الإعلامي السوري ناجي الجرف الذي اغتيل يوم الأحد في تركيا

الإعلامي السوري ناجي الجرف الذي اغتيل يوم الأحد في تركيا
Photo Credit: صفحة ناجي الجرف على موقع "فيس بوك" للتواصل

من الصحافة الكندية: حق القول

قُتل يوم الأحد الفائت الإعلامي ومنتج الأفلام الوثائقية السوري ناجي الجرف بمسدس كاتم للصوت في مدينة غازي عنتاب التركية التي كان قد لجأ إليها. هذا الصحافي البالغ من العمر 38 عاماً كان معارضاً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ولتنظيم "الدولة الإسلامية" على حد سواء، وكان قد حصل للتو على تأشيرة طبية لدخول فرنسا مع زوجته وابنتيهما، كما جاء في عدد أمس الثلاثاء من صحيفة "لو موند" الفرنسية، كتب اليوم كاتب العمود غي تايفير في صحيفة "لو دوفوار" الصادرة في مونتريال.

وجريمة القتل هذه، المندرجة بوضوح في إطار حملة اغتيالات ينظمها تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح ضد معارضيه، قلبت رأساً على عقب جالية صغيرة من المثقفين والصحافيين السوريين الذين لجأوا إلى غازي عنتاب الواقعة في جنوب تركيا على مسافة نحو من 100 كيلومتر شمال حلب، كبرى مدن شمال سوريا، يقول غي تافير في مقاله بعنوان "حق القول".

ويذكر الكاتب بأن "صحافييْن مواطنيْن" شابيْن كانا يعملان مع ناجي الجرف تعرضا للطعن ثم للنحر في مسكن في مدينة أورفة، في جنوب تركيا أيضاً، في تشرين الأول (أكتوبر) الفائت.

110 صحافيين محترفين و27 صحافياً مواطناً قُتلوا حول العالم هذه السنة حسب تقرير جديد نشرته أمس منظمة "مراسلون بلا حدود"، من ضمنهم السوريون الثلاثة المشار إليهم، يقول غي تايفير.

ومحصلة "شهداء حرية الإعلام" هذه السنة أعلى بما لا يقل عن 50% عما كانت عليه السنة الماضية، يضيف الكاتب مستشهداً بما جاء في تقرير "مراسلون بلا حدود".

الصحافيون وأعضاء الإدارة العاملون في صالة التحرير في راديو كندا في صورة رمزية في 7 كانون الثاني (يناير) تضامناً مع زملائهم الفرنسيين عقب الهجوم الدامي على مكاتب
الصحافيون وأعضاء الإدارة العاملون في صالة التحرير في راديو كندا في صورة رمزية في 7 كانون الثاني (يناير) تضامناً مع زملائهم الفرنسيين عقب الهجوم الدامي على مكاتب "شارلي إيبدو" في باريس ذاك اليوم. © Radio-Canada

"شهد هذا العام مقتل عدد مهول من الصحافيين، ليصل إجمالي عدد الإعلاميين الذين لقوا مصرعهم أثناء القيام بنشاطهم المهني أو بسبب عملهم الصحفي إلى 787 منذ عام 2005"، جاء في مطلع التقرير.

"وتُعزى هذه الحصيلة المؤلمة إلى تنامي ظاهرة العنف المتعمد ضد الصحافيين بوتيرة متسارعة من جهة، كما تعكس مدى فشل المبادرات لحماية الإعلاميين من جهة ثانية"، يضيف التقرير.

ولا عجب في حلول العراق وسوريا في طليعة الدول الأكثر خطورة للصحافيين هذه السنة. لكن التقرير يشير أيضاً إلى استهداف الصحافيين بشدة خارج "مناطق الصراع" في عام 2015، يقول غي تايفير.

وهذه علامة أيضاً على أن هذه "المناطق" تتحول وتصبح دولية تحت وقع "الحرب على الإرهاب" والتحولات الجهادية. والهجوم المسلح على مقر جريدة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة في باريس في 7 كانون الثاني (يناير) الفائت أظهر ذلك بوضوح، يقول غي تايفير.

ويشير الصحافي الكندي إلى ما يعتبره "حروباً أهلية مكتومة" حيث "تتحاذى حرية التعبير مع أعمال عنف اجتماعي واقتصادي على نطاق واسع". ويعطي مثالاً على ذلك الهند التي قُتل فيها تسعة صحافيين هذه السنة، لاسيما بسبب محاولاتهم الاستقصاء عن الجريمة المنظمة وعلاقتها بالسلطة.

وفي أميركا اللاتينية تصدرت المكسيك اللائحة هذه السنة، إذ قُتل فيها ثمانية صحافيين، البعض منهم بسبب قيامه بتحقيقات حول الفساد.

"تنامي ظاهرة العنف المتعمد ضد الصحافيين بوتيرة متسارعة..."، جاء في تقرير "مراسلون بلا حدود" التي أشارت إلى أن عشرات الصحافيين قُتلوا دون أن يؤدي ذلك إلى فتح أبسط تحقيق حول ظروف قتلهم. إنهم "شهداء" لأن الكثيرين الكثيرين من بينهم قُتلوا في ظل تمتع القتلة بحصانة تامة، يختم غي تايفير.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.