تناول اليوم المحلل الاقتصادي في موقع "سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية) دون بيتيس كلام حاكم مصرف كندا المركزي ستيفن بولوتز أمس حول إمكانية إقدام المصرف على تخفيض معدل الفائدة الأساسي إلى ما دون 0% إذا ما واجهت كندا أزمة اقتصادية رئيسية مشابهة لأزمة عام 2008.
يقول دون بيتيس إن ستيفن بولوتز جعل الأضواء تُسلط على كندا، ولكن "مع الأسف" للأسباب "الخاطئة".
فبعد دقائق على صدور كلام بولوتز في خطاب ألقاه في منتدى "امباير كلوب" (Empire Club) في تورونتو قام موقع "زيرو هيدج" (Zero Hedge) المالي في وُول ستريت، شارع المال والبورصة في نيويورك، بنشر مقال بعنوان "كندا حذّرت للتو من أن معدلات الفائدة السلبية قادمة".
أما موقع صحيفة "فاينانشال تايمز" (Financial Times) الاقتصادية ذي المكانة الأرفع فنشر خبراً سريعاً يقول "مصرف كندا مستعد للذهاب إلى ما أبعد من سياسة معدل الفائدة صفر (ZIRP)".
ويضيف دون بيتيس أنه لم يجد في أكثر من ستين عنواناً إخبارياً برزت حول العالم خلال الساعة التي تلت خطاب ستيفن بولوتز ما يعكس جوهر كلام حاكم مصرف كندا الذي لم يقل بأي شكل من الأشكال إن معدلات الفائدة السلبية قادمة إلى كندا.
فكلام بولوتز لم يكن يهدف لإرعاب العالم بشأن الاقتصاد الكندي إنما لطمأنته، يقول بيتيس.
يُشار هنا إلى أن حاكم مصرف كندا المركزي أكد أمس أنه يجب ألا يؤخذ كلامه "بأي شكل من الأشكال" كمؤشر على أن المصرف يخطط لتخفيض معدل الفائدة الأساسي إلى ما دون 0%.

ويقول دون بيتيس إنه إذا كانت دول مثل سويسرا والسويد قد لجأت إلى اعتماد معدلات الفائدة السلبية للحؤول دون قيام الأجانب برفع سعر عملتها فإنه من غير الواضح أن تخفيض الفائدة إلى هذه المستويات الدنيا له أثر مفيد على الاقتصاد الفعلي.
فإذا كان أصحاب الأعمال لا يستثمرون بالشكل الكافي في ظل الفوائد المتدنية حالياً، فمن غير المرجح أن تدفعهم فوائد أدنى بقليل إلى الاستدانة، يرى الكاتب.
لكن مجرد حديث حاكم مصرف كندا عن الفائدة السلبية جعل عالم المال يعتقد أن كندا في ضائقة خانقة لدرجة أنها قد تلجأ إليها، وهذا تماماً عكس الفكرة التي كان ستيفن بولوتز يريد إيصالها، وهو بالتالي ارتكب خطأً بالحديث عن الفائدة السلبية يرى دون بيتيس.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها حاكم مصرف كندا مفردات تدخل الهلع إلى النفوس، فقد سبق له أن وصف الاقتصاد الكندي بأنه "بغيض" وأن أطلق تحذيرات من أن أسعار العقارات في كندا تفوق قيمتها الفعلية بما يصل إلى 30%، يذكّر دون بيتيس.
يعلم الجميع في عالم المال أن الاقتصاد الكندي يواجه متاعب. فأسعار النفط تواصل هبوطها وأسعار منتجات مناجمنا لم تكن في هذا المستوى المتدني منذ زمن، ودولارنا الكندي يهبط مجدداً، والأخبار عن أسعار عقاراتنا الأعلى من المفترض ملأت صفحات المال والأعمال في الصحف العالمية. لذا، مجرد ذكر الفائدة السلبية يجعل الكثيرين حول العالم يعتقدون أن أوضاعنا في كندا ساءت كثيراً، يرى دون بيتيس.
خطاب حاكم مصرف كندا أمس كان يهدف لأن يكون إيجابياً، يقول دون بيتيس. فوقع تراجع أسعار النفط والسلع الأساسية على الاقتصاد الكندي فوري وسبق لكندا أن مرت بهذه الحالة قال ستيفن بولوتز، ونهوض القطاعات خارج السلع الأساسية لا يزال بطيئاً، لكن حاكم مصرف كندا كان حريصاً على التأكيد، وبلغتيْ كندا الرسميتيْن، أن ذكره الفائدة السلبية لا يعني مطلقاً أنه بوارد التخطيط لاعتمادها، يؤكد دون بيتيس.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.