مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.
ذي غلوب اند ميل: كندا في العراق
تحت عنوان: " ماذا يفعل الليبيراليون (الكنديون) في العراق " ، علقت صحيفة ذي غلوب أند ميل عن استمرار المشاركة الكندية في الحرب في العراق إلى جانب دول التحالف بالرغم من تعهد رئيس الحكومة الليبيرالية جوستان ترودو بوقف المهمة القتالية للجيش الكندي في العراق وسوريا.
ورأت الصحيفة أن تعهد الليبيراليين لم يكن واضحا عما يعني ذلك على الصعيد العملي، باستثناء تعهد واحد واضح جدا وهو سحب الطائرات المقاتلة. وبالرغم من مرور شهرين على وصول الليبيراليين إلى السلطة فإن مهمة كندا العسكرية لم تتغير أبدا عما كانت عليه خلال ولاية حكومة المحافظين السابقة: فالمدربون ما زالوا على الأرض وأحيانا كثيرة بمحاذاة الحدود ما يضطرهم إلى التدخل، وطائرات سي إف 18 ما زالت تقوم بغارات ضد مواقع "الدولة الإسلامية" بينما كان مقررا سحبها حتى قبل نهاية آذار – مارس المقبل ، وهو الموعد الذي كان حدده المحافظون، لا بل أعلن وزير الدفاع الكندي الأسبوع الفائت أنه سيتم سحبها في مهلة لا تتعدى الستة اشهر، فهل يعني ذلك تمديد المهمة بدل تقصيرها؟
إن الارتباك حول سياسة الحكومة الليبيرالية في العراق يزداد يوما عن يوم حول ما تنوي فعله أو عدم فعله ومتى يتم ذلك ولماذا. وتذكّر الغلوب أند ميل بالهجوم الواسع الذي شنه مسلحو "الدولة الإسلامية" الاسبوع الفائت على أحد مواقع الأكراد الحدودية وتصدي "الخبراء" الكنديين واستعمالهم الطائرات ما يجعل صفة "الخبراء" تبدو بعيدة عن معناها الأصلي.
وتعتبر الصحيفة أنه بات من المفروض على الحكومة الكندية توضيح المهمة في العراق. ولتحقيق ذلك عليهم أخذ العبر من تصرفهم في مسألة اللاجئين السوريين ففي البداية اعتمدوا المبادئ الجيدة لكن السياسة الخاطئة. فالمبادئ كانت تتمحور حول ضرورة أن تكون كندا سخية ومنفتحة، أي ليبيرالية ولكن على صعيد التنفيذ فالتعهد باستقبال خمسة وعشرين ألف لاجئ مع حلول نهاية العام كان قرارا متهورا وسرعان ما اكتشفوا لدى وصولهم إلى السلطة أن الأمر غير ممكن وبعد الإصرار على المضي قدما في المسار، اضطرت الحكومة للتراجع، وكانت النتيجة لصالح اللاجئين وكندا والحكومة الليبيرالية. صحيح أنها تراجعت عن تعهدها ومددت المهلة إلى ثلاثة أشهر، لكنها حافظت على مبادئها ولا شك أن هذا التصرف سيكسبها أصوات الناخبين، وهي تستحق ذلك.
وتتابع الغلوب أند ميل: لقد نجحت الحكومة في تحويل مسألة اللاجئين من خطأ سياسي إلى سياسة رابحة عبر التركيز على المبادئ. من هنا السؤال: ماذا تحاول الحكومة تحقيقه في العراق؟ ما هي المبادئ التي تقود سياستها؟ نحن لا نعرف، فهل الحكومة نفسها تعرف؟
إن التعهد بسحب الطائرات المقاتلة في وقت تستمر فيه المشاركة العسكرية بطريقة أخرى، سياسة من الصعب فهمها: فهل هي موقف مبدئي أخلاقي ضد القتال؟ إذا كانت كذلك، فلا معنى لها لأن المدربين الكنديين على الارض هم في قلب مناطق القتال. هل هي لتقليص خطر وقوع ضحايا كنديين؟ فاستعمال الطائرات مع عدم توفر دفاعات أرضية هو أقل خطرا بكثير من التواجد على الأرض . هل الفكرة نابعة من أن المدربين على الأرض هم أكثر فاعلية من الطائرات لمساعدة الأكراد في مواجهة المسلحين؟ إذا كان الأمر كذلك، فالليبيراليون لم يستعملوا أبدا هذه الحجة لا بل بالعكس فالسياسة الكندية يمكن اختصارها بالتالي: سنسحب الطائرات قريبا ولكن ليس حالا، لأننا تعهدنا بذلك بالرغم من عدم تمكننا من شرح هذا التعهد. إن الكنديين يستحقون أفضل من هذه السياسة تخلص الغلوب أند ميل تعليقها.

