Photo Credit: Radio-Canada

فعل الخير في زمن الأعياد

الأعياد مناسبة للحفلات واللقاءات وتبادل الهدايا بين الأهل والأصحاب.

والأعياد مناسبة أيضا لفعل الخير والتفكير بالمعوزين والمحتاجين.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة كالغاري هيرالد مقالا تناولت فيه فعل الخير من خلال مقابلات أجرتها مع عدد من الزعماء الروحيّين في كندا من مختلف الطوائف والأديان.

تقول الصحيفة إنّ التراجع  الحاد في أسعار النفط أدّى إلى فقدان الكثرين وظائفهم ومصدر رزقهم، وأدّى إلى اقتطاعات في مرتّبات البعض الآخر.

ورغم التحدّيات الاقتصاديّة الضخمة، ما زال العديد من أبناء كالغاري يجدون السبيل لمساعدة من هم أقلّ حظّا منهم.

جيمس مارتن معلّم في معبد بوذي يعلّم أتباعه أنّ العطاء هو من بين ستّ فضائل. "نحاول أن نمارس العطاء في كلّ الأوقات وطوال السنة إن أمكن"  كما يقول.

ويوضح أنّه عندما نعطي، فذلك لأنّ احدا ما يحتاج لعطائنا. ومن وجهة نظر بوذيّة، يتعيّن على من يعطي ألاّ ينتظر شيئا في المقابل وأن يكون عطاؤه مجرّدا.

ومن يبحث عن شيء مقابل عطائه يولّد لنفسه التعاسة كما يقول المعلّم في المعبد البوذي جيمس مارتن.

ويرى الأسقف فريد هنري من الكنيسة الكاثوليكيّة في كالغاري أنّ تبادل الهدايا في زمن الميلاد مرتبط بالمسيح الذي هو هديّة الله لنا.

وبما أنّنا حصلنا على هذه الهديّة، فالرد الأنسب هو أن نعطي غيرنا.

ويضيف بأنّ خمسا وعشرين سنة مضت على إنشاء صندوق الميلاد في مدينة كالغاري، ويثني على روح العطاء وحسن الضيافة التي تميّز المدينة.

ويتحدّث الأسقف فريد هنري عن ثقافة متجذّرة وعقليّة سخيّة، بغض النظر عن الايمان، وبغضّ النظر عمّا إذا كان الميلاد يعني شيئا بالنسبة للبعض ام لا.

وتدفع هذه العقليّة بالجار لمساعدة جاره وتدفع بالإنسان لمساعدة المحتاج كائنا من كان.

ويؤكّد الأسقف فريد هنري على أهميّة العطاء في ظلّ الظروف الاقتصاديّة الصعبة هذه الأيّام.

ويتحدّثت الإمام سيّد سوهاروردي إمام مركز المدينة الاسلامي في كالغاري ومؤسّس المجلس الاسلامي الأعلى في كندا  فيشير إلى  أن الزّكاة واحدة من بين ركائز الاسلام الخمسة.

ويلزم على كلّ مسلم  أن يزكّي وأن يعطي قدرا ممّا يملك من مدّخرات واستثمارات للمحتاجين والفقراء. وليس الأمر اختياريّا بل هو إلزامي  وهو جزء من الايمان كما يقول الامام سيّد سوهاروردي.

ويضيف أنّ فعل الخير هو الأمر الأكثر ورودا في القرآن بعد الصلوات الخمس، وأنّ العطاء هو في أساس معتقدات الاسلام.

والله اعطى الكثير للإنسان وأمره بإعطاء الآخرين. ومطلوب من الناس أن يتبادلوا الخيرات التي ينعمون بها مع أهل الايمان ومع العائلة والمجتمع ومع المحتاج والفقير.

"خصوصا في هذه الأيّام الصعبة التي فقد فيها الكثيرون وظائفهم وأعمالهم، ويصارعون من أجل البقاء، إنّه أكثر من واجب على كلّ من يستطيع المساعدة، أن يمدّ يد العون لمن فقد وظيفته ويحتاج المساعدة. واعتقد أنّه الوقت المناسب لنثبت لأنفسنا أنّنا نمارس عقيدتنا" قال الإمام سيّد سوهاروردي.

وأما الحاخام شاوول اوسادتشي من جمعيّة "بيت تزيديك" فيقول في حديثه لصحيفة كالغاري هيرالد: "من وجهة نظر يهوديّة، فعل العطاء من مواردنا هو انعكاس لقيمتين أساسيّتين. إحداهما قيمة التواضع بمعنى أن يدرك احدنا أنّ الآخر ليس مصدرا للتلقّي بل علينا أيضا، لتثمين إنسانيّتنا أن نعطي الآخرين.

والقيمة الثانية هي فكرة الامتنان. فالعطاء هو انعكاس للامتنان للنعم التي نتمتّع بها في حياتنا ولندرك أنّ على هذه النعم أن تكون مشتركة ومتبادلة لنعزّز انفسنا والآخرين من حولنا" كما قال الحاخام شاوول اوسادتشي.

وتابع مؤكّدا على أهميّة العطاء عندما يعاني المجتمع من الانكماش الاقتصاديّ.

وعندما يتعاظم عدد المحتاجين، ينبغي أن يزداد عزم كلّ من هو قادر على مساعدتهم  والتخفيف من محنتهم.

وتحدّث القس جيمس باتون من كنيسة التحالف الأوّل First alliance church فقال إنّ فهم معنى العطاء هم فهم اساسي لله الذي بفضل سخائه أعطانا ابنه يسوع.

و عند قراءة العهد الجديد، فهو يبقيك تعمل على ذلك كما يقول القسّ جيمس باتون.

وينبغي حسب قوله أن ينعكس سخاء الله في حياتنا. وهذا يدعو إلى إسراف يكاد يكون غير عقلاني في الكرم والسخاء.

والايمان المسيحي هو في صلبه دعوة لنعيش حياة كريمة تكون صورة لقلب الله كما نفهمه.

فالله أعطانا كلّ شيء بسخاء وعلينا أن نتعلّم كيف نعيش حياة كريمة بأساليب مختلفة يقول القس جيمس باتون من كنيسة التحالف الأوّل.

ويشير إلى عبارة ورد ت في الكتاب المقدّس تقول: "حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا".

والمسيح علّمنا أنّه لا يمكن لنا أن نعبد ربّين، فإمّا أن نعبد الله وإمّا أن نعبد المال.

والكثير من الناس يكتشفون أنّ المال خادم جيّد وسيّد رهيب يقول القسّ جيمس باتون في حديثه لصحيفة كالغاري هيرالد.

ويختم مؤكّدا أنّ الانسان ينتصر على سلطة المال عندما يتعلّم أن تكون له أنماط حياة كريمة.

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.