يتحدث المؤيدون الفصحاء للماريجوانا (القنب الهندي) الطبية بثقة وبلا كلل عن قيمتها العلاجية، وغالباً ما يصفونها بأنها غير مؤذية وخالية من المخاطر، لكن التحدي الذي يواجه الأطباء هو أنه، خلافاً لما هي الحال مع معظم العقاقير، يوجد نقص في الأدلة العلمية الداعمة لتصنيف الماريجوانا كدواء ولوصف فوائدها وتعداد آثارها الجانبية وتحديد المقدار المناسب الذي يجب استهلاكه منها لأهداف علاجية. فالماريجوانا الطبية، وبكل بساطة، لم تخضع للاختبار بالمقدار نفسه الذي تخضع له معظم سائر الأدوية، حتى أن الأطباء الراغبين بوصفها لا يعرفون عنها بقدر ما يجب أن يعرفوه، كتبت اليوم صحيفة "ذي غلوب آند ميل" في مقال بعنوان "أدلة، من فضلكم، على الماريجوانا الطبية".
كدواء لا تزال الماريجوانا تحتاج للدراسة كي يشعر الأطباء الذين يصفونها أنهم يقومون بذلك استناداً إلى أدلة علمية لا إلى الحكايات، تضيف الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا.
يمكن أن نفهم أن الأشخاص الذين وجدوا الفرج من خلال استهلاك الماريجوانا، أو أولئك الذين يريدون بكل بساطة التمتع بقدرتها التقليدية على الترويح عن النفس دون التعرض للملاحقة القانونية، قد ضاقت صدورهم من البطء في الأبحاث العلمية حول الماريجوانا، لكنه دوماً من غير المنطقي تجاهل الحذر العلمي. وفي أحد مجالات الاستخدام العلاجي للماريجوانا هناك حاجة لمقاربة أكثر عمقاً لتقييم المخاطر، تشير "ذي غلوب آند مايل".

وتوضح الصحيفة أن الأهالي في كندا يطلبون بصورة متزايدة من الأطباء أن يصفوا الماريجوانا الطبية لأولادهم، وتضيف أن الجمعية الكندية لأطباء الأطفال (Canadian Paediatric Society) تعاملت مع هذه المسألة بإصدار بيان أكدت فيه على ندرة المعلومات بشأن هذا العقّار الذي يبدو أنه حصل على تصريح دخول مجاني كعلاج متعدد الأغراض.
وتقول "ذي غلوب آند مايل" إن الجمعية الكندية لأطباء الأطفال تقر بالاستخدام التاريخي للماريجوانا لمعالجة حالة معروفة بالصرع الحراري. لكن الأدلة لدعم أقاويل عن التأثيرات الإيجابية للماريجوانا في هذا المجال ضئيلة.
يبدو أن الأدوية المستخرجة من القنب تخفف الآلام والشُناج لدى البالغين المصابين بالتصلب المتعدد. لكن الاستخدام العام للماريجوانا كمسكّن للألم عند الأطفال هو أمر أكثر إشكالية، فالمنافع في هذا المجال لم تُدرس كما ينبغي وقد ينجم عن هذا الاستخدام آثار ضارة. كما أن الأطفال الذين يستهلكون الماريجوانا بهدف العلاج قد يكونون أيضاً أكثر عرضة للاعتماد على هذا العقّار من البالغين.
قد تشكل الماريجوانا الطبية علاجاً ممتازاً في حالات عديدة، لكن الطب علم يستند إلى الأدلة، تختم "ذي غلوب آند مايل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.