الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت (إلى اليمين) وإلى يمينه مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود الذي يتحدث إلى المترجم، الكولونيل وليام إيدي، على متن المدمرة "كوينسي" في البحيرة المرة الكبرى في قناة السويس في 14 شباط (فبراير) 1945.

الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت (إلى اليمين) وإلى يمينه مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود الذي يتحدث إلى المترجم، الكولونيل وليام إيدي، على متن المدمرة "كوينسي" في البحيرة المرة الكبرى في قناة السويس في 14 شباط (فبراير) 1945.
Photo Credit: Wikipedia

من الصحافة الكندية: “مغازلات خطيرة بين الغرب والعربية السعودية”

"عندما يتعلق الأمر بالمال يصبح الجميع على دين واحد". هذا القول للكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير يلخص على أكمل وجه المفارقات التي تقض المضاجع في زمننا الحالي، فهل نجد فيه شرحاً للعلاقة "المنافية للطبيعة" بين الديمقراطيات الغربية ودول الخليج الملكية، يتساءل الشاعر والروائي الجزائري كريم عكوش في مقالة نشرتها له اليوم صحيفة "لو دوفوار" الصادرة في مونتريال.

لا شيء يجمع بين هذه الدول وتلك، على الأقل في الظاهر، لأنه من حيث القيم ما من قواسم مشتركة بين المجموعتيْن، يضيف الكاتب الجزائري المقيم في مقاطعة كيبيك في مقالته بعنوان "مغازلات خطيرة بين الغرب والعربية السعودية".

ويشرح كريم عكوش فكرته بالقول إن ألمانيا تديرها امرأة فيما النساء السعوديات لا يملكن حتى حق قيادة السيارة، وإن القانون يسمح بزواج مثليي الجنس في أمستردام فيما يتعرض المثليون للرجم في جدة.

الأوروبيون أحرار في أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا، أما من يتخلى عن الإسلام في المملكة السعودية فيُرمى في السجن أو يتعرض للإعدام. في الغرب إحياء للعقل فيما روح النقد تُخنق في مملكات الخليج، يضيف كريم عكوش.

يخبرنا التاريخ أن الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت ومؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود توصلا إلى اتفاق عام 1945 على متن المدمرة الأميركية "كوينسي"، وأن هذا الاتفاق أعيد تجديده عام 2005 بين الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش والمملكة السعودية، يقول الكاتب الجزائري.

من أجل مصالح جيوستراتيجية ومصالح اقتصادية "خسيسة" يتحالف الأميركيون مع أسرة آل سعود ويضمنون لها بالمقابل الحماية ضد إيران والتهديدات الخارجية. تتقاسم الديمقراطيات الليبرالية ومملكات الخليج شغفاً خطيراً وهو حب لا نهاية له للإله المال، يضيف كريم عكوش في مقالته في "لو دوفوار".

زعيم
زعيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي ملقياً خطبة الجمعة الموافق في 4 تموز (يوليو) 2014 في أحد مساجد الموصل بصفته "الخليفة ابراهيم أمير المؤمنين" © Associated Press / Vidéo

الحضارة هي قبل أي شيء آخر مجموعة من القيم، مثل الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الرجال والنساء والتربية. وبوضعها المال فوق هذه القيم تتسبب الديمقراطيات الليبرالية بإضاعة روح شعوبها وتجريد هؤلاء من هويتهم. الليبرالية تكره الحدود وتنتج أناساً فارغين ومزيفين تقودهم الرياح الرأسمالية. لا تأبه الليبرالية للغات والعادات والبلدان، لا تأبه للإنسان، فهدفها الوحيد هو تحقيق أكبر قدر من الأرباح، يقول كريم عكوش.

أنجبت العولمة نوعيْن من الرأسمالية: الرأسمالية الجافة والرأسمالية الخضراء. الأولى هي ليبرالية وول ستريت الساعية لتحويل المواطن إلى مستهلك ضارٍ وسفيه. أما الرأسمالية الخضراء، التي لا علاقة لها بالبيئة، فهي مُنشَّطَة بالبترودولار من قبل "مُعَممين متخلفين وفاحشين". وهاتان الرأسماليتان تتحالفان ضد المواطن الحر، يضيف كريم عكوش.

ويرى الروائي الجزائري أن العربية السعودية وقطر، اللتيْن تتمتعان برعاية من الولايات المتحدة وحليفاتها، تقومان بنشر السلفوية في المجتمعات الغربية، ويضيف أن "متعصبي" هاتيْن الدولتيْن يتسللون إلى المؤسسات الدولية ويمولون مراكز إسلامية وكراسي أبحاث في الجامعات المرموقة ويرشون القادة الغربيين ويشترون صمت النخب السياسية والإعلامية.

الرأسمالية المتوحشة تزيد من حدة الفَردانية في الغرب. أما الفَردانية فتنتج العزلات. وبدورها تنتج العزلات البؤس المدقع الذي يستفيد منه الإسلامويون فلا يترددون في تجنيد المهمشين والمحرومين من أجل بناء دولة الخلافة على الصعيد العالمي. وفي نهاية المطاف سيفقد الغرب قيمه، وسيدمر طمعُه والجشع حضارتَه، وسيطرد إلهُ الإسلامويين إلهَ المال، يختم الروائي والكاتب الجزائري كريم عكوش مقالته في "لو دوفوار".

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.