تحت عنوان: " الميلاد يحقق المستحيل " نشرت صحيفة لو دوفوار مقالا للاب فيليكس روبيرج يقول فيه:
بودي أن أعترف لكم أنني، مع اقتراب كل ليلة ميلاد، تمتلئ عيناي بالدموع وأنا أتذكر هدنة الميلاد عام 1914. فبالرغم من التعب والجوع وفقدان الأمل بلقاء الأهل والصدمة بفداحة الخسائر، وقع ما لم يكن ممكنا إذا وضع الجنود أسلحتهم جانبا وخرجوا من الخنادق حاملين الشموع والتقوا بالأعداء ليكتشفوا أن من كانوا يعتبرونهم وحوشا ضارية هم في الواقع بشر آخرون يعانون مثلهم المخاوف، وأن بالإمكان أن يتقاسموا معهم الحلوى وأن يتمنوا لهم ميلادا مجيدا. وفي وسط تلك المذبحة الرهيبة شهدنا لحظةَ إنسانية وأخوّة . وأنا أعتقد أن ميلاد هذه السنة يدعونا إلى الخروج من خنادقنا.
ويتابع الأب فيليكس روبيرج: إن الميلاد يوحي دائما بالفرح والسعادة ولكن بالواقع ، فهو لكثيرين، فترة قاسية من السنة مرادفة للحزن والعذاب. فالميلاد يذكرنا دائما بما ينقصنا أو بمن رحلوا عن هذه الدنيا أو بالفرح الناقص من حياتنا ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن الميلاد هو للقادرين على منح الكثير من الهدايا وتلقي الكثير منها وأنه لمن له عائلات يحتفل معها ولمن لا يملكون أي سبب للتعاسة وأن الميلاد ليس للفقراء، كما مريم ويوسف، وليس للرعاة المنبوذين من المجتمع .
لكن هذا ليس صحيحا ، يقول الأب فيليكس روبيرج فالميلاد الحقيقي موجود من أجلهم. والميلاد ليس فترة لننسى مشاكلنا إنما هو فرصة للخروج من خنادقنا وجمع كل ما يشغلنا ويتعبنا وتقديمه للطفل يسوع المولود ويبدو أنه لا يريد إلا هذا هدية لذكرى ولادته وبالمقابل، فهو يمنحنا حياته.
ويتابع الأب فيليكس روبيرج: وعندما نخرج من خنادقنا، نشعر بحاجة للآخر، فوسط ليالينا انبثق النور وفي أعماق صمتنا انفجرت أنشودة فرح ومن قلب محنتنا ولد رجاء. والطفل الذي ولد منذ ألفي عام ونحتفل اليوم بميلاده يمكنه أن يكون النور الذي يضيء حياتنا وينير ظلماتنا. وإذا كانت الأمور تسير بخير في حياتنا اليوم فعلينا أن نكون نحن النور للذين بحاجة للنور، أن نذهب للآخرين، وأن ندع الآخرين يأتون إلينا.
فلنخرج اليوم من خنادقنا ونذهب باتجاه الغرباء لنتمنى لهم ميلادا سعيدا ولندع غير الممكن يتحقق، يخلص الأب فيليكس روبيرج مقاله المنشور اليوم في صحيفة لو دوفوار.
راديو كندا الدولي - صحيفة لو دوفواراستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.