لودوفوار: التغلّب على المخاوف
نشرت صحيفة لودوفوار تعليقا بقلم الصحافي برنار ديكوتو تتناول فيه ملف ّ اللاجئين وملفّ سكّان كندا الأصليّين.
فتحت عنوان: التغلّب على المخاوف" كتبت الصحيفة
مشيرة إلى أنّ الحدث السياسي الأبرز في كندا هذه السنة تمثّل في فوز جوستان ترودو برئاسة الحكومة.
على الصعيد السياسي أوّلا، انتخاب حكومة جديدة برئاسة جوستان ترودو.
وعلى الصعيد الاجتماعي برز حدثان مهمّان: استقبال كندا للاجئين السوريّين وتقرير لجنة الحقيقة والمصالحة حول تلاميذ المدارس الداخليّة من أبناء السكّان الأصليّين.
وتتابع الصحيفة فتقول إنّه غالبا ما يتمّ توجيه الانتقادات للسياسيّين لأنّهم يتصرّفون بالاستناد إلى استطلاعات الرأي.
ولو استندوا إلى الرأي العام، لكانت كندا قد أغلقت أبوابها في وجه اللاجئين كما تفعل الولايات المتّحدة.
فالرأي العام تأثّر للغاية بصورة الطفل السوري الغريق ايلان كردي الذي كان يسعى مع عائلته للجوء إلى كندا.
لكنّ حماس الرأي العام اصيب بالفتور بعد هجمات 13 تشرين الثاني نوفمبر في باريس.
واعرب كلّ كندي من أصل اثنين عن معارضته لخطّة الحكومة باستقبال 25 ألف لاجئ سوري .
وتتابع لودوفوار فتقول إنّه ليس في كندا ولحسن الحظ دونالد ترامب المرشّح الرئاسي الأميركي) يستغلّ الوضع ليثير المخاوف.
وعلى العكس من ذلك، أيّد السياسيّون الكنديّون والكيبيكيّون صراحة استقبال اللاجئين.
ووحده رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر كانت لديه بعض التحفّظات وكان يعتزم استقبال أعداد أقلّ من اللاجئين.
وترى لودوفوار أنّ ما من سياسي كندي يجرؤ على معارضة استقبال اللاجئين.
وقد استقبلت كندا خلال العقود الخمسة الماضية مهاجرين من هنغاريا وفيتنام وكوسوفو.
ولكنّها كانت ترفض اللاجئين خلال الحرب العالميّة الثانية وسجنت مواطنين من أصول يابانيّة وألمانيّة وايطاليّة.
وبعد الحرب استقبلت أعدادا صغيرة من الذين هجّرتهم الحرب عن ديارهم.
واغلقت كندا ابوابها في وجه المهاجرين اليهود الهاربين من النازيّة.
وتتابع لودوفوار فتشير إلى توجّس بعض المواطنين من وصول هذا العدد الكبير من اللاجئين.
وترى أنّه من المهمّ عدم الخلط بين المخاوف وكره الأجانب.
وموقف الكنديّين ظهر لدى وصول أوّل دفعة من اللاجئين.
فقد سارع السياسيّون لاستقبالهم وساهمت العائلات والمؤسّسات في مساعدتهم بسخاء.
وتشير الصحيفة إلى وجود لاجئين من الداخل في كندا هم السكّان الأصليّون ، وهم مواطنون من الدرجة الثانية كما ينصّ عليه القانون حول السكّان الأصليّين.
و التقرير الذي نشرته لجنة الحقيقة والمصالحة ارغم كندا على النظر إلى واقع تغاضت عنه والتكفير عمّا فعلته.
واعتبر التقرير سياسة ادماج أبناء السكّان الأصليّين في مجتمع البيض من خلال إدخالهم إلى المدارس الداخليّة الالزاميّة بمثابة إبادة ثقافيّة.
ويمكن حتّى استخدام كلمة عنصريّة في هذه الحال تقول لودوفوار.
فقد كانت هنالك سياسة عنصريّة مؤسّسيّة تمارسها الحكومات والمؤسّسات القضائيّة والدينيّة والشرطة.
وعلى مدى قرون عديدة، تمّ إرسال 150 ألف طفل من أبناء السكّان الأصليّين إلى المدارس الداخليّة لإبعادهم عن ثقافتهم ليصبحوا كالبيض .
ويتحدّث تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة عن آلاف حالات سوء المعاملة والعنف الجسدي والجنسي.
