تناولت الصحف الكنديّة مجموعة من المواضيع المحليّة والدوليّة من بينها موقف كندا من الأزمة السعوديّة الايرانيّة والذكرى الاولى على الهجوم الذي استهدف مجلّة شارلي ابدو الفرنسيّة الساخرة.
صحيفة ذي غلوب اند ميل تناولت الأزمة السعوديّة الايرانيّة في تعليق بتوقيع الصحافي كونراد ياكابوسكي.
تقول الصحيفة إنّ الحكومة الكنديّة لن تتراجع عن بيع الآليّات المصفّحة الخفيفة للسعوديّة في إطار عقد بقيمة 15 مليار دولار وذلك رغم سجلّ المملكة في مجال حقوق الانسان.
وليس هنالك من قواسم مشتركة بين كندا والسعوديّة أقلّه على صعيد القيم.
لكنّ كندا وعلى غرار الولايات المتّحدة ترى أنّ السعوديّة مصدر استقرار في منطقة الشرق الأوسط الواقعة تحت تهديد لاعبين مارقين.
والسعوديّة تفرض شكلا صارما من الوهابيّة يرى البعض أنّه شبيه بهمجيّة تنظيم "الدولة الاسلاميّة" تقول الصحيفة.
ورغم ذلك، تبقى السعوديّة حليفا يشارك في مكافحة الارهاب.
ولكنّها خلافا لإيران لم تدع إلى تدمير اسرائيل والولايات المتّحدة ولم تتقرّب من روسيا ولم تسع لدعم الرئيس بشّار الأسد.
وينبغي التنديد بسجلّ السعوديّة على صعيد حقوق الانسان. ووحدها الصين أعدمت عددا أكبر من الأشخاص من إيران عام 2014 في وقت تعدم إيران عددا أكبر من الشباب وفق ما ذكرته منظّمة هيومن رايتس ووتش.
ومن السذاجة بمكان أن تعتقد أي حكومة غربيّة أنّ إضعاف السعوديّة يساهم في الترويج للسلام وحقوق الانسان في منطقة لا تعرف إلاّ القليل عن كلّ منهما.
وتشير الصحيفة إلى أنّ الليبراليّين طالما انتقدوا الحكومة السابقة لتوقيعها العقد مع السعوديّة.
وتراجع انتقاد الليبراليّين خلال الحملة الانتخابيّة تقول ذي غلوب اند ميل وتضيف أنّ قرار الحكومة الالتزام به يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحوّلا سريعا في العلاقات على خلفيّة الاتفاق النووي مع إيران.
وتتحدّث الصحيفة عن قلق متزايد في السعوديّة بسبب تراجع أسعار النفط والعجز المتوالي في الموازنة والشعور بأنّ إدارة الرئيس اوباما تتخلّى عنها.
وكلّ ذلك دفع لاتّخاذ إجراءات يائسة من بينها إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.
والسعوديّة تشعر اليوم أنّها محشورة في الزاوية خلافا لما كان عليه الوضع يوم تمّ التوقيع على اتّفاق بيعها المعدّات الحربيّة.
ويتعيّن على الحكومة الكنديّة التي تسعى لإعادة علاقاتها مع طهران أن تقنع الكنديّين أنّ بيع الآليّات المصفّحة الخفيفة لن يُستخدم ضدّ المدنيّين السعوديّين تقول ذي غلوب اند ميل.
والفشل في ذلك يكشف الكثير عن حقيقة سياسة جوستان ترودو الخارجيّة تقول الصحيفة في ختام تعليقها.

وننتقل إلى صحيفة لودوفوار وإلى تعليق بتوقيع برنار ديكوتو يقول فيه إنّ "مجانين الله" المقنّعين دخلوا قبل سنة إلى مكاتب مجلّة شارلي ابدو الفرنسيّة وبدأوا يطلقون النار عشوائيّا وقتلوا ثمانية أشخاص بهدف إسكات الكلمة وقتلها.
واليوم وبعد سنة على الحادثة، يسخر صحافيّو المجلّة منهم لأنّ الكلمة ما زالت حيّة و القلم ما زال لاذعا وأكثر استفزازيّة من قبل.
وما زلت شارلي ابدو حرّة ، وهي رمز الصمود في وجه الخوف والرقابة الذاتيّة والخضوع.
وهي حرّة في أن يتصدّر غلافَها رسمُ إله ملتح دام يحمل على كتفه بندقيّة كلاشنيكوف ، وحملت الصورة العنوان التالي: بعد مرور سنة، ما زال القاتل حرّا طليقا.
وقد يرى البعض مبالغة في الرسم، ولكنّ الجدل الذي يثيره هو الدليل على أنّ حريّة شارلي ابدو تعني أيضا حريّة الآخرين في انتقادها.
وإلاّ كيف يمكن المجادلة إن كنّا نقبل بكل الممنوعات تتساءل لودوفوار.
ممنوعات أظهرت أحداث الثالث عشر من تشرين الثاني نوفمبر الفائت أنّها قد تذهب بنا إلى حدّ التخلّي عن أن نعيش حياتنا كما نشاء.
وترى الصحيفة أنّ مرونة شارلي ابدو هي الدليل على أنّ الردّ على الارهاب الاسلامي لا يكون من خلال الاجراءات الأمنيّة فحسب وإنّما أيضا من خلال التأكيد على ما تمثّله قيم الحقوق والحريّات بالنسبة لنا جميعا.
وتعتبر أنّ الذكرى الاولى للهجوم على شارلي ابدو يحتّم على الحكومات أن تحاذر اعتماد إجراءات حماية مبالغ فيها.
وعلى سبيل المثال إجراء الحرمان من الجنسيّة الذي تفكّر فرنسا في تطبيقه بحقّ من يحمل جنسيّة مزدوجة، والمطبّق في كندا بموجب القانون.
والإجراء هذا يتنافى مع مبدأ المساواة في الحقوق ويخلق مستويين من المواطنين،بين المولودين داخل البلد والمولودين خارجه.
والإجراء هذا منصوص عليه في القانون سي 24 الذي أقرّه مجلس العموم الكندي في أعقاب الهجمات الارهابيّة خريف العام 2014 .
وقد تعهّد رئيس الحكومة جوستان ترودو خلال حملته الانتخابيّة بإلغاء القانون الذي أقرّته حكومة المحافظين السابقة.
كما تعهّد بإعادة النظر في بعض بنود القانون سي 51 لمكافحة الارهاب الذي يعطي صلاحيّات إضافيّة لأجهزة الأمن.
وينبغي ألاّ ينسى رئيس الحكومة تعهّداته تقول لودوفوار في ختام تعليقها.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.