أثار تقرير منظّمة هيومن رايتس واتش حول التعذيب في السجون السوريّة ردود فعل عديدة منذ صدوره أمس الخميس.
وأجرت المنظّمة تحقيقا حول الصور التي نشرها "القيصر" وهو الاسم المستعار للمصوّر الذي كان يعمل لصالح الشرطة العسكريّة في سوريّا قبل أن ينشقّ عن النظام وينضمّ إلى صفوف المعارضة.
وقد حقّقت المنظّمة في الصور وحدّدت من خلالها أماكن استجواب المعتقلين .
وإذ شكّك البعض في مصداقيّة الصور، أكّدت منظّمة هيومن رايتس واتش أنّ الصور صحيحة وحقيقيّة.
تتحدّث الصحافيّة ماري ايف بيدار مراسلة هيئة الاذاعة الكنديّة راديو كندا في بيروت عن التقرير وتشير إلى أنّ التحقّق من الصور تطلّب وقتا طويلا وتضيف:
إنّه عمل مضن وشاق تمّت خلاله مراجعة نحو 28 ألف صورة لأشخاص معتقلين في نحو 27 سجنا في مختلف أنحاء سوريّا في ظلّ نظام الرئيس الأسد.
والصور تشهد على المعاملة اللاإنسانيّة ، وعلى جرائم تعذيب تظهر فيها صور العديد من المعتقلين الذين لقوا حتفهم، صور يصعب النظر إليها، معتقلون ماتوا من الجوع، وسجناء هزيلون، وسجناء أصيبوا بجروح وتعرّضوا للصعق بالكهرباء.
وتتابع ماري ايف بيدار فتقول إنّ منظّمة هيومن رايتس ووتش عكفت على دراسة هذه الصور طوال عدّة أشهر قبل أن تصدر تقريرها بشأن التعذيب وتضيف:
تقول منظّمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها إنّ الصور تلك البالغ عددها 28 ألف صورة وتعود لنحو 7 آلاف معتقل ليست سوى رأس جبل الجليد لأنّ الأماكن التي تمّ تحديدها ليست الوحيدة التي يعتقل فيها النظام السجناء.
وتقول مراسلة راديو كندا في بيروت ماري ايف بيدار إنّ الحديث عن "القيصر" بدأ في مطلع العام الماضي .
والقيصر اسم مستعار لهذا الشخص الذي كان يعمل لصالح النظام السوري ، وكان يقوم بتصوير كافّة المعتقلين والجثث ووضع لوائح مرقّمة بها.
وعندما انشقّ عن النظام، هرب حاملا معه آلاف الصور.
وقامت منظّمة هيومن رايتس واتش بالتحقيق في هذه الصور التي تظهر فيها المعاملة التي تعرّض لها السجناء كما تقول ماري ايف بيدار وتتابع بالقول:
يشير التقرير إلى أنّه في وقت تُجري فيه مجموعة أصدقاء سوريّا مفاوضات في العواصم الأوروبيّة الكبرى لإيجاد حلّ للأزمة في سوريّا، ووضع خطّة للمرحلة الانتقاليّة ، من المهمّ للغاية أخذ هذه المعلومات بعين الاعتبار.
ومن المهمّ التأكّد من ألاّ يكون المشتبه بضلوعهم في أعمال التعذيب او الذين أعطوا الأوامر بشأنها جزءا من الحلّ في المرحلة السياسيّة الانتقاليّة.
كما يدعو التقرير إلى فتح أماكن الاعتقال أمام مراقبين مستقلّين ومحقّقين للتحقّق ممّا يجري فيها لكي لا تتكرّر هذه الجرائم بعد اليوم تقول ماري ايف بيدار وتضيف:
من غير المرجّح أن يجري ذلك لأنّ الرئيس الأسد نفى في المقابلات التي أعطاها مؤخّرا وجود هذه الوثائق وصحّتها مشيرا إلى أنّه من الممكن أن نصوّر أيّ شيء في أيّ مكان.
ولو كانت هذه الأمور تحصل فعلا في السجون السوريّة، فإنّي سأكون سعيدا بإلقاء الضوء عليها كما قال الرئيس الأسد.
وتتابع ماري ايف بيدار فتقول إنّ "القيصر" ما زال يتكتّم حول هويّته وتضيف:
لقد التقته مجموعة من المحامين البريطانيّين طوال عدّة أيّام للتأكّد ممّا يقوله ، كما أنّه أدلى بشهادته أمام الكونغرس الأميركي دون أن يكشف عن هويّته، ولم يتمّ الكشف عن هويّته إطلاقا لأسباب أمنيّة تتعلّق بحمايته وحماية افراد عائلته تقول خاتمة ماري ايف بيدار مراسلة راديو كندا في بيروت.
(راديو كندا الدولي وراديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.