درج رؤساء الحكومات الكنديّة على إعطاء مقابلة لوسائل الاعلام نهاية كلّ سنة، يتناولون فيها أحداث العام وأبرز المحطّات على الساحتين الكنديّة والعالميّة.
ولم يشذّ رئيس الحكومة الجديد جوستان ترودو عن القاعدة. ولكنّ المقابلة التي خصّ بها القسم الفرنسي في تلفزيون راديو كندا هيئة الاذاعة الكنديّة كانت خارجة عن المألوف.
فقد تحدّث رئيس الحكومة إلى الصحافي في راديو كندا باتريس روا في إحدى محطّات قطار الأنفاق في مونتريال.
وكان اللقاء مع المواطنين عفويّا، وطرح العديد منهم أسئلة على رئيس الحكومة الذي رحّب بجميع الذين صادف وجودهم في تلك المحطّة.
كما أجاب على أسئلة وردت عبر وسائط التواصل الاجتماعي إلى راديو كندا وبالطبع على أسئلة الصحافي باتريس روا.
يقول رئيس الحكومة في مستهلّ حديثه إنّه شارك في العديد من اللقاءات الدوليّة فور تولّيه مهامّه على رأس الحكومة ويضيف:
المؤكّد انّ هذه اللقاءات أتاحت الفرصة لإبراز صورة كندا كبلد منفتح وملتزم وناشط في الملفّات الكبرى كالتغييرات المناخيّة وملف المهاجرين، وإبراز الالتزام الايجابي بها.
ويتابع معربا عن أمله في أن تكون للّقاءات تلك مضاعفات إيجابيّة على الاقتصاد الكندي مؤكّدا أنه حاضر لورشة العمل في كندا.
وعن سؤال حول شخصيّته الجذّابة و الاعجاب الذي يحظى به حول العالم وسعي الجميع من سياسيّين و أصحاب أعمال واشخاص عاديّين لالتقاط صور سيلفي معه، والمخاوف من أن يقود ذلك نحو شيء من السطحيّة ، يقول جوستان ترودو إنّها ليست المرّة الأولى التي يُطرح فيها السؤال عليه ويضيف:
انا واثق من أنّ الناس يتفهّمون الأمر ويجدون هذا البعد الشعبي مسلّيا . وقد تحصل المبالغة إن أردت شخصيّا الاكتفاء بذلك يقول رئيس الحكومة جوستان ترودو.
ويضيف مؤكّدا أنّ سهولة التواصل مع المواطنين ومع الصحافيّين تتيح أمامه التعرّف عن قرب إلى الناس وتمثيلَهم بصورة أفضل.

وحول مشاركة كندا في التحالف الدولي ضدّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" ومشاركة جنود كنديّين في معارك ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة، يقول رئيس الحكومة الكنديّة إنّ كندا ستسحب طائراتها بطريقة مسؤولة وفق ما أكّدت عليه دوما وبالتنسيق مع حلفائها.
ويضيف أنّ بإمكان كندا في الوقت عينه أن تلعب دورا فاعلا على الصعيد الانساني وعلى صعيد استقبال المهاجرين.
ويجيب ترودو عن سؤال طرحته عليه مواطنة حول الارث الذي يعتقد أنّه سيتركه للكنديّين بعد ولايته الأولى على رأس الحكومة فيقول:
أودّ أن أبرز إلى أيّ مدى نحن متشابهون اكثر ممّا نحن مختلفين عن بعضنا البعض، وأنّ التعدّديّة الثقافيّة التي تميّز كيبيك وكندا هي مصدر قوّة وليست مصدر ضعف.
ويتابع مؤكّدا على أهميّة الاصغاء إلى الآخر والانفتاح عليه وأنّ بإمكان كندا أن تكون مثالا يُحتذى على هذا الصعيد.
ويجيب رئيس الحكومة عن سؤال طرحته مراهقة حول تشريع الماريهوانا في كندا فيقول إنّه من المهمّ التروّي في اتّخاذ القرار ويضيف:
نريد تشريع بيع الماريهوانا لسببين: الأوّل أنّ الشباب الذين لم يبلغوا بعد سنّ الرشد يجدون سهولة في الحصول عليه أكثر من سهولة الحصول على زجاجة بيرة أي جعة او علبة سجائر.
ومن المهمّ تأطير بيعها لحماية الشباب، يقول جوستان ترودو ويضيف أنّ السبب الثاني هو لحرمان عصابات الجريمة المنظّمة وعصابات الشوارع من الافادة من عائدات الماريهوانا.
ويوضح أنّ تشريع الماريهوانا لا يعني إطلاقا التشجيع على استهلاكها، تماما كما هي الحال بالنسبة للكحول.
و الهدف هو إعطاء المعلومات المناسبة حولها والاستثمار في جهود التوعية بشأنها.
وعن سؤال طرحه عليه أحد المواطنين حول استقبال اللاجئين، أشار رئيس الحكومة الكنديّة إلى أهميّة استقبال كندا اللاجئين السوريّين وإدماجهم في المجتمع وإعطائهم الفرصة للانطلاق في حياة جديدة وتحقيق النجاح وأضاف:
بالطبع سوريّا تعيش أزمة من نوع خاص، وهذا ما دفعنا للاهتمام باللاجئين السوريّين بصورة خاصّة. ولكنّنا نستمر في استقبال لاجئين من كلّ أنحاء العالم.
ونأمل أن يؤدّي عملنا الواقعي والمباشر في تغيير الخطاب الأوروبي إزاء السوريّين والافريقيّين وسواهم من اللاجئين قال رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو في حديثه لتلفزيون راديو كندا.
(راديو كندا الدولي وراديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.