وزيرا الخارجيّة الأميركي جون كيري (إلى اليمين) والروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع مجلس الأمن حول الأزمة في  سوريّا

وزيرا الخارجيّة الأميركي جون كيري (إلى اليمين) والروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع مجلس الأمن حول الأزمة في سوريّا
Photo Credit: Eduardo Munoz / Reuters

من الصحافة الكنديّة: بين عامي 2015 و2016

أحداث العام 2015 وملفّ اللاجئين السوريّين موضوعان في جولتنا على الصحف الكنديّة.

بين عامي 2015 و 2016 ، عنوان مقال وقّعه الصحافي والمحلّل السياسي فرانسوا بروسو في صحيفة لودوفوار.

تقول الصحيفة إنّ العام 2015 حفل بالعديد من الأخبار السيّئة، من الحرب في سوريّا إلى مأساة النازحين نحو اوروبا والهجمات الإرهابيّة التي طاولت ثلاث قارّات، وصعود الديماغوجيّة والأزمة الاقتصاديّة الكامنة في اليونان والأزمة في اوكرانيا.

فمن مارين لوبين ودونالد ترامب إلى سواحل اوروبا الجنوبيّة وصولا إلى المحيط الهندي، ومن رمال مالي إلى وسط باريس، تعدّدت الأسباب ليوصف العام 2015 بأنّه العام المروّع.

وتتحدّث الصحيفة عن شعور بالقدريّة والعجز إزاء الجهاديّين الذين يتغذّون من الضربات التي تُكال لهم ، والديمقراطيّة التي يتراجع الايمان بها أكثر وأكثر، واوروبا التي تفقد يوما بعد يوم من تناغمها وتتحصّن إزاء تهديدات واقعيّة او غير واقعيّة، والتي تغريها حلول ليست في الواقع حلولا كما تقول لودوفوار.

وإن صدّقنا وسائل الاعلام التي تفقد هي الأخرى من رونقها، فقد غلبت الأخبار السيّئة على الجيّد منها خلال العام 2015، دون أن تغيب عنها بعض بوادر الأمل.

وفيما عدا اتّفاق المناخ في باريس الذي كان بلسما رمزيّا مع نهاية السنة، فقد راهن العديد من السياسيّين من أمثال جون كيري وحسن روحاني على المستقبل، وعلى عودة الشعب الايراني تدريجيّا إلى  المحفل الدولي.

ورغم تأكيد الطرفين بعد التوقيع على الاتّفاق بأنّه فقط بشأن الملفّ النووي الايراني، وأنّ البلدين لم يصبحا صديقين ولا حليفين،  ولن تتجسّد الفوائد الجيوسياسيّة قريبا على أرض الواقع.

ورغم ذلك فقد جلس الطرفان معا وتحاورا وسيتابعان التحاور.

وتتابع لودوفوار فتقول إنّ العام 2015 شهد كذلك فتح صفحة جديدة من العلاقات بين كوبا والولايات المتّحدة و نهاية قطيعة استمرّت نحو نصف قرن بين البلدين.

وتتساءل الصحيفة إن كانت الأزمة في سوريّا ستصل إلى نهاية النفق المظلم عام 2016 وإن كان التمدّد السرطاني للجهاديّين كما تقول لودوفوار سيستمرّ في ليبيا والعراق وحتّى في مصر.

وهل سيزرعون الرعب في اوروبا والولايات المتّحدة بهدف تراجع الديمقراطيّة وتنامي الديماغوجيّة.

وتجيب أنّه بعد سنوات من الانسداد، ثمّة بوادر تغيير طفيفة ظهرت في سوريّا مع نهاية السنة الحاليّة.

العلمان الأميركي والكوبي يرفرفان فوق سفارة الولايات المتّحدة في العاصمة الكوبيّة هافانا
العلمان الأميركي والكوبي يرفرفان فوق سفارة الولايات المتّحدة في العاصمة الكوبيّة هافانا © PC/AP/Ramon Espinosa

وتتحدّث لودوفوار عن التدخّل العسكري الروسي الذي بدا شبيها بالانتصار الجيوسياسي.

وتضيف أنّ بوتين هو حاليّا غارق في مستنقع الشرق الأوسط الذي يعرفه جيّدا البريطانيّون والفرنسيّون والأميركيّون، ما قد يقود إلى تقارب غير منتظر في المواقف بين بوتين و "خصومه" الغربيّين ويحيي الآمال على هذه الجبهة بالنسبة للعام المقبل.

وتشير لودوفوار إلى أنّ الغرب يشكّك بنفسه نتيجة إعياء الليبراليّة السياسيّة.

