Photo Credit: RCI/ راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 13-12-2015

مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة من إعداد وتقديم مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني

صحيفة ذي غلوب اند ميل: دروس لم نتعلّمها

"دروس لم نتعلّمها" عنوان تعليق نشرته صحيفة ذي غلوب اند ميل بتوقيع بيتر كلاين الباحث في معهد بيتر وال للدراسات المتقدّمة، التابع لجامعة بريتيش كولومبيا.

تتحدّث الصحيفة عن محطّتين بارزتين في العلاقات الأميركيّة المسلمة هذا الأسبوع.

المحطّة الاولى تتمثّل في تصريحات المرشّح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب الذي وصل إلى مستويات مرتفعة من الديماغوجيّة عندما دعا إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتّحدة.

واستمرّ في الدفاع عن هذه الخطوة ومقارنتها بشكل ايجابي مع قرار سجن اليابانيّين الأميركيّين بعد قصف بيرل هاربور.

وفي اليوم نفسه، كشفت كندا في تقرير حساباتها السنوي انّها دفعت تعويضا بقيمة1،7مليون دولار للاجئ الجزائري بن عمّار بن عطا، وهو من أوائل ضحايا التنميط العنصري بعد أحداث ايلول سبتمبر 2001 في نيويورك.

وكان بن عطا المنشقّ عن الجيش الجزائري قد وصل إلى الحدود الكنديّة طالبا للجوء إلى كندا.

وكان يحمل اوراقا ثبوتيّة مزوّرة وقد تجاوز مدّة الإقامة في الولايات المتّحدة ، ما دفع السلطات الكنديّة لإجراء تحقيق بشأنه.

وقد سلّمته إلى الولايات المتّحدة بعد يوم على هجمات أيلول سبتمبر تقول ذي غلوب اند ميل.

وظلّ محتجزا طوال خمس سنوات في الحبس الانفرادي وفي ظروف قاسية شملت حرمانه من النوم والتعرّض المستمرّ للضوء والاعتداء الجسدي.

وقد تمّت تبرئته من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي بعد شهر على الهجمات.

لكنّه ظلّ محتجزا طوال 5 سنوات ، بموجب القاعدة التي كان معمولا بها في عهد وزير العدل جون اشكروفت والتي تقول: محتجز حتى تبرئته.

المرشّح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب
المرشّح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب © Randall Hill / Reuters

وقد أصدرت محكمة فدراليّة فيما بعد قرارا بإسقاط كافّة التهم عنه.

و لم يذكر القاضي أبدا أنّه تمّ احتجازه بسبب دينه وهويّته.
وفي العام 2006 عاد بن عامر بن عطا إلى كندا وحصل على حقّ اللجوء فيها.

ورفع دعوى ضدّ الحكومة الكنديّة مدّعيا أنّها ابعدته بصورة غير شرعيّة إلى الولايات المتّحدة، مخترقة بذلك الشرعة الكنديّة للحقوق والحريّات.

ويواصل  بيتر كلاين تعليقه في صحيفة ذي غلوب اند ميل فيشير إلى أنّ بن عطا ما زال في عداد مجموعة من الأشخاص الذين يقيمون دعوى قضائيّة بحقّ وزير العدل الأميركي السابق جون اشكروفت ومسؤولين كبار آخرين  بتهمة القبض على مهاجرين عرب واحتجازهم تحت ادّعاءات مزيّفة.

ويضيف كلاين بأنّه تحدّث مؤخّرا إلى بن عطا وأكّد له هذا الأخير أنّه ما زال يعاني من أعراض ما بعد الصدمة وكيف أنّه وُصف بالإرهابي لأنّه مسلم.

وقال بن عطا إنّه تفاجأ  بالتأييد الذي ما زال الخطاب الحاقد يلقاه في الولايات المتّحدة رغم كلّ التحقيقات التي جرت والتي اعتقد أنّها قد تدفع الناس للتفكير مليّا قبل تأييد هذا الخطاب.

ويتابع بيتر كلاين فيقول إنّ هتافات التأييد التي قوبل بها خطاب ترامب مزعجة.

ويشير إلى أنّ ترامب وجّه بعد هجمات باريس دعوة لوضع قاعدة بيانات في الولايات المتّحدة حول المسلمين جميعا، وكرّر الادعاءات المزيّفة التي تفيد أنّ آلاف المسلمين في الولايات المتّحدة ابتهجوا بعد هجمات ايلول سبتمبر.

وما زالت شعبيّة ترامب ترتفع وفق استطلاعات الرأي يقول بيتر كلاين في تعليقه في ذي غلوب اند ميل.

ويخلص  الباحث في معهد وال للدراسات المتقدّمة التابع لجامعة بريتيش كولومبيا  ناقلا عن عامر بن عطا قوله إنّ التنميط العرقي موجود في كندا والولايات المتّحدة.

