تناولت صحيفة ذي ناشونال بوست في تعليق بقلم كيلي ماكبارلاند العقد الذي وقّعته الحكومة الكنديّة مع السعوديّة لبيع الرياض آليّات خفيفة مصفّحة ، وتحدّثت الصحيفة عن ضرب نادر ممّا اسمته النفاق المزدوج .
والصفقة بقيمة 15 مليار دولار و حكومة المحافظين السابقة و الحكومة الليبراليّة الحاليّة غير صادقتين بشأنها.
وقد انتقد الليبراليّون خلال الحملة الانتخابيّة حكومة المحافظين لرفضها الكشف عن تفاصيل العقد، وعدم دعمها لملفّ حقوق الانسان في السعوديّة.
لكنّهم قالوا في الوقت عينه إنّهم لن يعمدوا إلى إلغاء العقد في حال فوزهم بالسلطة.
ولم يتنبّه أحد لهذا التناقض في موقفهم خلال الحملة الانتخابيّة لأنّ الكلّ كانوا منشغلين في حينه في إدانة رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر تقول ذي ناشونال بوست.
وعاد الموضوع إلى الواجهة اليوم بعد وصول الليبراليّين إلى السلطة.
ولا يملك وزير الخارجيّة الكندي ستيفان ديون الجواب حوله تقول الصحيفة وتتساءل كيف يمكن للوزير أن يندّد بحالات إعدام السجناء في السعوديّة وأن يدافع في الوقت عينه عن بيعها آليّات خفيفة مصفّحة.
ولم يكن جوابه مثيرا للإعجاب عندما قال بأنّ دولا أخرى تبيع السلاح للسعوديّة.
فثمّة دول أخرى تبيع أسرارا نوويّة لكوريا الشماليّة، وليست تلك حجّة لكندا كي تحذو حذوها.
والأمر يرضي حزب المحافظين الذي يرى الحزب الليبرالي يتعثّر بسبب الخطاب الذي اعتمده الليبراليّون خلال الحملة الانتخابيّة.
والوزير السابق طوني كليمنت رفّع نفسه بوقاحة عن موقف وقح وطلب من الحكومة الليبراليّة أن تكشف عن تفاصيل العقد الذي رفضت حكومة المحافظين السابقة التي كان ينتمي إليها الكشف عنها.
وتنقل ذي ناشونال بوست عن الوزير كليمنت قوله إنّ الكنديّين لا يريدون رؤية هذه الآليّات الخفيفة المصفّحة تُستخدم ضدّ الأبرياء في السعوديّة.
ويرغب الكنديّون كما يضيف الوزير كليمنت، في ظلّ الأوضاع المتغيّرة بسرعة في الشرق الأوسط، أن تُستخدم الآليّات للأغراض المحدّدة لها.
والمحافظون يعرفون جيّدا تفاصيل العقد لأنّهم هم الذين وقّعوه مع السعوديّة.
ومن الهراء أن يتحدّث طوني كليمنت عن سرعة تغيُّر الوضع في الشرق الأوسط تقول الصحيفة وتشير إلى أنّ ملفّ حقوق الانسان في السعوديّة مروّع منذ عقود.
ومن الهراء أن يستغرب الوزير احتمال أن تستخدم السعوديّة الآليّات ضد السعوديّين تقول الصحيفة وتتساءل إن كان يظنّ أنّها ستستخدمها لغزو سوريّا.
ومن المضحك قوله إنّه جرى تقييم دقيق للسعوديّة. وغاب عن باله ربّما أنّ المحافظين أنفسهم كانوا مسؤولين عن هذا التدقيق.
والوزير كليمنت يدرك أنّ بإمكانه أن يهرب من هذا الكلام الفارغ، لأنّه يدرك أنّ الليبراليّين عاجزون عن تحدّيه بهذا الشأن مخافة أن تنقلب الأمور عليهم.
وترى ذي ناشونال بوست أنّ قضيّة اعتقال سمر بدوي شقيقة المدوّن السعودي رائف بدوي مع طفلتها ابنة السنتين في جدّة أعطت المحافظين حجّة إضافيّة.
وتمّ اعتقالها بسبب حملة أطلقتها عبر موقع تويتر للإفراج عن زوجها السابق المحامي المعتقل بسبب دفاعه عن حقوق الانسان.
وتشير ذي ناشونال بوست إلى أنّ رائف بدوي محكوم بالسجن 10 سنوات وبتلقّي ألف جلدة بعد إدانته بالإساءة للإسلام.
وتقيم زوجته مع أطفالها الثلاثة في مقاطعة كيبيك منذ نحو سنة.
وتتوقّع ذي ناشونال بوست في ختام تعليقها أن يطرح المحافظون المزيد من الأسئلة على الحكومة الليبراليّة التي لم تكن وراء هذا الموقف ولكنّها حشرت نفسها فيه عندما اعتبرت نفسها محقّة وهي الآن تتلقّى الضربات.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.