ويلعب على هذين الاعياء والتشكيك كلّ من مارين لوبين في فرنسا ودونالد ترامب في الولايات المتّحدة. ومن غير المؤكّد أنّهما سينجحان.

و كل المؤشّرات تميل نحو التشاؤم مع نهاية العام 2015 تقول لودوفوار وتنقل عن الكاتب والمفكّر الفرنسي جاك اتالي اعتقاده أنّ هزيمة الديمقراطيّة وأزمة اقتصاديّة وحتّى حربا تلوح في الأفق.

وتخلص الصحيفة داعية إلى الرهان المقابل، أي أن يكون العام المقبل أقلّ يأسا من العام 2015.

في الشأن الكندي والدولي، أفردت صحيفة ذي غلوب اند ميل  مساحات واسعة من صفحاتها لملفّ اللاجئين السوريّين فأشارت  في عنوانها إلى حلاوة الوصول إلى كندا ومرارة البقاء على قيد الحياة في المخيّمات.

وتتحدّث الصحيفة عن تجربة عائلة  دلع السوريّة  التي غادرت لبنان نحو كندا وتشير إلى أنّ موعد السفر تأجّل ثلاث مرّات ممّا أثار قلقهم الشديد.

وكادوا أن يفقدوا الأمل،  لكنّهم تمكّنوا أخيرا وفي محاولتهم الرابعة  في الذهاب إلى المطار، من مغادرة بيروت باتّجاه كندا.

وتنقل الصحيفة عن أفراد العائلة مشاعرهم لدى رؤيتهم مدينة ادمنتون من نافذة الطائرة.

وتضيف فتشير إلى عائلة زمزم التي وصلت واستقرّت في ادمنتون والتي كانت مكفولة من قبل معهد سانت جوزيف التابع لجامعة البرتا.

وتضيف ذي غلوب اند ميل أن أفراد عائلة دلع هم من بين 25 ألف لاجئ تعتزم كندا استقبالهم قبل نهاية شهر شباط فبراير المقبل 2016.

و يتمّ البتّ في مئات طلبات اللجوء يوميّا  لهذه الغاية في لبنان والأردن.

والصعوبات التي واجهتها عائلة دلع تعود إلى كثرة المعاملات التي ينبغي إتمامها قبل بلوغ المرحلة النهائيّة من عمليّة اللجوء.

وتتحدّث ذي غلوب اند ميل عن معاناة اللاجئين السوريّين في المخيّمات.

وتشير إلى معاناة السوري محمّد محاميد اللاجئ في مخيّم الزعتري في الأردن الذي تعرّض للتعذيب على يد قوّات الأمن السوريّة.

وتضيف أنّه دخل مدرسة في المخيّم تابعة لمنظّمة اليونيسيف حيث تمكّن من تجاوز محنته بفضل المساعدة النفسيّة التي لقيها.

وزير الهجرة الكندي جون ماكالوم( الثاني من اليسار) ووزير الدفاع هارجيت سجّان في زيارة لمخيّم الزعتري للاجئين في الأردن
وزير الهجرة الكندي جون ماكالوم( الثاني من اليسار) ووزير الدفاع هارجيت سجّان في زيارة لمخيّم الزعتري للاجئين في الأردن © PC/Paul Chiasson

لكنّه اضطرّ بعد ذلك لترك مقاعد الدراسة والعمل إلى جانب والده للمساعدة في إعالة أسرته.

وعمل في قطاف الزيتون والبندورة وكان يتلقّى دينارا أردنيّا عن كلّ ساعة عمل.

وتقول إنّ آثار التعذيب الذي تعرّض له في بلده الأم ما زالت تظهر على وجهه وقد تأثّر والده كثيرا عندما اضطرّ ابنه الوحيد لترك المدرسة .

وتضيف ذي غلوب اند ميل بأنّ محمّد واحد من بين نحو 80 ألف لاجئ سوري في مخيّم الزعتري وما يزيد على 4 ملايين لاجئ سوري في دول الجوار، 51 % منهم دون السابعة عشرة من العمر.

و لم يساهم المجتمع الدولي إلاّ ب 45 % من أصل 4،5 مليارات دولار تحتاجها  وكالات الأمم المتّحدة لتقديم المساعدة لهم.

وقد تراجعت مساعدات برنامج الغذاء الدولي للاجئين  إلى النصف خلال الاثني عشر شهرا الماضية.

وزيارة إلى مخيّم الزعتري في يوم الجمعة عندما تكون المساجد مفتوحة والمدارس والنوادي مقفلة تُظهر مدى الغضب والضجر الذي يعانيه اللاجئون تقول ذي غلوب اند ميل.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.