تجمع شعبي في طهران

تجمع شعبي في طهران
Photo Credit: GI / ATTA KENARE

” مشعلو الحرائق “

تحت عنوان : " مشعلو الحرائق " علق المحرر في صحيفة لا بريس ألكسندر سيروا على النزاع السعودي الإيراني، قال:

يشبه الشرق الأوسط برميل بارود وضعت فيه عدة فتائل تفجير وأشعل بعضها في السنوات القليلة الماضية وأقدمت السعودية مؤخرا على إشعال أحدها. ومن الصعب إيجاد طريقة أسوأ لبدء السنة الجديدة في المنطقة : يوم السبت أعدمت السلطات السعودية ( السنية ) الشيخ نمر النمر الشيعي بتهمة "الإرهاب" و "التمرد والعصيان" ، وارتفاع حدة التوتر التي تلته كانت متوقعة وبخاصة مع إيران لكونها تشكل القوة العظمى الأخرى في المنطقة، وبالتالي المنافسة للسعودية، ولأن تسعين بالمئة من سكانها شيعة.

ويتابع ألكسندر سيروا: هاجم متظاهرون السفارة السعودية في طهران ليل السبت الأحد، وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران. وبالرغم من حالة التوتر التي سادت دائما العلاقات السعودية الإيرانية، فهي المرة الأولى منذ العام 1991 تقطع فيها العلاقات بين الدولتين بهذه الطريقة. ولا يحق للنظام السعودي، وهو على ما هو عليه، أن يغتاظ. وهو المسؤول، في هذا الفصل الجديد من الدراما، عن إشعال النار.

ويرى سيروا أن إعدام نمر النمر يمكن أن ينظر إليه على أنه تحذير للمعارضين السعوديين لكنه أيضا، وخاصة، عمل استفزازي. وكان الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وصف إيران في السابق "بالحية التي يجب قطع رأسها"، وما زالت إيران إلى اليوم تزعج السلطات السعودية التي لم تستسغ بعد تقاربها مع الدول الغربية.

إذاً الحرب باتت معلنة، يقول سيروا، وما لم نتمكن من إيجاد وسيلة ما لإقناع الطرفين بنزع فتيل التفجير بأسرع وقت ممكن، فستمتد انعكاساتها إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط. بدءاً بسوريا . وليس صدفة أن تعلن الأمم المتحدة أمس أن وسيطها الدولي في سوريا ستافان ديميستورا سيزور كلا من السعودية وإيران قريبا فالدولتان تتصارعان على الأراضي السورية : واحدة تدعم النظام وثانية تسلح المعارضة وتمولها. ومن الصعب تصور إيجاد حلول قابلة للتنفيذ لوضع حد لتلك الحرب الأهلية المقيتة دون حصول هذا التقارب.

والنزاع هذا لا يبشر بالخير في العراق حيث التوترات السنية الشيعية تقوّض أمال مصالحة وطنية حقيقية ولا يمكنها إلا أن تضر بالحرب المعلنة عل تنظيم "الدولة الإسلامية " التي تشارك فيها كندا عن حق.

ويرى ألكسندر سيروا أن أكثر ما يحزن في الوضع الراهن هو أن المواجهة السعودية الإيرانية المستجدة لا تفاجئ أحدا. فلطالما أبدى الغرب تسامحا وتساهلا إزاء انحرافات السعودية ما جعلها تعتقد أن كل شيء بات مسموحا لها. وهذا التساهل مع النظام السعودي يجب أن يكف، يخلص ألكسندر سيروا تعليقه المنشور في صحيفة لا بريس.

راديو كندا الدولي - صحيفة لا بريس الإلكترونيةاستمعوا

فئة:دولي
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.