نشرت صحيفة لا بريس في عددها الصادر اليوم مقالا للمؤرخ وعالم الاجتماع الكيبيكي جيرار بوشار تحت عنوان: " لو كنت مسلما " يؤكد في مستهله أنه لا يتوجه فيه للمسلمين، "فهم يدركون ما
سأقوله"، إنما لسائر الكيبيكيين ويتساءل : كيف نشعر عندما نكون غرباء في مجتمع ما ومختلفين عن الأكثرية؟
هذا السؤال مطروح بشدة حاليا بشأن الأقلية المسلمة وسأحاول أن أضع نفسي مكان هذا العربي المسلم الذي يعيش في مونتريال وإليكم النتيجة:
" بالإجمال أنا سعيد لكوني هنا في كيبيك فقد منحتني الحرية والحقوق والديموقراطية وفرصة إعادة تكوين حياتي، وأنا أقر بالجميل ، لكني أعيش في عدم استقرار وأمان. فلم أجد وظيفة بسرعة وكنا نعيش بفضل مساعدات الحكومة وكان الأمر مضايقا ومزعجا وعندما وجدت عملا كان من الصعب علي التأقلم بسرعة وها أنا أعمل في أحد المخازن بالرغم من شهادتي الجامعية. زوجتي تعمل بائعة في أحد الدكاكين ونعيش بتقشف وأولادنا متطلبون كثيرا ونحن نفكر بمستقبلهم ونحاول التوفير إذ نريد أن يتابعوا دراسات عالية كي تكون حياتهم أفضل من حياتنا.
ويتابع جيرار بوشار تصورَ نفسه مكان مهاجر عربي ومسلم : على غرار آخرين من جاليتنا، تعرضنا لرفض الآخرين ما دفعنا إلى التقوقع، فظهرنا مظهر من يرفض الاندماج. ومن الصعب علينا أن نسمع ما يقوله أطفالنا عما يتعرضون له أحيانا في المدرسة.
وأسوأ من كل ذلك هي الشكوك التي تحوم حولنا جراء الإرهاب مع أننا لسنا متدينين كثيرا، ونصلي في المسجد أحيانا ونصوم رمضان ليس أكثر . وأنا أستاء عندما يظهر بعض مدعي تمثيلنا في الإعلام فيعطي بعضهم عنا صورة سيئة.
المسنون منا يمارسون ضغوطا قوية على الشباب فهم متعلقون بتقاليدهم وهذا أمر طبيعي لكنه يتسبب بتوتر مزعج . أما بالنسبة إلى العلاقات بين الرجل والمرأة، فصحيح أن بعض المسلمين تلقوا تربية مختلفة عما هي الحال هنا، فلنترك لهم الوقت ليتعودوا. ونحن قلقون على مستقبل أولادنا ولكم نتمنى لو كان بإمكانهم أن يصبحوا كيبيكيين كما الآخرين لكن ليس بوسعنا أن نمحو ذاكرتهم. نحن محاطون بعائلات تعيش هنا منذ فترة طويلة وأولادهم راشدون ومتعلمون ومع ذلك يجدون صعوبة في إيجاد وظيفة مناسبة وهم لا يفهمون سبب هذه الصعوبة ما يصيبهم بالخيبة ويجعلهم ضد الجميع بمن فيهم أهلهم الذين أتوا بهم إلى هذه البلاد.
ويخلص المؤرخ وعالم الاجتماع الكيبيكي جيرار بوشار مقاله المنشور في لا بريس والذي يتحدث فيه كما لو كان عربيا مسلما:
نحن لا نفكر بترك كيبيك إذ أننا نشعر بأننا كيبيكيون، لكن أن تكون مسلما هنا أمر شديد التعقيد.
راديو كندا الدولي - صحيفة لابريس.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.