تحت عنوان: " الصحوة القاسية " علقت المحررة في ذي غلوب أند ميل مارغاريت وينت على أحداث احتفالات رأس السنة الجديدة في ألمانيا. قالت:
إن الاعتداءات الواسعة التي ارتكبت في مدينة كولونيا الألمانية ليلة سهرة رأس السنة ستكون بدون شك محطة حاسمة في الجدل حول الهجرة الذي يمزق القارة الأوروبية. ولم يعد ممكنا، بعد أحداث كولونيا، تجاهل الحقيقة البشعة. فالمعتدون، بحسب ما وصفهم مسؤول ألماني رفيع، هم في غالبيتهم من العرب ومن شمال إفريقيا بمن فيهم طالبو لجوء وصلوا إلى ألمانيا منذ حوالي السنة، يأتون من مجتمعات ثقافية معادية للمرأة. وموقفهم من المرأة يتناقض كليا مع المبادئ الأوروبية المتسامحة والمتحررة .
وتتابع مارغاريت وينت: إن غالبية الوافدين الجدد بصورة مفاجئة وسريعة هم من الشباب والرجال غير المتزوجين والعاطلين عن العمل ومقولة أن بإمكانهم التأقلم بسرعة أو بسهولة ليست أكثر من فكرة خيالية.
وتؤكد النساء الضحايا أنهن تعرضن للاعتداء والسرقة على أيدي مجموعات من الرجال (وقد تم تقديم أكثر من خمسمئة شكوى حتى الآن). ولم تتمكن الشرطة من ضبط الاعتداءات لكثرتها. وكانت أوساط الشرطة أشارت في البداية إلى أن الاحتفالات كانت "سلمية " لكنها اضطرت لاحقا للتراجع عن موقفها دون تحديد أصول المعتدين "لطبيعتها السياسية الخطرة".
وتتابع مارغاريت وينت في الغلوب أند ميل إن الحساسية من رد فعل عنيف من معاداة المهاجرين ما زالت حتى الآن تحول دون التحدث بصدق عن التصرفات الجنسية غير اللائقة في أوساط المهاجرين الرجال فالحديث عنها كان يوصف دائما بالعنصرية . لكن ما حدث في كولونيا كان خطرا إلى درجة عدم السكوت عنه، وقد وردت أخبار عن اعتداءات مماثلة وقعت في النمسا وسويسرا وفنلندا والسويد ومدن ألمانية اخرى وحذرت شرطة فيينا النساء من التجول وحدهن في الليل وتكتمت السويد عن اعتداءات ضد نساء شابات خلال مهرجان غنائي الصيف الماضي قام بها مئات الرجال معظمهم من الأفغان.
لقد تبنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل خطا متشددا فاعتبرت أنه لا تسامح بعد اليوم مع المعتدين وقد يتم ترحيلهم عن البلاد. علما أن القوانين المعمول بها حتى اليوم لا تسمح لأي كان بترحيل واصلين جدد إلا في حال إدانتهم بجرائم شديدة الفظاعة وفي حال عدم القيام برقابة متشددة على الحدود فلا أحد بإمكانه منع الرجال من التدفق إلى البلاد.
وترى مارغاريت وينت أن ثمة حلولا ولكن قد تكون صعبة من مثل منع الرجل العازب من اللجوء (كما تفعل كندا) ، ترحيل من دخل البلاد منهم، اختيار اللاجئين بدقة وعدم اختيار من لا يفرق بين القبلة والاغتصاب. أما للحؤول دون رد فعل عنيف من قبل اليمين المتطرف، فقد فات الأوان فهو موجود جراء سنوات من الكذب الرسمي والتكتم، تختم مارغاريت وينت تعليقها في الغلوب أند ميل.
راديو كندا الدولي - صحيفة ذي غلوب أند ميل
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.