استقبال حار للاجئين السوريين يعوضهم عن البرد الكندي

كان رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو ورئيسة حكومة أونتاريو كاثلين وين ليل الخميس الجمعة في طليعة مستقبلي 163 لاجئا سوريا وصلوا من بيروت على متن طائرة لسلاح الجو الكندي.

وكانت الطائرة C-150 قد هبطت في مطار بيرسون الدولي في تورنتو بعد تسعين دقيقة من موعد وصولها المنتظر.

وحيا رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو ونظيرته رئيسة حكومة أونتاريو كاثلين وين اللاجئين السوريين الواصلين إلى كندا وقدما لهم معاطف وهدايا واعتبر ترودو أنهم لن ينسوا هذا الاستقبال وأنه بالنسبة إليه بمثابة ليلة الميلاد.

وكان ترودو قد وجه كلمة قبل وصول اللاجئين السوريين قال فيها:

إن هذه التعددية التي سنستقبلها هنا هذا المساء هي مصدر قوة وليست مصدر ضعف وهي أن نمنح حظا فعليا للنجاح لأشخاص عانوا خلال السنوات الماضية ظروفا صعبة للغاية.

وأكّد ترودو بأن الكنديين سيتذكرون هذا اليوم الذي يظهر على الملأ القيم الكندية الحقيقية.

وكان جوستان ترودو قد دعا زعماء أحزاب المعارضة في مجلس العموم الكندي للمشاركة في استقبال أول دفعة من اللاجئين السوريين إلى كندا ومرافقته في سبيل ذلك إلى مطار بيرسون الدولي في تورنتو.

يشار إلى أن عددا من المسؤولين الكنديين وممثلي الفعاليات الثقافية كانوا في استقبال اللاجئين السوريين.

من جهتها أعلنت رئيسة حكومة أونتاريو كاثلين وين التي أعربت عن استعداد مقاطعتها لاستقبال 10000 لاجئ ما يلي:

بالنسبة لغالبية الكنديين ينحدر أجدادهم من مختلف بقاع العالم باستثناء الأمم الأوائل.

وبالنسبة لغالبية الكنديين أجدادهم لم يروا النور في كندا وهذا ما يتكرر اليوم، لقد التقيت بموظفة من الحكومة الكندية كانت في استقبال اللاجئين أعربت عن سعادتها معلنة أنها هي نفسها وصلت إلى كندا كلاجئة وهي سعيدة في استقبال لاجئين جدد إلى كندا.

من جهتها أشارت جينوفا تماميان التي كانت في عداد أول دفعة من اللاجئين السوريين إلى أنها وعائلتها عملوا بجهد خلال أربعين عاما وبنوا بيتا ونعموا بحياة جيدة كما هي الحال في كندا أو في أوروبا غير أنهم لم يكونوا على دراية بما يخبئه المستقبل وتتساءل كيف كان لنا ان نعلم؟

يشار إلى أن السيدة تماميان وصلت ضمن هذه الدفعة من اللاجئين السوريين لتنضم لأخيها في مونتريال وتضيف قائلة : مع الحرب التي تستعر في سوريا لم يعد هناك أمل في العيش هناك.

أما بالنسبة للاجئة السورية فاطمة أبو حميد التي كانت ضمن هذه الدفعة من الواصلين إلى كندا لتلتقي بأخيها برفقة زوجها وأولادها الستة فهي تؤكد على تعلقها ببلدها سوريا لأنه بلدها الذي رأت فيه النور وترعرعت فيه وربت عائلتها فيه لذا فهي متعلقة ببلدها مهما كانت الظروف.

أما هالة بابيك التي وصلت هي أيضا على متن الطائرة العسكرية الكندية من بيروت إلى مطار بيرسون الدولي في تورنتو فقالت:

طلبوا منا أن لا نجلب معنا سوى ما وزنه عشرون كيلوغراما للشخص الواحد. إننا مهاجرون ولدينا أشياء كثيرة ننقلها غير أنها أعربت عن سعادتها بالوصول إلى كندا.

وتضيف قائلة: تركنا أهلنا وجميع معارفنا ونحن نصل إلى بلد لا نعرفه غير أننا سعداء في الوقت نفسه لأننا سنبدأ حياة جديدة.

يشار إلى أن دفعة ثانية من المهاجرين السوريين ستصل يوم غد السبت غير أنها هذه المرة ستصل إلى مطار بيار إليوت ترودو في مونتريال.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن مجموعه 300 لاجئ من فئة المستفيدين من كفالة خاصة يصلون إلى كندا على متن طائرتين عسكريتين تستوعبان هذا العدد من المسافرين.

أما في ما يتعلق باللاجئين الآخرين المتوقع وصولهم إلى كندا لاحقا فسيتم نقلهم على متن طائرات مدنية كما كانت هي الحال مع 416 لاجئا وصلوا إلى كندا في الرابع من شهر نوفمبر تشرين الثاني والسابع من الشهر الجاري.

يشار إلى أن أوائل اللاجئين من أصل 25000 لاجئ تعهدت حكومة الحزب الليبرالي قبولهم في كندا هم من أصول أرمنية وتمت كفالتهم من قبل أقرباء لهم أو من قبل مجموعات دينية. ومن المتوقع أن يقيموا في مونتريال أو في لافال إحدى ضواحي مونتريال وفي مدينتي تورنتو وإدمنتون.

وكانت حكومة الحزب الليبرالي بزعامة جوستان ترودو قد اضطرت لتعديل مواعيد استحقاق تعهداتها التي كانت محددة في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري بعد أن حذر عمدة مدن كندية عدة ومن بينها مونتريال وكيبك وتورنتو من عواقب التسرع.

ومن هذا المنطلق تستقبل كندا 10000 لاجئ قبل نهاية العام الحالي و15000 لاجىء قبل نهاية شهر فبراير شباط العام المقبل.

كما أن الغالبية من اللاجئين المتوقع وصولهم قبل نهاية الشهر الجاري إلى كندا أي ما يقرب من 8000 شخص هم من فئة المستفيدين من كفالات خاصة. أما الباقون فهم من فئة المكفولين من الدولة الكندية.

وكان وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندي جون ماكالوم قد أعرب عن تفاؤله بتحقيق التعهدات الكندية باستقبال 25000 لاجئ سوري قبل نهاية شهر فبراير شباط المقبل.

(راديو كندا)

استمعوا