تحت عنوان "انتصار هش في مدينة الرمادي" كتب غي تايفر مقالا في صحيفة لودوفوار جاء فيه: اختراق هام تم إنجازه نهاية عام 2015 في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية المسلح بسقوط مدينة الرمادي العراقية في يد الجيش العراقي.
غير أن استعادة السيطرة هذه على مدينة الرمادي من قبل القوات العراقية تبقى أقله هشة. وخلاصة القول إن العراق لن يتغلب كليا على محنته إلا في حال قررت حكومته الشيعية مد اليد للأقلية السنية في البلاد.
والأكثر دلالة على ذلك ،هو بدون شك، أن مدينة الرمادي التي كان تنظيم الدولة الإسلامية المسلح قد استولى عليها في شهر مايو أيار الماضي قد استعيدت من قبل القوات العراقية بالتعاون التام مع مقاتلي عشائر سنية.
وكان قد استعيد مجددا استخدام المقاربة التي تم تطبيقها بنجاح خلال سنوات قليلة ماضية في الحرب على القاعدة قبل أن يبرز للوجود تنظيم الدولة الإسلامية المسلح بشكله الحالي في وقت كان الأميركيون يديرون ظهرهم للواقع.

وما يتوجب قوله بكل وضوح أن مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية التي تقع على بعد ما يقرب من مئة كيلومتر من العاصمة العراقية بغداد سقطت دون مساعدة الميليشيات الشيعية القوية المدعومة من إيران وذلك للمرة الأولى.
يشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة كانا قد قررا تركها جانبا مخافة تكرار العنف المذهبي الذي انتشر في تكريت مطلع عام 2015 ضد السكان السنة.
إن الرمادي واحدة من أهم المدن التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية المسلح مع مدن الموصل والفلوجة والرقة. إنه انتصار معنوي وعسكري هام بكل تأكيد غير أنه ليس كثير الضرر أيضا على المستوى الاستراتيجي بالنسبة للتنظيم المسلح على ما نعتقد.
إن التنظيم ما يزال يسيطر على غالبية المدن الواقعة على طول نهر الفرات في محافظة الأنبار، ومن غير المستبعد إذا، أن يكون في وسعه، أي تنظيم الدولة الإسلامية المسلح أن يشن هجمات جديدة على الرمادي.
ويتابع غي تايفر مقاله في صحيفة لودوفوار بالقول يتوجب أن لا يغيب عن ذهننا بأن
القوة التي يمارسها تنظيم الدولة الإسلامية المسلح هي ثمرة قوته العسكرية الخاصة به وفي الوقت نفسه ضعف أعدائه بدءا من الدولة العراقية.
وما لا يمكن تجاهله في هذا المجال قيام قوة التحالف الدولي بتنفيذ 600 ضربة جوية منذ شهر يوليو تموز الماضي قبل أن يبدأ الجهاديون بالتراجع.
ويتوجب حاليا أن تصمد مدينة الرمادي في يد الجيش العراقي.
وحتى تصمد وتكون انطلاقة لسقوط الموصل في وقت لاحق يتوجب أن تأخذ يوما ما طابعا سياسيا أكثر منه عسكريا.
ومن الوهم أن نفكر بأن تنظيم الدولة الإسلامية المسلح قد يكون انكسر فعلا دون أن يترك مجال للأقلية السنية في ممارسة الحكم في بغداد وهي أقلية مبعدة عن الحكم لأنها سيطرت على الحياة الوطنية حتى قيام الولايات المتحدة بقلب دكتاتورية صدام حسين في عام 2003
غير أن الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة تواصل صمودها أمام كل مشروع إصلاحي تقبل بموجبه الغالبية بفتح منفذ أمام تقاسم السلطة ما يدفع لإرساء أسس المصالحة مع السنة.
ويختم كاتب المقال بالقول: إن علاج العنف المذهبي الذي يسمم البلاد منذ أكثر من عشر سنوات يتوجب أن يمر حتما بإطلاق حوار اجتماعي وسياسي وما لم يحصل ذلك فإن تصرف الدولة العراقية سيبقى حجة قد يستفيد منها الجهاديون إلى أقصى حد ممكن.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.