نشرت صحيفة ذي غلوب اند ميل تعليقا تناولت فيه مسألة إقالة الباحث في الدراسات الاسلاميّة في جامعة كيبيك في مونتريال هشام تيفلاتي من مركز الوقاية من التشدّد الذي يقود إلى العنف في مونتريال.
تقول الصحيفة إنّ إقالة تيفلاني جاءت على خلفيّة مقال منشور في صحيفة ذي تورونتو ستار يتحدّث عن "الأسلوب الفريد للإسلاموفوبيا" في كيبيك، ، شارك في توقيعه مع الباحث المعروف في شؤون مكافحة التشدّد امارنات اماراسينغام.
وتتابع الصحيفة مشيرة إلى أنّ الباحث في الدراسات الاسلاميّة هشام تيفلاتي في التاسعة والثلاثين من العمر.
وطلب منه المركز أن يستقيل بعد أسبوع على نشر المقال الذي أثار الجدل في كيبيك.
ويقول تيفلاتي إنّه وافق على الاستقالة لتهدئة الجدل وليتمكّن المركز من متابعة عمله المهمّ.
ويحمل المقال العنوان التالي: "كيبيك بحاجة لمواجهة مشكلتها مع الإسلاموفوبيا"، ويشير إلى حادثة وقعت مع شابّة مسلمة اعترضها احدهم على متن حافلة لأنّها كانت ترتدي غطاء الرأس.
ويربط المقال بين هذا النوع من الحوادث وخيبة أمل أصحاب الشابّة، وهم مجموعة من الشباب الذين توجّهوا للانضمام إلى الجهاديّين في سوريا.
وينشر المقال نتائج استطلاع للرأي في كيبيك يفيد أنّ 43 بالمئة من الكيبيكيّين يشعرون بعدم الارتياح إزاء الدين، ونصفَهم يشعرون بعدم الارتياح إزاء غطاء الرأس لدى المسلمات.
وتتابع ذي غلوب اند ميل فتشير إلى ما ورد في المقال بشأن "الشباب المسلمين الذين يجهدون ليجدوا مكانهم في كيبيك. فهم وُلدوا فيها وتعلّموا في مدارسها ولكنّهم كمسلمين لا يشعرون بالاشتمال في النسيج الاجتماعي للمقاطعة، المعادي لهويّتهم الدينيّة" كما ورد في المقال المنشور في صحيفة ذي تورونتو ستار.
وممّا ورد في المقال أيضا أنّ "الإسلاموفوبيا والعداء للمسلمين موجودة في كندا، ولكنّ طبيعة هذا العداء تبدو فريدة من نوعها ومقلقة في كيبيك".
ويقول هيرمان ديباريس اوكومبا رئيس مركز الوقاية من التشدّد الذي يقود إلى العنف إنّ التقرير يستند إلى عدد من الروايات ليشير إلى أنّ لدى المجتمع الكيبيكي اعتباراته الخاصّة بشأن الإسلاموفوبيا.
ونفى اوكومبا وجود أيّة ضغوط عامّة او سياسيّة دفعت بالمركز لدعوة تيفلاني لتقديم استقالته ، لكنّه أضاف بأنّ الباحث وقّع مقالا مستخدما اسم المركز دون علم مدير المركز بذلك.
"انا باحث أيضا، ولا يمكنني كباحث أن أتوصّل إلى نتيجة بشأن مجموعة ما بالاستناد إلى عيّنتين او ثلاث" قال مدير مركز الوقاية من التشدّد هيرمان دوباريس اوكومبا.
واعتبر أنّ المقال لم يكن مناسبا وكان مفرطا في المبالغة، مضيفا بأنّ من واجب الباحث أن يأخذ بعين الاعتبار الواقع في كيبيك، وأنّ المقاطعة ليست أسوأ من مقاطعات أخرى في كندا.
وتتابع ذي غلوب اند ميل فتشير إلى أنّ كاتبَي المقال لم يشيرا إلى أنّ لدى كيبيك بصورة خاصّة مشكلة أسوأ مع الإسلاموفوبيا من باقي المقاطعات، واستخدم المقال بدل ذلك تعابير مثل "فريد" و"مقلق".
واثار تعليقهما ردود فعل كثيرة على وسائط التواصل الاجتماعي.
وتنقل الصحيفة عن الباحث هشام تيفلاني أنّه أصيب بالدهشة بسبب ردود الفعل التي قوبل بها المقال في كيبيك حيث الجدل حول موقع الإسلام يدور منذ نحو عقد من الزمن وأكثر.
"لكيبيك تاريخها ولغتها وثقافتها وعلاقتها بالدين وهي فريدة" قال تيفلاني.
و الكيبيكيّون يتعاملون مع الإسلام من خلال إبراز تجربتهم الخاصّة مع الكاثوليكيّة، وهذا ما قصدناه من خلال استخدام تعبير" فريدة" قال تيفلاني.
وتشير ذي غلوب اند ميل إلى أنّ الجمعيّة الوطنيّة في كيبيك أصدرت قرارا بالإجماع الخريف الماضي تندّد فيه بالإسلاموفوبيا، ممّا اثار غضب بعض المجموعات القوميّة والمجموعات المعادية للإسلام.
وجاء القرار في أعقاب الجدل الذي أثير في كيبيك وفي مختلف أنحاء كندا بشأن السماح لسيّدة بارتداء النقاب لدى أداء القسم في مراسم الحصول على الجنسيّة الكنديّة.
وتنقل ذي غلوب اند ميل عن احد موقّعَي المقال ، امارنات اماراسينغام أنّ اللغة والقوميّة والعلمانيّة المتنامية بعد عقود من سيطرة رجال الدين الكاثوليك في كيبيك كانت وراء فكرة كتابة المقال، فضلا عن عشرات المقابلات مع شباب مسلمين في كندا ظهر من خلالها وجود "شعور بالإقصاء ابرز وأعمق في كيبيك".
لكنّ أيّا من كلّ ذلك لم يرد في المقال الذي يقع في 665 كلمة تقول ذي غلوب اند ميل.
"المسلمون يسيرون في الشوارع في كيبيك مع شعور أكبر بالقلق عمّا سمعته في أنحاء أخرى في كندا. لا أعرف كيف تحدّدون الكميّة ولكن طبيعته مختلفة بالتأكيد" قال اماراسينغام الرئيس المشارك لدراسة حول المقاتلين الأجانب الغربيّين اجرتها جامعة واترلو.
وفي ختام تعليقها، تنقل ذي غلوب اند ميل عن اماراسنغام قوله "إنّ استقالة هشام تيفلاني معبّرة تماما، وقلّة من الناس يرفّ لها جفن عندما يتمّ انتقاد الاسلاموفوبيا في باقي أنحاء كندا. ونحن نعرف أنّ الاسلاموفوبيا موجودة هنا ونقرّ بذلك" قال أماراسينغام.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.