لاجئون سوريّون وصلوا إلى مقاطعة نيوبرنسويك في 19-12-2015

لاجئون سوريّون وصلوا إلى مقاطعة نيوبرنسويك في 19-12-2015
Photo Credit: Radio-Canada

من الصحافة الكنديّة: “التغلّب على الخوف”

نشرت صحيفة لودوفوار تعليقا بقلم الصحافي برنار ديكوتو تتناول فيه ملف ّ اللاجئين وملفّ سكّان كندا الأصليّين.

فتحت عنوان: التغلّب على المخاوف" كتبت الصحيفة مشيرة إلى  أنّ الحدث السياسي الأبرز في كندا هذه السنة تمثّل في فوز جوستان ترودو برئاسة الحكومة.

وعلى الصعيد الاجتماعي برز حدثان مهمّان: استقبال كندا للاجئين السوريّين وتقرير لجنة الحقيقة والمصالحة حول تلاميذ المدارس الداخليّة من أبناء السكّان الأصليّين.

وتتابع الصحيفة فتقول إنّه غالبا ما يتمّ توجيه الانتقادات للسياسيّين لأنّهم يتصرّفون بالاستناد إلى استطلاعات الرأي.

ولو استندوا إلى الرأي العام، لكانت كندا قد أغلقت أبوابها في وجه اللاجئين كما تفعل الولايات المتّحدة.

فالرأي العام تأثّر للغاية بصورة الطفل السوري الغريق ايلان كردي الذي كان يسعى مع عائلته للجوء إلى كندا.

لكنّ  حماس الرأي العام اصيب بالفتور بعد هجمات 13 تشرين الثاني نوفمبر في باريس.

واعرب كلّ كندي من أصل اثنين عن معارضته لخطّة الحكومة باستقبال 25 ألف لاجئ سوري .

وتتابع لودوفوار فتقول إنّه ليس في كندا ولحسن الحظ دونالد ترامب المرشّح الرئاسي الأميركي) يستغلّ الوضع ليثير المخاوف.

وعلى العكس من ذلك، أيّد السياسيّون الكنديّون والكيبيكيّون صراحة استقبال اللاجئين.

ووحده رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر كانت لديه بعض التحفّظات وكان يعتزم استقبال أعداد أقلّ من اللاجئين.

وترى لودوفوار أنّ ما من سياسي كندي يجرؤ على معارضة استقبال اللاجئين.

وقد استقبلت كندا خلال العقود الخمسة الماضية مهاجرين من هنغاريا وفيتنام وكوسوفو.

ولكنّها كانت ترفض اللاجئين خلال الحرب العالميّة الثانية وسجنت مواطنين من أصول يابانيّة وألمانيّة وايطاليّة.

وبعد الحرب استقبلت أعدادا صغيرة من الذين هجّرتهم الحرب عن ديارهم.

واغلقت كندا ابوابها في وجه المهاجرين اليهود الهاربين من النازيّة.

وتتابع لودوفوار فتشير إلى توجّس بعض المواطنين من وصول هذا العدد الكبير من اللاجئين.

وترى أنّه من المهمّ عدم الخلط بين المخاوف وكره الأجانب.

وموقف الكنديّين ظهر لدى وصول أوّل دفعة من اللاجئين.

فقد سارع السياسيّون لاستقبالهم وساهمت العائلات والمؤسّسات في مساعدتهم بسخاء.

رئيس لجنة الحقيقة والمصالحة القاضي مورّاي سانكلير
رئيس لجنة الحقيقة والمصالحة القاضي مورّاي سانكلير © CBC/ هيئة الاذاعة الكنديّة

وتشير الصحيفة إلى وجود لاجئين من الداخل في كندا هم السكّان الأصليّون ، وهم مواطنون من الدرجة الثانية كما ينصّ عليه القانون حول السكّان الأصليّين.

و التقرير الذي نشرته لجنة الحقيقة والمصالحة ارغم كندا على  النظر إلى واقع تغاضت عنه والتكفير عمّا فعلته.

واعتبر التقرير سياسة ادماج أبناء السكّان الأصليّين في مجتمع البيض من خلال إدخالهم إلى المدارس الداخليّة الالزاميّة بمثابة إبادة ثقافيّة.

ويمكن حتّى استخدام كلمة عنصريّة في هذه الحال تقول لودوفوار.

فقد كانت هنالك سياسة عنصريّة مؤسّسيّة تمارسها الحكومات والمؤسّسات القضائيّة والدينيّة والشرطة.

وعلى مدى قرون عديدة، تمّ إرسال 150 ألف طفل من أبناء السكّان الأصليّين إلى المدارس الداخليّة لإبعادهم عن ثقافتهم ليصبحوا كالبيض .

ويتحدّث تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة عن آلاف حالات سوء المعاملة والعنف الجسدي والجنسي.

واليوم ظهرت الحقيقة، وتمّت معرفة الوقائع وتمّ التعبير عن الأسف لما حدث.

ولا يمكن التغاضي عن أنّ الحكومة الكنديّة كانت أسرع في تقديم اعتذارها للجالية اليابانيّة عن اعتقال عدد من أبنائها خلال الحرب العالميّة الثانية.

فقد تمّ الاعتذار ودفع التعويضات عام 1988 تقول لودوفوار، وتتساءل إن كان السكّان الأصليّون مواطنين من الدرجة الثانية.

وتجيب بالإيجاب بدليل المقاييس التي تمارسها الحكومة بالنسبة للبيض و للسكّان الأصليّين.

وتعتبر لودوفوار أنّ تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة ولّد شعورا بالذنب لدى البعض وتشير إلى أنّ رئيس الحكومة جوستان ترودو تعهّد بالالتزام بالتوصيات التي وردت فيه.

وتخلص الصحيفة مؤكّدة على أهميّة تغيير العقليّة بعد اليوم وإقامة علاقات احترام متبادل بين السكّان الأصليّين وسواهم.

استمعوا
فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.