الغارات الجويّة الروسيّة في سوريّا تسبّبت بقتل 200 من المدنيّين على الأقلّ وبدمار شامل، وفق ما ورد في تقرير صادر عن منظّمة العفو الدوليّة امنستي انترناشيونال.
ويشير التقرير إلى أنّ الغارات استهدفت مناطق سكّنيّة ومنازل ومسجدا وسوقا شعبيّة ويتحدّث عن حصول انتهاكات للقانون الدولي الانساني.
ويتحدّث التقرير عن هجمات وقعت ما بين الثلاثين من أيلول سبتمبر والتاسع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الماضيين ضدّ مواقع تنظيم "الدولة الاسلاميّة" وتنظيمات مسلّحة أخرى لمساعدة حليف موسكو الرئيس السوري بشّار الأسد.
ونفت موسكو أن تكون قد تسبّبت بقتل مدنيّين وأكّدت أنّها تحرص دوما على تجنّب المناطق السكنيّة.
ويقول فيليب لوثر مدير برنامج منظّمة العفو للشرق الأوسط وافريقيا إنّه "يبدو أنّ الغارات الروسيّة استهدفت مباشرة مدنيّين او منشآت مدنيّة من خلال استهداف أحياء سكنيّة تخلو ظاهريّا من أهداف عسكريّة. وقد تكون هذه الهجمات مرادفة لجرائم حرب" حسب قوله.
تقول بياتريس فوغرانت المديرة العامّة للفرع الكندي الفرنكوفوني في منظّمة العفو الدوليّة في حديث لتلفزيون راديو كندا هيئة الاذاعة الكنديّة إنّ ثمّة من يقول فعلا إن الحروب والصراعات تؤدّي إلى مقتل مدنيّين، ولكنّ للحرب قوانينها وقواعدها الدوليّة التي ينبغي احترامها وتضيف :
في حال عمدت روسيّا وأيّ دولة أخرى طرف في صراع مسلّح داخلي او دوليّ إلى التخلّي عن هذه القوانين، يصبح الأمر مقلقا تقول بياتريس فوغرانت.
والغارات أصابت المدنيّين في منطقة لا توجد فيها اهداف عسكريّة وفق فوغرانت التي تعطي مثالا على ذلك فتقول:
في محافظة ادلب تمّ استهداف سوق شعبيّة بثلاثة صواريخ ممّا أسفر عن مصرع 49 مدنيّا في مشهد رهيب.
وفي أحد الملاجئ، الذي لا يمكن اعتباره هدفا عسكريّا، أدّى القصف إلى مقتل 46 مدنيّا من بينهم 32 طفلا و11 امرأة تقول بياتريس فوغرانت المديرة العامّة للفرع الكندي الفرنكوفوني في منظّمة العفو الدوليّة وتضيف:
ما نستنكره بشدّة هو أنّ السلطات الروسيّة تكذب وتنكر كلّ ما يحدث بما في ذلك ما حصل في السوق الشعبيّة. وقد نشرت صورة مأخوذة عبر الأقمار الصناعيّة للمسجد لتؤكّد أنّه غير مدمّر.
وتتابع فتقول إن روسيّا استخدمت في مناطق سكنيّة قنابل غير موجّهة وقنابل عنقوديّة تحظر القوانين الدوليّة استخدامها.
وترى أنّ ما يجري خطير وأنّ من واجب روسيّا أن تجري تحقيقا وأن تعترف بالمسؤوليّة خصوصا أنّ الغارات التي تشنّها غير شرعيّة.
وعن سؤال حول دور نظام الرئيس الأسد في ما يجري تقول بياتريس فوغرانت إنّ منظّمة العفو الدوليّة أشارت في تقاريرها منذ عدّة سنوات إلى دور النظام السوري واحتمال ارتكابه جرائم حرب وتضيف:
نحن نطالب منذ 5 سنوات بإحالته أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة. والحكومة السوريّة شنّت هجمات أدّت إلى مقتل مدنيّين ، وهجمات استهدفت مدنيّين وينبغي أن تخضع للمحاكمة.
وتوضح بياتريس فوغرانت أنّ المنظّمة تناولت في تقريرها الأخير الغارات الروسيّة دون سواها.
كما تناولت المنظّمة في تقارير سابقة الغارات التي تشنّها قوّات التحالف ضدّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" التي لا تعمل بدعوة من حكومة الرئيس بشّار الأسد التي تسمح بالمقابل بالغارات الروسيّة تقول بياتريس فوغرانت وتتابع:
لقد أجرينا تحقيقا وقمنا بتوثيق الهجمات ضدّ المدنيّين التي شنّها التحالف بقيادة الولايات المتّحدة.
وسوف نوجّه خطابا إلى القيادة المركزيّة الأميركيّة لنستفسر منها بشأن التحقيقات المستقلّة وغير المنحازة التي ينبغي إجراؤها.
فقد جرى التحقيق في عشر فقط من أصل واحد وسبعين هجوما استهدف مدنيّين تقول بياتريس فوغرانت المديرة العامّة لفرع كندا الفرنكفوني في منظّمة العفو الدوليّة في ختام حديثها لتلفزيون راديو كندا.
(راديو كندا الدولي وراديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.