ومن العجب أن يكون الخطاب الحاقد مقبولا في الولايات المتّحدة، البلد القائم على حرّية الأديان.

تحت عنوان: " الصعود القوي للجبهة الوطنية " علقت الصحافية أنييس غرودا في لا بريس على نتائج الانتخابات الفرنسية الأخيرة. قالت:

ما كان غير ممكن منذ أربع سنوات، بات اليوم أمرا محتملا. ففكرة وصول زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبين إلى رئاسة الجمهورية الفرنسية باتت اليوم أحد السيناريوهات الواردة في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2017.

فمن انتخابات إلى أخرى، تتمكن الجبهة من التقدم كما يلاحظ الخبير السياسي الفرنسي برونو كوتريز غداة الانتخابات المناطقية التي أغضبت نتائجها أحزاب اليمين واليسار التقليدية . وهذا الصعود متواصل بشدة منذ العام 2012 عندما حصلت لوبين على ثمانية عشر بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية  واكتسحت بعد عامين الانتخابات البلدية والإدارية وتمكنت من الفوز بأربعة وعشرين مقعدا في الانتخابات الأوروبية.

وانتخابات الأحد الماضي فتحت أمامها أبوابا أوسع .

وترى أنييس غرودا أن ديناميكية السياسة حاليا تصب في مصلحة الجبهة الوطنية وزعيمتها. ويشرح كوتريز هذا التوجه بالقول: " إن الناخبين يقولون: لقد جربنا فرانسوا هولاند وجربنا نيكولا ساركوزي والأمور على حالها فلماذا لا نعطي الجبهة الوطنية فرصتها للحكم"؟ وهو لا يرى كيف سيتمكن اليمين واليسار التقليديان من إيقاف هذه الظاهرة " مارين لوبين رئيسة لفرنسا؟ الأمر بات ممكنا".

من هنا يمكن توصيف نتائج انتخابات يوم الأحد الماضي بالتاريخية فهذا التصويت يعزز موقع الجبهة كقوة معارضة أساسية في فرنسا ويرسخ موقع اليمين المتطرف على خارطة فرنسا السياسية ويضع حدا للثنائية الحزبية التقليدية.

وتتساءل أنييس غرودا: كيف وصلت فرنسا إلى هذا الواقع؟ "إن اليمين التقليدي، كما يقول نيكولا لوبور الخبير في اليمين الفرنسي المتطرف، دفع ثمن مواقفه غير الواضحة . فعندما يزايد مناصرو الرئيس السابق نيكولا ساركوزي على يمينية  الجبهة الوطنية يضطرون إلى الموافقة على آراء مارين لوبين وعندما يبقون كثيرا في الوسط يخسرون قسما من ناخبيهم التقليديين القلقين من الأوضاع الاقتصادية ومن تحديات الهجرة، وفي الحالتين هم خاسرون.

واليساريون من جهتهم يدفعون ثمن خيبات الأمل من سياسة هولاند الذي فشل في تحقيق تعهده الأساسي: الحد من البطالة المزمنة التي تجتاح فرنسا. ففي البلاد اليوم سبعمئة ألف عاطل عن العمل أكثر من عددهم يوم انتخابه .

وتتابع أنييس غرودا في لا بريس : إن الركود الاقتصادي وفرص العمل غير المتوفرة والنموذج الفرنسي الذي ينهار والضرائب التي ترهق الطبقة الوسطى تشكل أحد سببين رئيسيين لتقدم الجبهة الوطنية المذهل. أما السبب الثاني فهو فقدان الأمان إزاء الهجرة وهي مشاعر غذاها الاعتداء على شارلي أيبدو والعمليات الإرهابية الأخيرة . إذ كلما وقعت عملية إرهابية يعتبر الفرنسيون أن لوبين على حق في سعيها لإيقاف تدفق المهاجرين . وحتى عندما تعيد الحكومة الرقابة على الحدود، تستفيد الجبهة من القرار لكونها تدعو منذ زمن طويل إلى اعتماد الحدود المقفلة.

وثمة سبب ثالث يشرح صعود الجبهة وهو نجاح رهان مارين لوبين بتلميع صورة الجبهة الوطنية بالرغم من استمرارها باعتماد خطاب قائم على رفض الأجانب تخلص أنييس غرودا مقالها المنشور في صحيفة لا بريس.