واليوم ظهرت الحقيقة، وتمّت معرفة الوقائع وتمّ التعبير عن الأسف لما حدث.
ولا يمكن التغاضي عن أنّ الحكومة الكنديّة كانت أسرع في تقديم اعتذارها للجالية اليابانيّة عن اعتقال عدد من أبنائها خلال الحرب العالميّة الثانية.
فقد تمّ الاعتذار ودفع التعويضات عام 1988 تقول لودوفوار، وتتساءل إن كان السكّان الأصليّون مواطنين من الدرجة الثانية.
وتجيب بالإيجاب بدليل المقاييس التي تمارسها الحكومة بالنسبة للبيض و للسكّان الأصليّين.
وتعتبر لودوفوار أنّ تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة ولّد شعورا بالذنب لدى البعض وتشير إلى أنّ رئيس الحكومة جوستان ترودو تعهّد بالالتزام بالتوصيات التي وردت فيه.
وتخلص الصحيفة مؤكّدة على أهميّة تغيير العقليّة بعد اليوم وإقامة علاقات احترام متبادل بين السكّان الأصليّين وسواهم.

يتحدث المؤيدون الفصحاء للماريجوانا (القنب الهندي) الطبية بثقة وبلا كلل عن قيمتها العلاجية، وغالباً ما يصفونها بأنها غير مؤذية وخالية من المخاطر، لكن التحدي الذي يواجه الأطباء هو أنه، خلافاً لما هي الحال مع معظم العقاقير، يوجد نقص في الأدلة العلمية الداعمة لتصنيف الماريجوانا كدواء ولوصف فوائدها وتعداد آثارها الجانبية وتحديد المقدار المناسب الذي يجب استهلاكه منها لأهداف علاجية. فالماريجوانا الطبية، وبكل بساطة، لم تخضع للاختبار بالمقدار نفسه الذي تخضع له معظم سائر الأدوية، حتى أن الأطباء الراغبين بوصفها لا يعرفون عنها بقدر ما يجب أن يعرفوه، كتبت صحيفة "ذي غلوب آند ميل" في مقال بعنوان "أدلة، من فضلكم، على الماريجوانا الطبية".
كدواء لا تزال الماريجوانا تحتاج للدراسة كي يشعر الأطباء الذين يصفونها أنهم يقومون بذلك استناداً إلى أدلة علمية لا إلى الحكايات، تضيف الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا.
يمكن أن نفهم أن الأشخاص الذين وجدوا الفرج من خلال استهلاك الماريجوانا، أو أولئك الذين يريدون بكل بساطة التمتع بقدرتها التقليدية على الترويح عن النفس دون التعرض للملاحقة القانونية، قد ضاقت صدورهم من البطء في الأبحاث العلمية حول الماريجوانا، لكنه دوماً من غير المنطقي تجاهل الحذر العلمي. وفي أحد مجالات الاستخدام العلاجي للماريجوانا هناك حاجة لمقاربة أكثر عمقاً لتقييم المخاطر، تشير "ذي غلوب آند مايل".
وتوضح الصحيفة أن الأهالي في كندا يطلبون بصورة متزايدة من الأطباء أن يصفوا الماريجوانا الطبية لأولادهم، وتضيف أن الجمعية الكندية لأطباء الأطفال (Canadian Paediatric Society) تعاملت مع هذه المسألة بإصدار بيان أكدت فيه على ندرة المعلومات بشأن هذا العقّار الذي يبدو أنه حصل على تصريح دخول مجاني كعلاج متعدد الأغراض.
وتقول "ذي غلوب آند ميل" إن الجمعية الكندية لأطباء الأطفال تقر بالاستخدام التاريخي للماريجوانا لمعالجة حالة معروفة بالصرع الحراري. لكن الأدلة لدعم أقاويل عن التأثيرات الإيجابية للماريجوانا في هذا المجال ضئيلة.
يبدو أن الأدوية المستخرجة من القنب تخفف الآلام والشُناج لدى البالغين المصابين بالتصلب المتعدد. لكن الاستخدام العام للماريجوانا كمسكّن للألم عند الأطفال هو أمر أكثر إشكالية، فالمنافع في هذا المجال لم تُدرس كما ينبغي وقد ينجم عن هذا الاستخدام آثار ضارة. كما أن الأطفال الذين يستهلكون الماريجوانا بهدف العلاج قد يكونون أيضاً أكثر عرضة للاعتماد على هذا العقّار من البالغين.
قد تشكل الماريجوانا الطبية علاجاً ممتازاً في حالات عديدة، لكن الطب علم يستند إلى الأدلة، تختم "ذي غلوب آند ميل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.