رئيس الحكومة الكندية زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو متحدثاً في مجلس العموم في 9 كانون الأول (ديسمبر) الفائت.

رئيس الحكومة الكندية زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو متحدثاً في مجلس العموم في 9 كانون الأول (ديسمبر) الفائت.
Photo Credit: CP / Adrian Wyld

أسلوب “العجلة الحرة” الذي يتبعه ترودو في إدارة حكومته لا يخلو من المخاطر

عندما قال وزير الدفاع الكندي هارجيت سجّان مؤخراً إن طائرات "اف – 35" قد لا تُستثنى من المنافسة للحلول مكان المقاتلات الكندية الآخذة بالتقدم في السن، كان كلامه ذا مغزى على محوريْن، كتب اليوم الصحافي مارك غولوم في تحليل على موقع "سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية).

بداية، وهذا أمر جوهري، بدا كلام وزير الدفاع مناقضاً لما قاله رئيس الحكومة جوستان ترودو في الحملة الانتخابية الأخيرة من أن الطائرات المذكورة المثيرة للجدل لن تشارك في المنافسة للحلول مكان الطائرات الحالية.

لكن، على الصعيد السياسي قد يكون كلام الوزير سجّان دليلاً على أن الكنديين يشاهدون ما كان أمراً سياسياً نادراً خلال عقد من الزمن كانت خلاله الحكومة في أوتاوا من نصيب حزب المحافظين بقيادة ستيفن هاربر، وهو أن يعلن وزير في الحكومة عن رأيه الشخصي في موضوع ما، يقول مارك غولوم.

ليس سراً أن رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر لم يكن يترك لوزرائه سوى هامش ضيق بالنسبة لما كان بإمكانهم قوله علناً حول سياسة الحكومة.

وعلى النقيض من ذلك تعهد جوستان ترودو بأن يخفف مكتب رئيس الحكومة من إشرافه على إدارة الوزراء لملفاتهم.

وينقل مارك غولوم عن الرئيس السابق لمكتب ستيفن هاربر، إين برودي، قوله إن الانضباط الصارم الذي قام هاربر بإرسائه جاء بعد 13 عاماً من الحكومات الليبرالية كانت تُسرب خلالها بشكل روتيني المحادثات بين أعضاء مجلسيْ العموم والشيوخ المنتمين للحزب الليبرالي، وأحيانا المحادثات بين أعضاء الحكومة.

ونجم عن ذلك فوضى وإساءة لأعضاء مجلسيْ العموم والشيوخ الليبراليين كما لأعضاء الحكومة الليبرالية، أما ستيفن هاربر فكان يريد قيادة حكومة شديدة الانضباط لتجنب ذلك، يقول إين برودي. ويرى برودي أن جوستان ترودو يعتمد أسلوب "العجلة الحرة" أكثر بكثير من هاربر في إدارة حكومته.

رئيس حكومة المحافظين السابقة ستيفن هاربر في مؤتمر صحافي في أوتاوا (أرشيف)
رئيس حكومة المحافظين السابقة ستيفن هاربر في مؤتمر صحافي في أوتاوا (أرشيف) © PC/Nathan Denette

ويشير مارك غولوم إلى حالة أخرى أبدى فيها وزير في حكومة جوستان ترودو رأيه الشخصي في موضوع ما، وتتمثل بتصريح وزير الخارجية ستيفان ديون للصحافيين مؤخراً بأن مشاركة كندا في الغارات الجوية التي يقوم بها التحالف بقيادة الولايات المتحدة على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح في العراق وسوريا ستنتهي في غضون "أسابيع وليس أشهراً"، فيما كان وزير الدفاع هارجيت سجّان قد أشار في مقابلة إذاعية إلى عدم وجود جدول زمني بعد لوقف المشاركة الكندية.

وينقل مارك غولوم عن إين برودي قوله أيضاً إن مناقضة وزير زميلاً له في العلن لا يؤثر على القدرة على إدارة الحكومة، لكن الخطر يأتي عندما تنفذ القرارات ويجد أحد الوزراء أنه بكلامه تجاوز موضع القرار، فيشعر بالحرج لأنه قال في العلن أمراً لم يره زميله في الحكومة بالمنظار نفسه.

وهذا يعني أيضاً برأي رئيس مكتب رئيس حكومة المحافظين السابقة أن كلام وزير ليبرالي في موضوع ما، لاسيما بشأن أمور يتوقع حصولها ولها تكلفتها المادية، لن يكون له الوزن نفسه كما كانت الحال خلال ولايات ستيفن هاربر. فعندما كان وزير في حكومات هاربر يبدي رأياً في مسألة ما، "كان بإمكانك أن تودع كلامه في المصرف"، يقول إين برودي، أما الآن فكلام وزير ما قد يطرح تساؤلات حول ما إذا يشكل كلمة الفصل أم أنه مؤشر على صدور قرار ما.

من جهته يثني ديفيد ماكلاكلين، رئيس مكتب رئيس حكومة المحافظين الأسبق بريان مالروني، على أسلوب جوستان ترودو "المنفتح" في إدارة الحكومة وينصح كافة الحكومات باتباعه، لكنه ينبه إلى ضرورة أن يحصر كل وزير كلامه في الملفات المعهودة إليه، إذ عندما يأخذ الوزراء بالتعليق على سياسات واستراتيجيات واسعة تتخطى ملفاتهم يؤدي ذلك إلى بعث رسائل متناقضة.

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.