حاكم مصرف كندا المركزي ستيفن بولوتز ملقياً خطابه يوم الثلاثاء في منتدى
حاكم مصرف كندا المركزي ستيفن بولوتز ملقياً خطابه يوم الثلاثاء في منتدى "امباير كلوب" (Empire Club) في تورونتو © CP/Chris Young

تناول المحلل الاقتصادي في موقع "سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية) دون بيتيس كلام حاكم مصرف كندا المركزي ستيفن بولوتز يوم الثلاثاء حول إمكانية إقدام المصرف على تخفيض معدل الفائدة الأساسي إلى ما دون 0% إذا ما واجهت كندا أزمة اقتصادية رئيسية مشابهة لأزمة عام 2008.

يقول دون بيتيس إن ستيفن بولوتز جعل الأضواء تُسلط على كندا، ولكن "مع الأسف" للأسباب "الخاطئة".

فبعد دقائق على صدور كلام بولوتز في خطاب ألقاه في منتدى "امباير كلوب" (Empire Club) في تورونتو قام موقع "زيرو هيدج" (Zero Hedge) المالي في وُول ستريت، شارع المال والبورصة في نيويورك، بنشر مقال بعنوان "كندا حذّرت للتو من أن معدلات الفائدة السلبية قادمة".

أما موقع صحيفة "فاينانشال تايمز" (Financial Times) الاقتصادية ذي المكانة الأرفع فنشر خبراً سريعاً يقول "مصرف كندا مستعد للذهاب إلى ما أبعد من سياسة معدل الفائدة صفر (ZIRP)".

ويضيف دون بيتيس أنه لم يجد في أكثر من ستين عنواناً إخبارياً برزت حول العالم خلال الساعة التي تلت خطاب ستيفن بولوتز ما يعكس جوهر كلام حاكم مصرف كندا الذي لم يقل بأي شكل من الأشكال إن معدلات الفائدة السلبية قادمة إلى كندا.

فكلام بولوتز لم يكن يهدف لإرعاب العالم بشأن الاقتصاد الكندي إنما لطمأنته، يقول بيتيس.

يُشار هنا إلى أن حاكم مصرف كندا المركزي أكد أنه يجب ألا يؤخذ كلامه "بأي شكل من الأشكال" كمؤشر على أن المصرف يخطط لتخفيض معدل الفائدة الأساسي إلى ما دون 0%.

ويقول دون بيتيس إنه إذا كانت دول مثل سويسرا والسويد قد لجأت إلى اعتماد معدلات الفائدة السلبية للحؤول دون قيام الأجانب برفع سعر عملتها فإنه من غير الواضح أن تخفيض الفائدة إلى هذه المستويات الدنيا له أثر مفيد على الاقتصاد الفعلي.

فإذا كان أصحاب الأعمال لا يستثمرون بالشكل الكافي في ظل الفوائد المتدنية حالياً، فمن غير المرجح أن تدفعهم فوائد أدنى بقليل إلى الاستدانة، يرى الكاتب.

لكن مجرد حديث حاكم مصرف كندا عن الفائدة السلبية جعل عالم المال يعتقد أن كندا في ضائقة خانقة لدرجة أنها قد تلجأ إليها، وهذا تماماً عكس الفكرة التي كان ستيفن بولوتز يريد إيصالها، وهو بالتالي ارتكب خطأً بالحديث عن الفائدة السلبية يرى دون بيتيس.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها حاكم مصرف كندا مفردات تدخل الهلع إلى النفوس، فقد سبق له أن وصف الاقتصاد الكندي بأنه "بغيض" وأن أطلق تحذيرات من أن أسعار العقارات في كندا تفوق قيمتها الفعلية بما يصل إلى 30%، يذكّر دون بيتيس.

يعلم الجميع في عالم المال أن الاقتصاد الكندي يواجه متاعب. فأسعار النفط تواصل هبوطها وأسعار منتجات مناجمنا لم تكن في هذا المستوى المتدني منذ زمن، ودولارنا الكندي يهبط مجدداً، والأخبار عن أسعار عقاراتنا الأعلى من المفترض ملأت صفحات المال والأعمال في الصحف العالمية. لذا، مجرد ذكر الفائدة السلبية يجعل الكثيرين حول العالم يعتقدون أن أوضاعنا في كندا ساءت كثيراً، يرى دون بيتيس.

خطاب حاكم مصرف كندا يوم الثاثاء كان يهدف لأن يكون إيجابياً، يقول دون بيتيس. فوقع تراجع أسعار النفط والسلع الأساسية على الاقتصاد الكندي فوري وسبق لكندا أن مرت بهذه الحالة قال ستيفن بولوتز، ونهوض القطاعات خارج السلع الأساسية لا يزال بطيئاً، لكن حاكم مصرف كندا كان حريصاً على التأكيد، وبلغتيْ كندا الرسميتيْن، أن ذكره الفائدة السلبية لا يعني مطلقاً أنه بوارد التخطيط لاعتمادها، يؤكد دون بيتيس.

استمعوا
فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.