

ويضيف جيرالد فيليون أن عليها أن تتبنى حوافز ضريبية تهدف لتغيير بعض السلوكيات، مثلاً كالضريبة على الوقود من أجل تشجيع الناس على ارتياد وسائل النقل العام بشكل أوسع، ما يعود بالفائدة على البيئة وعلى جيوبهم.

فهل سينتهي مؤتمر باريس باتفاق طموح وملزم يكون على قدر الآمال، آمال محبي الأرض والراغبين بإنقاذها؟

استمعوا
فئة:اقتصاد، بيئة وحياة حيوانية، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.