الأزمة التي اندلعت بين السعوديّة وايران على خلفيّة إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر تركت مضاعفاتها الحادّة على الساحة الاقليميّة.
وأرخت الأزمة بظلالها على الأوضاع في سوريّا والعراق بسبب موقف طهران والرياض المتباين من الصراع الدائر في هذين البلدين.
وهنا في كندا، ندّد بيان صادر عن وزارة الخارجيّة بإعدام الرياض 47 شخصا.
وأشار البيان إلى أنّ "كندا تعارض حكم الاعدام و تتوقّع من السعوديّة أن تحمي حقوق الانسان وتحترم التعبير السلمي عن المعارضة وتضمن معاملة عادلة في مجال القضاء".
ويصف بعض المراقبين موقف كندا بالخجول والحذر، في سعيها للتوفيق بين احترام حقوق الانسان والحفاظ على علاقات التبادل التجاري مع المملكة السعوديّة.
وكانت اوتاوا قد وقّعت على عقد بقيمة 15 مليار دولار لبيع السعوديّة آليّات خفيفة مصفّحة.
وسبق أن اشترت السعوديّة في عامي 2012 و2013 معدّات عسكريّة من كندا تجاوزت قيمتها نصف مليار دولار.
يتحدّث فيري دو كيركوف الدبلوماسي الكندي وسفير كندا السابق لدى مصر إلى تلفزيون راديو كندا عن موقف كندا من إعدام 47 شخصا فيقول إنّه بالفعل موقف حذر ويضيف:
أعتقد أنّ للحذر ما يبرّره بطرق عديدة. فكندا لم تستأنف بعد علاقاتها الدبلوماسيّة مع طهران حتّى ولو أنّ الحديث جرى بهذا الشأن.
و تواجه العربيّة السعوديّة حليفة الولايات المتّحدة تحدّيات كبيرة منذ أن بدأت المفاوضات بشأن الملف النووي الايراني.

وقد ساهم اتفاق جنيف النووي في تعزيز دور ايران على الساحة الاقليميّة وفي عودة طهران كمحاور مهمّ كما يقول فيري دوكيركوف ويضيف:
رغم كلّ ذلك، فالولايات المتّحدة ما زالت تصف إيران بأنّها العدوُّ الكبير، كما لاحظناه مؤخّرا يوم أطلق الحرس الثوري صواريخ بالقرب من سفينة حربيّة اميركيّة.
وهنالك من الجهة الأخرى السعوديّة التي تواجه مشاكل كبيرة بالنسبة لحقوق الانسان والتي ستبقى رغم ذلك حليفا رئيسيّا للولايات المتّحدة خلال السنوات المقبلة.
ويتابع دوكيركوف فيقول إن الولايات المتّحدة ستدخل في الحوار مع طهران في وقت من الأوقات.
ولكنّ الحفاظ على استقرار المنطقة يقتضي أن تحافظ الولايات المتّحدة على علاقاتها الوثيقة مع السعوديّة كما يقول ويضيف:
يتعيّن علينا من جهتنا في كندا ألاّ نزعج الاميركيّين خصوصا أن رئيس الحكومة جوستان ترودو وضع في جوهر برنامجه إعادة تعزيز العلاقات مع الولايات المتّحدة ، ولن تتغيّر المواقف بسبب قضيّة كهذه.

أضف إلى ذلك يتابع فيري دوكيركوف أنّ جوستان ترودو تعهّد بعدم إلغاء العقد الموقّع مع السعوديّة لبيعها معدّات عسكريّة ويضيف بالقول:
إذن الموقف الكندي حذر بالفعل ولكنّي على يقين من أنّ الحكومة تستنكر ما يجري.
وينبغي ألآّ يغيب عن البال أنّه إلى جانب إعدام رجل الدين الشيعي، كان هنالك عدد من أعضاء تنظيم القاعدة من بين السبعة والأربعين شخصا الذين تمّ إعدامهم.
و القصف الجويّ في سوريّا يؤدّي إلى مقتل أتباع القاعدة، ومن سخريّة القدر أنّ هذا يؤدّي إلى نوع من التوازن الواقعي كما يقول الدبلوماسي الكندي السابق فيري دوكيركوف.
وعن سؤال حول موقف كندا والكنديّين من قضيّة المدوّن السعودي رائف بدوي يقول دوكيركوف إنّه لم يتسنّ بعد أمام الحكومة الكنديّة الجديدة أن توضح خطوط سياستها الخارجيّة ويضيف:
لم تجر بعد إعادة النظر في السياسة الخارجيّة بما يتيح أمام الحكومة تحديد بعض المبادئ الأساسيّة في ما يخصّ ملفّ حقوق الانسان وتحديدَ الخطوط التي لا ينبغي تجاوزها.
وأعتقد أنّ ثمّة شعورا بعدم الارتياح في أروقة الوزارة حيال ما يجري والذي هو بمثابة تحدّ وسط حالة عدم الاستقرار التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط يقول الدبلوماسي الكندي السابق فيري دوكيركوف.
(راديو كندا الدولي وراديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.