تحت عنوان: " التناقض في مواقفنا إزاء اللاجئين " نشرت صحيفة لو دوفوار مقالا للعامل الاجتماعي المتقاعد ونائب رئيس إحدى جمعيات تقديم الخدمات للمهاجرين لوي فيليب بيلتييه، يقول فيه:
إن غالبية الكيبيكيين مضيافون وكرماء وقد أثبتوا ذلك على مر السنين. وإذا كان الكثير منهم يبدو حاليا أقل انفتاحا إزاء ترقب وصول عشرات آلاف اللاجئين السوريين خلال وقت قصير، فالأسباب عائدة إلى شعورهم بأن حكوماتهم لا تصغي إليهم ولا تحترم آراءهم، إن في أوتاوا وإن في كيبيك.
فقبل وجود أزمة اللاجئين، كان ثمة شعور بالانزعاج في أوساط المواطنين إزاء انعدام وجود تصميم لدى زعمائنا للقيام بأعمال ملموسة تؤكد بقوة على قيمنا وهويتنا ووضع قواعد واضحة للعيش المشترك وطمأنتنا على صعيد توفير أمننا.
ويتابع لوي فيليب بيلتييه: ففي وقت يعتبر فيه تسعون بالمئة من الكيبيكيين أنه من غير الطبيعي أن تؤدي امرأة يمين الولاء لكندا وهي ترتدي النقاب، يجد رئيس حكومتنا اللطيف أن الأمر طبيعي ولا يعمل أي شيء لعدم تكراره. أوليس مشروعا أن نتساءل إلى أين سيقودنا هذا التصرف وأن معاملة أقلية ما باحترام تقتضي أن نطالبه ببعض الواجبات؟ سيما وأن عددا كبيرا من المسلمين يطالبوننا بإصرار أن نؤكد على قيمنا أكثر، من مثل المساواة بين الرجل والمرأة والتفرقة بين الدين والدولة ما من شأنه نزع قدرات المتطرفين والراديكاليين.
لماذا يفرض على أجهزة الأمن ، عندما تعرف المتطرفين المشتبه بتخطيطهم للقيام بعمليات إرهابية ألا تتدخل إلا بعد وقوع الاعتداءات كما جرى مؤخرا في سان جان وأوتاوا ؟
ويضيف: طبعا إن غالبية المسلمين لا علاقة لها بالإسلاميين والمتطرفين وهي تندد بأعمالهم ولا تسعى إلا للعيش بسلام. لكن الجميع يدركون أن بعض الأفراد المتطرفين المنظمين والمسلحين يمكنهم التسبب بخسائر فادحة. وإذا كان صحيحا أننا في حرب، حرب غير تقليدية لكنها حرب أعلنها الإسلاميون على الديموقراطيات الغربية، فعلى نخبنا أن تنزع قفازاتها النظيفة . وهل ما نعتبره مبادئ ديموقراطية يحمينا أم يجعلنا عرضة للخطر؟ وما هو التوازن الذي يجب اعتماده بين الحرية والأمن؟ ولماذا لا يتم النقاش علنا في هذه المسائل ونكف عن استعمال اللسان الخشبي واللياقة السياسية؟
ويتابع لوي فيليب بيلتييه مقاله المنشور في لو دوفوار:
في العالم اليوم أكثر من أربعين مليون لاجئ بينهم حوالي عشرة ملايين هربوا من سوريا جراء الحرب ومن الطبيعي أن تكون الأولوية لوضع حد للحروب. ولعل الحل الأفضل لهؤلاء الملايين أن يتمكنوا من العودة إلى بلدانهم وهو بدون شك ما يتمنونه لكن ذلك أمر مستحيل، لذا يجب التعامل مع الواقع. ومع أملنا أن تهتم الحكومات بسرعة بمخاوفنا المشروعة، فلنفتح أبوابنا وقلوبنا لآلاف اللاجئين الذين تم اختيارهم والساعين مثلنا للعيش بسلام، يختم لوي فيليب بيلتييه مقاله المنشور في صحيفة لو دوفوار.
راديو كندا الدولي - صحيفة لو دوفواراستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.